داء الليستريات هو مرض ينتقل عن طريق الطعام الملوث بجراثيم الليستريا Listeria. لا يلاحظ معظم المصابين بتلك العدوى أعراض المرض، ومع ذلك فيمكن للأشخاص المعرضين للعدوى أن يتأثروا بشدة جراء الإصابة، إضافةً لذلك فمعدلات الوفاة نتيجة ذلك المرض مرتفعة نسبيًا. قد يمثل داء الليستريات عدوىً خطيرة؛ إذ يُصيب النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.

حقائق عن داء الليستريات:

  •  تتسبب في داء الليستريا جراثيم تدعى الليستريا المستوحدة Listeria monocytogenes.
  •  يموت نحو 260 شخصًا في الولايات المتحدة سنويًا جراء الإصابة بداء الليستريات.
  •  الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى الخطيرة هم الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة والنساء الحوامل.
  •  قد تُفضي الإصابة بداء الليستريا إلى إنتان الدم أو التهاب السحايا meningitis.
  •  النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بعدوى داء الليستريا بعشرة أضعاف عن الأشخاص العاديين.

ما هو داء الليستريات؟

ينتج داء الليستريات عن عدوى تسببها جراثيم الليستريا، سُميت بهذا الاسم نسبةً للعالم جوزيف ليستر، الجراح والرائد في الجراحات المعقمة. توجد عشرة أنواع لجراثيم الليستريا، أكثرها شيوعًا في إصابات البشر هي جراثيم الليستريا المستوحدة.

يتسبب داء الليستريا في إصابة حوالي 1600 شخص بالمرض وكذلك 260 حالة وفاة في الولايات المتحدة سنويًا، ما يجعله يتخطى معدلات الوفاة لجراثيم السالمونيلا وجراثيم المطثية الوشيقية Clostridium botulinum. وقد ظل هذا المعدل ثابتًا خلال الأعوام الأخيرة.

ينتج هذا المرض عن تناول الأطعمة الملوثة، وتجدر الإشارة إلى أن 20 إلى 30% من الإصابات بعدوى الليستريا تؤدي إلى الوفاة.

الأعراض:

قد تظل أعراض الإصابة بالعدوى غير ظاهرة لبعض الوقت، وتتراوح فترة النقاهة من 11 إلى 70 يومًا بعد تناول الطعام الملوث بجراثيم الليستريا.

ومن المرجح أن تستمر الأعراض التالية لمدة يوم إلى ثلاثة أيام:

  •  آلام بالعضلات.
  •  الحمى.
  •  أعراض مشابهة لمرض الإنفلونزا.
  •  غثيان.
  •  إسهال.

تنتشر العدوى إلى الجهاز العصبي في بعض الأشخاص المصابين، وقد تشمل الأعراض:

  •  الصداع.
  •  الشعور بالارتباك.
  • تيبس الرأس.
  •  الهزات والتشنجات.
  •  فقدان التوازن.

يمكن أن تؤدي عدوى الليستريات في الأشخاص المعرضين للإصابة إلى إنتان الدم أو التهاب الأغشية المحيطة بالمخ (التهاب السحايا).

داء الليستريات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج مرض ينتقل عن طريق الطعام الملوث بجراثيم الليستريا Listeria ضعف الجهاز المناعي

وإذا انتقلت العدوى إلى الدماغ، قد تصير العدوى حادة وتشمل الأعراض التالية:

  •  شلل العصب القحفي.
  •  التهاب الدماغ Encephalitis.
  •  التهاب السحايا.
  •  التهاب السحايا والدماغ Meningoencephalitis.
  •  الخراجات الدماغية.

الأعراض أثناء الحمل أو في حالة حديثي الولادة:
تُقدر نسبة حدوث الإصابة بالليستريا أثناء الحمل بعدد 12 حالة لكل 100000 سيدة حامل. مقارنة مع 0.7 حالة لكل 100000 فرد بالنسبة للأشخاص العاديين.

قد لا تظهر أي أعراض على الأم المصابة بعدوى الليستريا، بيد أنه قد يتأثر الطفل الذي لم يولد بعد بشدة، فقد يؤدي داء الليستريات إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة. بالإضافة إلى احتمالية ولادة طفل يعاني من عدوى مهددة لحياته في غضون أيام أو أسابيع بعد مولده.

يُحتمل أن تكون الأعراض غير ظاهرة على الطفل، ولكنها قد تشمل التالي:

  •  التهيج.
  •  الحمى.
  •  القيء.
  •  فقدان الاهتمام بالتغذية.

أسباب داء الليستريات:

ينتج داء الليستريات عن الإصابة بجراثيم الليستريا، وهي نوع من الجراثيم توجد في الماء والتربة والبراز، يُصاب الإنسان بالعدوى نتيجة تناوله لأطعمة ملوثة بالجراثيم.

أكثر الأطعمة تسببًا بنقل العدوى هي اللحوم المصنعة ومنتجات الألبان غير المبسترة، بيد أنه عُثر على عدد آخر من الأطعمة التي تنشر العدوى، مثل تفاح الكراميل والشمام والملفوف المخصب بروث الأغنام.

