Screenshot-2021-12-20-152658

ينتشر متحور أوميكرون حاليًا سريعًا، تشير التقارير الأولية إلى أنه أقل خطورة من بقية المتحورات، لكنه لا يزال يشكل خطرًا على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأنواع خطيرة من الفيروس.

يبدو أيضًا أن متحور أوميكرون لديه القدرة على تجاوز المناعة المكتسبة من التلقيح أو العدوى السابقة، لكنه أقل خطورة عند الأشخاص المعززين بجرعة ثالثة من اللقاح.

لذا تسعى عدة دول إلى تسريع عمليات التعزيز بالجرعة الثالثة.
<h3>ما اللقاحات المستعملة في عملية التعزيز؟</h3>
تُعد لقاحات فايزر ومودرنا الخيار الأفضل لهذه العملية، إلا حال وجود موانع لاستخدامها، كالحساسية أو آثار جانبية سابقة.

يستخدم كلا اللقاحين تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) التي أثبتت نجاعةً أفضل مقارنةً بسائر اللقاحات، أسترازينيكا مثلًا. أظهرت دراسة حديثة حول تعزيز التلقيح ضد فيروس كورونا أن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال هي الخيار الأفضل للجرعة الثالثة، لأن لها أعلى نسبة زيادة للأجسام المضادة.

يمكن استعمال لقاح تعزيز مختلف عن الجرعة الأولى والثانية. أظهرت عدة أبحاث –ما زالت قيد التدقيق- أن استعمال لقاحات مختلفة آمن ويعزز المناعة، حتى حال تلقي لقاح أسترازينيكا في البداية.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/9696b7838d9f908fcd3a9d365a9dd105.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-111686" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/9696b7838d9f908fcd3a9d365a9dd105.jpg" alt="" width="960" height="640" /></a>
<h3>ما مقدار الحماية التي سأحصل عليها؟</h3>
حتى قبل ظهور متحور أوميكرون، كان من الواضح أننا سنكون بحاجة إلى لقاحات تعزيز، إذ أظهرت البيانات انخفاض فعالية اللقاح بعد 3 أشهر.

تشير دراسة حديثة –ما زالت قيد المراجعة- إلى أن الأشخاص فوق 65 سنة تبلغ نسبة الحماية لديهم 37% فقط من الأعراض الخفيفة للمتحورات الأخرى، بعد مرور 5 أشهر من تلقيهم الجرعة الثانية من لقاح أسترازينيكا، و55% للقاح فايزر. مع أن نسبة الحماية من الأعراض الخطيرة للفيروس –التي تتطلب رعايةً طبية- تبلغ 76% للقاح أسترازينيكا و91% للقاح فايزر.

لا نملك ما يكفي من البيانات حول متحور أوميكرون، ومن المرجّح أن الحماية ستكون أقل بسبب طفراته العديدة. وجدت دراسة أخرى أن الأجسام المضادة في دم الأشخاص الملقحين لها قدرة أقل بكثير على إضعاف الفيروس.

تشير بيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إلى أن الحماية تقل فعلًا. فبعد مرور 6 أشهر من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، تكاد تنعدم الحماية من المتحور في حالة لقاح استرازينيكا، وتنخفض إلى 35% للقاح فايزر. لكن بعد الحصول على جرعة التعزيز ترتفع الحماية مجددًا إلى نحو 75%.

هذه البيانات تخص الحالات المصحوبة بأعراض من الفيروس. ما زلنا نجهل نسبة فعالية لقاح التعزيز ضد الحالات الشديدة لهذا المتحور، وكذا نسبة حدوث هذه الحالات.

لكن لما كانت لقاحات التعزيز أثبتت فعالية أكبر في التصدي للأعراض الخطيرة للمرض مقارنةً بالعدوى بالمتحورات الأخرى، فمن المتوقع أن تفوق الحماية من الأعراض الخطيرة لمتحور أوميكرون نسبة 75%.

أيضًا، ومع وجود طفرات عديدة في هذا المتحور، فإن معظمها لم يحدث في المناطق التي تستهدفها الخلايا المناعية التائية، التي تؤدي دورًا مهمًا في الحد من خطورة الفيروس، ما يدفعنا إلى توقع حماية أكبر، لكن الأمر ما زال بحاجة إلى تأكيد.

يستغرق تفعيل الحماية الإضافية بعد تلقي جرعة التعزيز بضعة أيام، تبدأ الحماية في الظهور بعد نحو أسبوع ثم تستمر في الزيادة مدة أسبوع آخر.

