التهاب الفم هو التهاب يصيب الفم ويؤثر على الأغشية المخاطية (الغشاء الرقيق المبطن للفم). يفرز الغشاء المخاط الواقي بالإضافة إلى كونه يُبطن الجهاز الهضمي بالكامل من الفم إلى الشرج.

التهاب الفم هو نوع من التهاب الأغشية المخاطية Mucositis المُعرف على أنه ألم أو التهاب في الغشاء المخاطي. يعد التهاب الأغشية المخاطية أثرًا جانبيًا شائعًا نسبيًا للعلاج الكيميائي Chemotherapy وأحيانًا للعلاج الشعاعي Radiotherapy. يؤثر على السطح الداخلي للشفتين والخدين واللثة واللسان والحلق.

التهاب الفم المتكرر الذي يتضمن قرحات فموية Mouth Ulcers، يدعى التهاب الفم القلاعي الراجع Recurrent Aphthous Stomatitis/RAS ويُعد أكثر أمراض الفم شيوعًا ويصيب سكان الولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين (25%-5%).

هناك نوعان رئيسيان لالتهاب الفم وهما:

1. قرحة الفم (قرحات الفم) Canker Sores:

وتدعى أيضًا بالقرحات القلاعية Aphthous Ulcers وتُعد من أكثر أسباب التهاب الفم شيوعًا. تكون القرحات شاحبةً بيضاء مصفرةً ومحاطةً بحلقة حمراء اللون. يمكن لقرحة الفم أن تكون وحيدةً أو بشكل عنقود وتظهر عادةً على السطح الداخلي للشفتين أو الخدين أو على سطح اللسان.

تتظاهر تقرحات الفم بألم حاد مؤقت. في حالات الإصابة الطفيفة التي تشكل النسبة الأكبر من كل الإصابات تشفى القرحات خلال 4-14 يومًا. في الحالات الشديدة -حالة واحدة لكل 10 حالات إصابة بالتهاب الفم- تبقى القرحات لمدة تصل حتى 6 أسابيع.

يمكن لأي شخص أن يصاب بقرحة الفم Canker Sores ولكن النساء والمراهقين حتى عمر 20 عامًا هم أكثر عرضةً للإصابة بالمرض. يمكن للمرض أن ينتقل ضمن العائلات (مرض وراثي) ولكنه غير معدي.

2. قرحات الزكام Cold Sores:

قرحات الزكام صغيرة، ومؤلمة، ومملوءة بسائل، تظهر عادةً حول الشفتين قرب حافة الفم. تنجم عن فيروس الحلأ Herpes Virus/HSV ويدعى هذا المرض أيضًا بالتهاب الفم الحلئي (الهربسي) Herpes Stomatits.

قد يُعاني المريض من إحساس بوخز أو حرق قبل ظهور القرحة بالإضافة وجود إيلام (عند الضغط). تجف قرحات الزكام وتكتسي بقشرة صفراء اللون، وتبقى نحو (5-7) أيام ويمكن أن تظهر مجددًا، وهي مُعدية بشدة.

يمكن لالتهاب الفم أن يصنف لفئات مختلفة تبعًا للمنطقة الفموية المصابة كالتالي:

  •  التهاب الشفاه Cheilitis وهو التهاب يصيب الشفتين وما حول الفم.
  •  التهاب اللسان Glossitis وهو التهاب يصيب اللسان.
  •  التهاب اللثة Gingivitis وهو التهاب يصيب اللثة.
  •  التهاب البلعوم Pharyngitis وهو التهاب يصيب القسم الخلفي من الفم.

أسباب التهاب الفم:

يمكن أن ينجم التهاب الفم عن عوامل مختلفة قد تتشابك مع بعضها في نفس الوقت. غالبًا تكون الإصابة بالمرض بسبب أذية ما أو عدوى أو حساسية أو مرض جلدي. من أكثر الأسباب شيوعًا:

  •  رض بسبب سوء تركيب أطقم الأسنان أو تقويم الأسنان، أو عض السطح الداخلي للخدين أواللسان أو الشفة بالإضافة للجراحة.
  •  العلاج الكيميائي لمرضى السرطان.
  •  العدوى الفيروسية مثل القوباء (داء المنطقة، الهربس) Herpes.
  •  داء المبيضات Yeast Infection مثل القلاع Thrush.
  •  أي حالة مترافقة مع جفاف الفم Xerostomia أو الفم الجاف.
  •  التدخين أو مضغ التبغ.

التهاب الفم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج التهاب يصيب الفم ويؤثر على الأغشية المخاطية الغشاء الرقيق المبطن للفم الجهاز الهضمي

بالإضافة لأمثلة أخرى:

  •  عدوى جرثومية.
  •  الأمراض المنتقلة عبر الجنس.
  •  المرضى مُضعفي المناعة أو المصابين بنقص المناعة.
  •  التهيج من المواد الكيميائية القوية.
  •  التوتر.
  •  بعض الأمراض وتتضمن داء بهجت Behcet’s Disease، داء كرون Crohn’s Disease والذئبة Lupus.
  •  تناول بعض الأدوية مثل: عقاقير السلفا Sulfa Drugs، أو الأدوية المضادة للصرع Anti-epileptics وبعض المضادات الحيوية.
  •  نقص التغذية.
  •  فرط الحساسية.
  •  الحروق الناجمة عن الطعام أو السوائل الساخنة.

