هذه خمس نتائج بحثية في -الكيمياء الحيوية والطب والوراثة والاجتماع والنفس- ربما لاتعلمها.

رائحة تحلّل لحم الإنسان بها “حلاوة”:

إنه من الصعب وصف رائحة الموت، لكن معظم الناس يتفقون على أنها سيئة، على كل حال رائحة تحلّل جسم الإنسان معقّدة جدًا، حيث تحتوي على أكثر من 400 مركّب كيميائي طيّار، التي نتشارك الكثير منها مع الحيوانات.

لكن دراسة حديثة وجدت أنه ربما الاسترات الخماسية -وهي مركّبات عضوية تتفاعل مع الماء لتنتج الكحولات والاحماض- هي فريدة وخاصة بالإنسان.

أُجريت هذه المقارنة مع 26 نوع من الحيوانات، من ضفادع وطيور الحناء والخنازير، الشيء الممتع بخصوصها أنها تنتج من قبل الفواكه أيضًا وخاصة عندما تتعفن، أولئك الأشخاص الذين يكونون على تماس مع هذه الرائحة مثل علماء الجنايات والذين يعملون في المقابر؛ يقولون أنها حلوة بشكل مبالغ فيه حينما يصفون الجثة.

أظافرك وشعرك لن يستمرا بالنمو:

ربما تكون قد سمعت عن أن أظافرنا وشعرنا يستمران بالنمو-على الأقل لفترة- بعد الموت، هذه الصورة تستحضر جثة منبوشة بحاجة ماسة لحلاق لقص الشعر، هذه الفكرة ربما جائت نتيجة الملاحظات المرئية عن نمو الأظافر والشعر بعد الموت ولكنها عبارة عن وهم، والحقيقة أن أجسامنا تنكمش نتيجة فقدان الماء، لتبدو لنا الأظافر والشعر أطول.

في الحقية أن الشعر والأظافر أجزاء أصلًا ميتة، والأجزاء الوحيدة الحيّة هي بصيلات الشعر وحشوة الأظافر تحت الجلد، وهذه الأعضاء بدورها تحتاج إلى تنظيم هورموني لتنتج الشعر والأظافر، مع عدم الإشارة إلى أنها بحاجة أيضًا إلى التزوّد بمكونات أخرى مثل البروتينات والزيوت التي تُحجب بالموت أو بفترة قصيرة جدًا بعده.

طول القسيم الطرفي للكروموسوم (التيلومير) يحدّد عمر الخلية:

لفترة طويلة كنّا نعتقد أن خلايانا خالدة، وتحت الظروف البيئية الملائمة فإنها ستستمر بالانقسام إلى الأبد، لكن كما اكتشف في سنة 1961 فهذا غير صحيح، فبعد 50-70 عملية انقسام تتوقف.

بعد عقد من الزمن طُرحت فرضية: القسيم الطرفي – وهو تسلسلات مكرّرة من الحمض النووي في نهاية كروموسوماتنا- يقصر مع كل انقسام، وحينما تصبح قصيرة جدًا؛ فإن الانقسامات تتوقف والخلايا تموت.

منذ ذلك الحين تزايدت الأدلّة لإثبات أن طول القسيم الطرفي يمكن أن يستدل من خلاله على عمر الخلية وليس فقط في الإنسان.

على كل حال ليست كل البحوث تؤكد ذلك، وليس من المؤكد أن قصر القسيم الطرفي هو السبب في شيخوخة الخلية أو مجرد علامة لذلك، إذا كان القسيم الطرفي يتحكّم في الشيخوخة سيكون من المحتمل زيادة عمر الخلية من خلال زيادة طوله.

في الوقت الحالي لا زلنا نعلم القليل عن القسيم الطرفي لنتمكّن من ذلك.

الخوف من الموت ينخفض مع التقدّم في السّن:

من غير المنطقي أن ينخفض خوفنا من الموت مع التقدّم في السّن، لكن الدراسات في الولايات المتحدة أثبتت ذلك.

إحدى الدراسات أُجريت لمشاركين بعمر 40-50 سنة أظهرت أن لديهم خوفًا أكثر من أولئك الذين بعمر 60-70 سنة.

دراسة أخرى كشفت أن المسنين بعمر 60 سنة أظهروا خوفًا أقل من الموت، من أولئك الذين هم في متوسط العمر(35-50 سنة) والبالغين الذين هم بعمر (18-25 سنة).

في دراسة نُشرت مؤخرًا، وجدت أن الإنسان بعد أن يتجاوز العشرينات من عمره -حيث يصل القلق إلى أوجه- فإن قلق الموت عنده يبدأ بالانخفاض.

بالنسبة للرجال فيكون الانخفاض في سن الستينات، بينما في النساء يكون بين سن ال40-50 سنة.

كل هذه الدراسات على الأشخاص في مختلف الأعمار فشلت في تتبّع الأشخاص في كل حياتهم، لذلك من الممكن أن العلاقة بين الشيخوخة وقلق الموت سببها تأثيرات الأجيال، حيث من الممكن أن أسلافنا كانوا أشدّ صرامة تجاه هذه الأمور.

التفكير بالموت يجعلنا متحيزين:

أُجريت دراسة لأشخاص طُلب منهم وصف شعورهم حيال الموت، وطُلب منهم تدوين أفكارهم بخصوص ما يعتقدون أنه سيحدث لهم على المستوى الجسدي.

تمّ سؤال الآلاف من الأشخاص من خلال أكثر من 200 دراسة على مدى 25 عامًا، وتقترح النتائج التالي: التفكير بالموت -مقارنة بالتفكير بالأشياء عادية أو مصادر مقلقة أخرى- يجعل الأشخاص أكثر تسامحًا من العنصريين وأشدّ قسوة تجاه العاملات في الدعارة، وأقل رغبةً في استهلاك السلع الأجنبية، ويجعل الليبراليين أقل دعمًا لحقوق المثليين.

وكذلك يجعل الأشخاص أشدّ رغبةً في إنجاب المزيد من الأطفال وتسميتهم بأسمائهم، بعبارة أخرى يجعلنا نسعى للخلود الرمزي، العيش من خلال الذرية أو من خلال مجموعات نشترك معها بخصائص معينة، كما أن مواجهة الموت تجعل الأشخاص غير المتدينين يؤمنون أكثر بالإله والحياة الأخرى.