قام علماء في المملكة المتحدة بابتكار مادة جديدة للشاشات التي تعمل باللمس تحتاج لطاقة قليلة جدًا لكي تضاء، مشكلة بذلك بديل رخيص الثمن لشاشات الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، مع ألوان حية ووضوح عالي حتى في أشعة الشمس.

يقوم اليوم الفريق بالتواصل مع بعض أكبر شركات الإلكترونيات الاستهلاكية في العالم لمعرفة فيما إذا كان يمكن للمادة الجديدة أن تحل مكان شاشات اللمس LCD الموجودة حاليًا، وذلك في السنتين القادمتين، الأمر الذي يعني نهاية الشحن اليومي للهواتف الذكية. وبحسب ما قال أحد الباحثين المشاركين في البحث، بيمان حُسَيني Peiman Husseini لصحيفة التيليغراف: “هذا الاكتشاف يمكن أن يخلق سوقاً جديدة. فالآن يجب عليك شحن الساعات الذكية كل ليلة، والذي يضر باعتماديتها. ولكن إذا كنت تملك ساعة ذكية أو زجاج ذكي لا يحتاجان لطاقة كبيرة، ستحتاج لشحنها مرة واحدة فقط في الأسبوع”.

هذه المادة مطورة من قبل شركة Bodie Technologies، وهي شركة منبثقة من جامعة أوكسفورد. وبحسب التقارير فإن شاشة العرض الجديدة هذه مصنوعة من نوع من المواد متغيّرة الطور، تدعى GST. إن الباحثين هم متكتّمين قليلًا حول كيفية صناعة المادة، ويمكننا تفهم ذلك طبعًا، فهُم يقومون بتسوق التكنولوجيا هذه للربح منها، ولكن طريقة التصنيع معتمدة على بحث نُشِرَ العام الماضي يصف كيفية تشكيل العرض المرن أو الصلب بواسطة تكدسات مجهرية مشكلة من طبقات قطبية وGST.

كل كدسة هي مصنوعة من طبقة GST وحيدة بثخانة 7 نانومتر مُدخلة بين طبقتين من الأقطاب الشفافة. يتم تغذية هذه الكدسة بتيار كهربائي منخفض الطاقة للغاية لإنتاج الصور الملونة.

“في البداية، تم إنشاء الصور الثابتة باستخدام مجهر القوة الذرية، لكن الفريق بدأ بإثبات أن هذه المكدسات الصغيرة يمكنها أن تتحول إلى نموذج أولي لأجهزة شبيهة بشاشات العناصر الصورية (Pixels)” وذلك بحسب تقارير هندسية. حيث أن العنصر الصوري النانوي هذا، والذي حجمه عبارة عن 300 X 300 نانومتر، يمكن أن يتم تشغيله وإطفائه وذلك حسب الرغبة، وخلق النقاط الملونة التي من شأنها أن تشكل الكتل الأساسية لتكنولوجيا العرض العالية الدقة.

ويمكن لمادة العرض الرقيقة جداً أن تنتج ألوان حية تعرض بدقة عالية، حتى عندما تسلط عليها أشعة شمس مباشرة، وذلك بسبب الطريقة التي تعالج بها الضوء القادم. “مما يجعلها مفيدة للنظارات الذكية، الشاشات القابلة للطي، شاشات الزجاج الأمامي، وحتى شبكية العين الاصطناعية التي تحاكي قدرات الخلايا مستقبلة للضوء في العين البشرية”، بحسب ما قال الفريق.

ومع القليل من الطاقة الكهربائية اللازمة لإضاءة الشاشة المصنوعة من هذا التكوين الخاص “سندويتش الـGST”، يقول الفريق أن ذلك من شأنه أن يخفض بشكل كبير الكمية الإجمالية من الطاقة الكهربائية المستهلكة من قِبَل الهواتف الذكية. فعند استخدامك للهواتف أو الساعات الذكية، غالبية الطاقة تستخدم للحفاظ على العرض قيد التشغيل، والتي تتضمن لوحة LCD، شاشة تعمل باللمس، والإضاءة الخلفية. استبدال ذلك بطاقة منخفضة بديلة يمكن أن يرينا كيفية التخلص من الشحن اليومي، وذلك مقابل شحن أسبوعي أكثر ملائمة.

يجب علينا الانتظار لنرى ما إذا كان سيتم الإعلان عن مشاركات تجارية كبيرة، لكن الباحثون واثقون من أنهم سيكون لديهم نموذج أولي في غضون السنة المقبلة. وربما هذه التكنولوجيا ستمكننا من التخلص من التبعية المطلقة لأسلاك الهواتف.


 

المصدر