من المهم معرفة سبب التهاب الفَم لتطبيق العلاج المناسب.

أعراض التهاب الفم:

يسبب التهاب الفَم غالبًا ألمًا وإحساسًا لاذعًا وخراجًا (دمل) Soreness. كل مريض يمكن أن يعاني من أعراض مختلفة والتي تتضمن:

  •  قرحات فموية بيضاء أو صفراء ذات قاعدة حمراء، تظهر عادةً على السطح الداخلي للشفتين، أو الخدين، أو على سطح اللسان.
  •  بقع حمراء.
  •  بثرات (نفطات) Blisters.
  •  تورم.
  •  اضطراب الإحساس الفموي Oral Dysaesthesia وهو شعور حارق في الفم.
  •  آفات (جروح) تشفى خلال (4-14) يومًا وغالبًا تظهر مجددًا.

تشخيص التهاب الفم:

يعتمد التشخيص بشكل كامل على سبب التهاب الفم. تتضمن الفحوصات فحصًا جسديًا إذ يتمكن الطبيب من معرفة الكثير عن المرض من شكل وتوزع القرحات. بالإضافة إلى الاختبارات التالية:

  •  مسحات Swabs جرثومية وفيروسية.
  •  كشط (حك) بقايا النسيج أو مسحات للتحقق من العدوى الفطرية.
  •  خزعة أو استئصال خلايا أو نسيج لدراسته.
  •  اختبارات الدم.
  •  اختبار الرقعة Patch Test للتحقق من الحساسية.

سيتحقق الطبيب من التاريخ الطبي للمريض لمعرفة فيما إذا كان سبب التهاب الفم أحد الأدوية التي يتناولها المريض حاليًا أو سابقًا، سيسأل الطبيب المريض عن حياته الجنسية وفيما إذا كان مدخنًا.

توجد حالات أخرى يمكن أن تسبب التهاب الفم لذلك فإجراء الفحوصات والتشخيص الدقيق عاملان مهمان ليضمن الطبيب العلاج المناسب.

علاج التهاب الفم:

يعتمد علاج التهاب الفَم على السبب. معالجة السبب الرئيسي أمر هام بالنسبة لالتهاب الفم الناجم عن أحد الأسباب التالية:

  •  الحساسية Allergy: في حال كان الالتهاب ناجمًا عن فرط حساسية سيحاول الطبيب معرفة سبب هذه الحساسية من أجل القضاء على آثارها.
  •  العدوى Infection: يحتاج التهاب الفم الناجم عن عدوى ما علاجًا خاصًا وأدويةً معتمدةً على سبب العدوى.
  •  مرض Disease: في حال كان سبب التهاب الفم مرضًا ما سيُحدد الطبيب هذا المرض ويُعالجه.
  •  نقص التغذية Nutritional Deficiency: يمكن للطبيب أن يلاحظ المشاكل الغذائية لدى المريض ومعالجتها بوصف الأدوية أو عن طريق الحمية.

 العلاج الموضعي:

يساعد تطبيق العلاج الموضعي مباشرةً على الجلد

تخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء، تتضمن أنواع العلاجات الموضعية:

  •  الكورتيكوستيرويدات الموضعية Topical Corticosteroids: غالبًا على شكل غسول Rinse، تهدف إلى القضاء على الأعراض والسماح للمريض بتناول الطعام وشرب السوائل والتحدث دون ألم أو انزعاج.
  •  المضادات الحيوية الموضعية Topical Antibiotics: على شكل جل Gel أو غسول Rinse وتحتوي على خصائص مضادات الالتهاب والمضادات الحيوية.
  •  المبنجات (المخدرات) الموضعية Topical Anesthetics: أدوية مخدرة لا تباع دون وصفة طبية، تطبق على التقرحات بشكل مباشر وتعمل على تخدير الألم بشكل مؤقت.
  •  كانكا Kanka: منتج غير متداول يشكل طبقةً عازلةً لقرحات الفم وبالتالي تأمين راحة مؤقتة من الألم.

 الوقاية:

توجد بعض الخطوات الوقائية التي يمكن أن تحمي الناس من عودة التهاب الفم مثل:

  •  استخدام المطهرات وغسول الفم غير الحاوي على الكحول.
  •  معالجة جفاف الفم المزمن.
  •  استخدام فرشاة أسنان ناعمة.
  •  المحافظة على تغذية وإماهة جيدين.
  • زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.

اقرأ أيضًا:

سرطان الفم

التهاب اللسان

ترجمة: أنس بيرام بك داغستاني

تدقيق: علي قاسم

المصدر