الأشخاص الأصحاء ذوو المناعة القوية أقل عرضةً بالتأكيد لعدوى داء الليستريات، بينما الفئات التالية أكثر عرضة للعدوى:

  •  كبار السن (من تخطوا سن 65 عامًا).
  •  المصابون بمرض الإيدز.
  •  مرضى الكلى.
  •  الخاضعون للعلاج الكيماوي.
  •  من يعانون من التليف الكبدي.
  •  المصابون بداء السكري.
  •  من خضعوا لاستئصال جراحي للطحال.
  •  الذين يتناولون أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي والأدوية المثبطة للمناعة.

التشخيص:

يُشخص الطبيب مرض الليستريات عن طريق فحص عينات الدم، وفي بعض الأحيان تُفحص عينات من السائل الشوكي أو عن طريق اختبار البول.

علاج داء الليستريات:

في حالة العدوى البسيطة، قد لا يكون العلاج ضروريًا، أما بالنسبة للحالات الأكثر خطورة فتكون المضادات الحيوية العلاج الأكثر شيوعًا. يمكن تناول الأمبيسيللين ampicillin بمفرده أو مع مضادات حيوية أخرى (الجنتاميسين gentamicin).

في حالة الإصابة بتسمم الدم أو التهاب السحايا، يخضع المصاب لعلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد وعادةً ما يتطلب قرابة ستة أسابيع من العناية المركزة والعلاج.

الوقاية من داء الليستريات:

على الرغم من ندرة الإصابة بداء الليستريات، فإن هناك عدة أساليب لتقليل فرص الإصابة بتلك العدوى، وهذه الاحتياطات ضرورية خاصةً أثناء الحمل:

  •  النظافة، غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون قبل إعداد الطعام، تنظيف أواني الطعام والأسطح بنفس الطريقة.
  •  الخضروات النيئة: غسلها تحت الماء الدافئ باستخدام الفرشاة.
  •  الطهو الجيد: طهو وتسخين اللحوم والبيض جيدًا، قد يفيد استخدام ميزان حرارة الطعام في ذلك.
  •  الجبن: تجنب تناول الجبن الطري مثل الجبن البري، والفيتا Feta، وجبن كممبر Camembert، والجبن على الطريقة المكسيكية مثل جبن كريسو فريسكو، ما لم يُحدد الملصق عليها بوضوح أن المنتج مصنوع من الحليب المبستر.
  •  اللحوم: تجنب تناول اللحوم الباردة، وخاصة اللحوم المصنعة وساندويتش السجق (الهوت دوغ) ما لم تتأكد من طهوها جيدًا قبل أكلها.
  •  تأكد من غسل أي أدوات تتلامس مع اللحوم النيئة والباردة.
  •  المأكولات البحرية المدخنة: تجنب تناول المأكولات البحرية المدخنة ما لم تتأكد من طهوها وتسخينها جيدًا.

جراثيم الليستريا المستوحدة:

تُعد واحدة من أكثر مسببات الأمراض المنتقلة عن طريق الأغذية الملوثة ويمكنها أن تنمو بوجود الأكسجين أو دونه، وعلى عكس العديد من أنواع الجراثيم يمكنها النمو والتكاثر في درجات حرارة تصل إلى صفر درجة مئوية.

عُثر على جراثيم الليستريا في 42 نوعًا من الحيوانات البرية والمدجنة، و17 نوعًا من الطيور، وعُزلت تلك الجراثيم أيضًا من المحار والأسماك والقشريات والقراد والذباب.

وتشير بعض الدراسات أن 10% من جراثيم الجهاز الهضمي عبارة عن جراثيم الليستريا المستوحدة. باختصار، الليستريا هي كائنات حية ناجحة.

عادةً ما تدخل جراثيم الليستريا المستوحدة جسم العائل عن طريق الأمعاء وتصيب الكبد أولًا، وفي الكبد، تتكاثر الجراثيم حتى يتعامل معها الجهاز المناعي للعائل ويوقفها، في هذه المرحلة تنتهي معظم الإصابات بعدوى الليستريات، لكن لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو المعرضين لخطر الإصابة أكثر من غيرهم تنتشر العدوى إلى أن تصل في النهاية إلى الدماغ.

لجرثومة الليستريا القدرة على الدخول والعيش داخل الخلايا المناعية مثل البلاعم macrophages، وهي قادرة أيضًا على اختطاف هيكل الخلية وخداع الخلايا لوضع الجرثومة في الداخل.

داخل الخلية، يمكن لتلك الجراثيم أن تتكاثر وتنتشر إلى الخلايا المجاورة في مأمنٍ عن الجهاز المناعي؛ إذ تجعل قدرة هذه الجراثيم على العيش داخل خلايا الإنسان من الصعوبة والخطورة وغير الاعتيادي علاجها في أحيانٍ كثيرة.

اقرأ أيضًا:

داء لايم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

داء المرتفعات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

داء ترسب الأصبغة الدموية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

داء بيرتس أو داء ليغ -كالفه- بيرتس

ترجمة: علي أبو الروس

تدقيق: علي قاسم

المصدر