يرتبطُ بأذهاننا منذ الصغر أنّ القيام برحلة إلى الفضاء هي من مهام رائد الفضاء الذي يعمل سواءً في ‘ناسا، جاكسا أو في أحد وكالات الفضاء الأجنبيّة’. لكنّ الأمر سيختلف في العقود القادمة، وسيتاح لأيّ شخصٍ الاطّلاع على الفضاء الخارجيّ، وبتكلفة بسيطةٍ للغايةِ.
الفكرة تبدو منذ الوهلة الأولى أقرب للخيال ومثيرة للضّحك والسخرية، لكنّ اليابانيون يرونها أكثر من ذلك، ويسعون إلى منحها صفة الواقعيّة بحلول سنة 2050. فقد ذكرت شركة ’أوباياشي‘ اليابانية أنّها تعمل حاليًّا على التصاميم الهندسيّة الأولية لفكرة المصعد السياحيّ الذي سيأخذ النّاس في رحلةٍ للفضاء الخارجي.
إن أردت الذهاب فالأمر سيكون سهلًا للغاية، ما عليك سوى ركوب المصعد والضغط على زر الانطلاق حتى يُغلَق الباب، ثم يفتح بعد مدة معينة لتجد نفسك تطل على كوكب الأرض على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، وعلى جوانبك كلها تستطيع رؤية النجوم والسدم البعيدة.
مدة الرحلة ستقارب 7 أيام، وهي مدة أكبر مما تستغرقه الرحلات المكّوكية بالصواريخ. لكنّ الرحلة بالمصعد ستكون في المجمل أقلّ تكلفة من الصاروخ، حيث يتطلب هذا الأخير ميزانيّة 22 ألف دولار للكيلومتر الواحد، في حين سيكلّف المصعد 200 دولار فقط لقطع نفس المسافة.
تعمل العديد من الجامعات مع شركة أوباياشي اليابانية لإنجاح الفكرة في عدة أجزاء. فالشرط الأهم لبناء هذا المصعد، هو ضرورة استعمال روابط خفيفة وأقوى من الفولاذ في نفس الوقت. وللوصول إلى هذا الهدف، سيتم الاعتماد على التكنولوجيا فائقة الصغر (النانو) لتشكيل أنبوب طويل جدًا، بقطر برتبة النانومتر، وتصل قوّته إلى 100 مرة قوة الفولاذ.
التحدي صعب للغاية، لكنّ العلماء أثبتوا غير ما مرة أنّهم قادرون على إكمال أي تحدّ علميّ، مهما كان خياليًا في إدراكنا. كم هذا مثير.مصدر