نجحت مركبة فضائية بحجم رغيف الخبز في فرد الشراع الشمسي الخاص بها. في يوم الثلاثاء ٢٣ من يوليو وعند الساعة ٢:٤٧ بتوقيت غرينيتش GMT بدأ المحرك 1847 المحمول على المركبة الصغيرة Lightsail 2 cubesat بفرد شراعه الشمسي والذي تبلغ مساحته حوالي ٣٤٤ قدمًا مربعًا، بما يعادل ٣٢ مترًا مربعًا بحجم حلبة الملاكمة.

الجدير بالذكر أن مشروع Lightsail 2 هو مشروع لجمعية الكواكب “The planetary socity” والتي تهدف إلى إثبات إمكانية ركوب الأمواج الشمسية وتحويلها إلى تقنية دفع يمكن استخدامها للمركبات الفضائية فيما بعد.

تقول جينفر فون رئيسة العمليات في جمعية الكواكب “The planetary socity”: «نحن في غاية الحماس لتحقيقنا هذا الإنجاز العظيم. نحن الآن نملك شراعًا وعلينا البدء بالإبحار، فالآن حان وقت بداية الرحلة البحرية الشاقة بالفضاء».

في مايو عام ٢٠١٠ كانت أول تجربة ناجحة لاستخدام الشراع الشمسي تحت مسمى “اليخت الشمسي”، وكانت من إطلاق وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA).

وقد أثبت ذلك المشروع الذي تمكن من فرد شراعه في يونيو من ذات العام بأن وجود ذلك الغشاء الرقيق الأشبه بالشراع مرتبطًا بجسم المركبة الفضائية بإمكانه دفع المركبة للأمام من خلال تجميع حزمة من الفوتونات الضوئية (جزيئات الضوء) المنبعثة من الشمس.

أطلقت وكالة NASA شراعًا شمسيًا مكعبًا في نوفمبر من عام ٢٠١٠ كذلك، وأطلقت عليه اسم Nanosail-D.

ولكن منذ ذلك الحين، سقط مشروع الإبحار الفضائي، ولذا فقد كان هدف جمعية الكواكب” The planetary socitey” هو تغيير تلك الصورة وإعادة إحياء المشروع من جديد، وذلك عن طريق تطوير المشروع lightsail 2 لقضاء عام كامل يدور حول الأرض باستخدام طاقات الفوتونات الشمسية.

شاركت جمعية الكواكب The planetary society عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر-twitter قائلة: «جميع الدلائل تشير إلى أن المركبة lightsail 2 قد نشرت شراعها الشمسي كما ينبغي، سوف نثبت الآن نجاح عملية فرد الشراع عبر إرفاق الصور».

كما أضافت في تغريدة لاحقة بأنها «ستبدأ في ربط الصور المتواجدة بمنصات التتبع المتبقية للتأكد من نجاح العملية بشكل تام».

كانت مشاهدة المشروع lightsail 2 الأولى للأرض في اليوم السابع من شهر يوليو، كما أكدت جمعية الكواكب أن المركبة قد التقطت بعض الصور أثناء القيام بعملية فرد الشراع.

للعلم فإن المهمة lightsail 2 تسير بسلاسة أكبر مقارنة بالمهمة التي سبقتها، والتي تعرضت لخللٍ ببرامج تشغيلها خلال يومين فقط من إطلاقها بمدارها المحدد حول الأرض.

الجدير بالذكر أيضًا أن مفهوم الإبحار الشمسي يعود إلى قرابة قرنٍ كاملٍ من الزمان، وفقًا لما ذكره موقع وكالة الفضاء الاستكشافية اليابانية (JAXA) وقد صار الأمر شغفًا لمؤسسي جمعية الكواكب منذ عدة عقود.

قالت فون خلال مؤتمر عبر الهاتف: «إن مشروعنا الأول للإبحار باستخدام الفوتونات الشمسية قد بدأ بالفعل منذ عشرين عامًا بواسطة مركبتنا الشراعية Cosmos 1، تلك المهمة قد كانت الأولى من نوعها في اختبار الشارع الشمسي فضائيًا».

كانت تلك الكلمات في ٢٠ يونيو الماضي، وقبل أيام من انطلاق المشروع عبر صاروخ فالكون الثقيل التابع لـ SpaceX في صباح يوم ٢٥ يونيو.

سمع رجل العلوم بيل ناي ورئيس جمعية الكواكب عن الشراع الشمسي للمرة الأولى في فصل عالم الفلك الشهير كارل ساجان بجامعة كورنيل قبل ٤٢ سنة، وقد تذكر أثناء المؤتمر الهاتفي المذكور معلمه كارل وحديثه المتحمس عن فكرة الإبحار باستخدام الفوتونات الشمسية.

إن سار كل شيء على ما يرام فإن المشروع lightsail 2 سيتمكن من إثبات فعالية استخدام الفوتونات لدفع إصدارات حديثة أخرى من تلك التكنولوجيا الرائعة داخل نظامنا الشمسي.

اقرأ أيضًا:

إختيار التيليسكوب “بلاتو” لمهمة اكتشاف الكواكب خارج المجموعة الشمسية

إنتاج شكل غريب من “الجليد فائق التأين” حرارته نصف درجة حرارة الشمس!

ترجمة: محمد وسيم

تدقيق: سلمى توفيق

المصدر