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=110907">هل متحور كورونا الجديد الذي ظهر في جنوب أفريقيا خطير؟ </a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=111419">كيف طورنا لقاحات كوفيد-19 بهذه السرعة دون المساس بأمانها؟ </a>

ترجمة: محمد سامي القطوفي

تدقيق: طارق طويل

<a href="https://theconversation.com/omicron-and-covid-boosters-everything-you-need-to-know-173694?fbclid=IwAR2ysxM-d0SiLqE76cPiAdgJ8nNqxyrYgFdy7vo0CbI7kmmZrJCA_AqwLZQ">المصدر</a>

كل ما تريد معرفته عن متحور أوميكرون ومعززات كوفيد

Screenshot-2022-01-19-170720

أعلن الأطباء هذا الأسبوع عن إجراء أول عملية زرع قلب خنزير في جسد إنسان. مثلت هذه العملية الجراحية علامة فارقة في تطور عمليات زرع الأعضاء بين الأنواع. ما يزال من غير الواضح مدى جودة عمل القلب وأمده، لكن يأمل الباحثون أنه يمكن لهذه التقنية أن تحل يومًا ما مشكلة نقص الأعضاء البشرية للمرضى.

كانت هذه العملية، التي أجراها فريق في كلية الطب بجامعة ميريلاند، بمثابة اختبار أساسي للكثير من الابتكارات التجريبية الجديدة التي صممت خاصةً للحفاظ على عمل قلب الخنزير في صدر الإنسان؛ بما في ذلك عشرة تغييرات جينية في الخنازير ودواء جديد مضاد للمناعة ومحلول به الكوكايين يستخدم لاحتضان القلب.

سنتحدث في هذا المقال عن الدور الذي لعبه العلم والمشكلات الأخلاقية في إرشاد هذه العملية المعقدة.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/20220114_on_pigheart_secondary.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-112408" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/20220114_on_pigheart_secondary.jpg" alt="" width="720" height="454" /></a>
<h3>لماذا حصل هذا المريض على قلب خنزير؟</h3>
هذا المريض هو ديفيد بينيت ويبلغ من العمر 57 عامًا. يعاني ديفيد قصورًا متقدمًا في القلب ومشكلة الرجفان البطيني (عدم انتظام ضربات القلب). ونظرًا إلى كونه لم يتخذ خطوات للسيطرة على ارتفاع ضغط دمه ومشكلاته الصحية الأخرى، فقد عده الأطباء في المركز الطبي بجامعة ميريلاند غير مؤهل لعملية زرع قلب بشري. وهذا ما أكده محمد محيي الدين، مدير برنامج زراعة القلب في كلية الطب بجامعة ميريلاند. إذ عبر قائلًا: «يُعد العضو البشري شيئًا ثمينًا للغاية وكنا خائفين من إعطاء قلب بشري لشخص قد لا يكون قادرًا على الاعتناء به».

وبدلاً من ذلك، وبعد موافقة المريض، سعى الأطباء إلى الحصول على إذن من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمنحه قلب خنزير معدلًا جينيًا من قبل شركة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية. عمل محيي الدين وزملاؤه على أعضاء الخنازير التي تنتجها هذه الشركة أعوامًا. في عام 2016، وجد الفريق أن قلب الخنزير يمكن أن يظل، نظريًا، في حالة جيدة أكثر من عامين عند زرعه في قردة البابون على مستوى البطن. ثم أجروا عدة عمليات زرع قلب في الصدر لهذه القردة. يقول محيي الدين إنه في التجارب الأخيرة، نجت قردة البابون التي حصلت على قلوب الخنازير مدة تسعة أشهر كاملة. (ماتت هذه القردة بعد أن أصيبت بعدوى في الرئة لا علاقة لها بعملية الزرع، كما يقول).
<h3>ما هي الجينات التي غُيرت في الخنزير المتبرع ولماذا؟</h3>
أكبر مشكلات عمليات زرع الأعضاء، وخاصة بين الحيوانات المختلفة، هي رفض الجسم المتلقي للعضو. إذ إن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم البشري مثلًا تتعرف على سكريات معينة على سطح خلايا الخنازير على أنها غريبة ثم تقتل العضو. يقول جوزيف تكتور، جراح في جامعة ميامي لم يشارك في العملية: «أنت في حاجة إلى التخلص من أكبر قدر ممكن من الأجسام المضادة حتى يتمكن العضو المزروع من البقاء على قيد الحياة فترة أطول».

لذلك، أوقفت الشركة المطورة لأعضاء الخنازير عمل ثلاثة جينات لها علاقة بالأنزيمات المسؤولة عن تصنيع سكريات سطح الخلايا. ثم أضافت إليها ستة جينات بشرية أخرى مميزة: جينان مضادان للالتهابات، وجينان يعززان تخثر الدم الطبيعي ويمنعان تلف الأوعية الدموية، واثنان أخريان لبروتينات تساعد على تجنب رفض الجسم للعضو.

أما التعديل الأخير فهو يتمثل في إزالة جين مستقبل هرمون النمو لتجنب زيادة حجم قلب الخنزير في صدر المريض بعد زرعه. في سبتمبر 2021، صرح محيي الدين وزملاؤه أن هذا التعديل قلل من نمو قلوب الخنازير المزروعة في قردة البابون، وهو ما يتوقعون أنه سيساعد على تجنب حدوث قصور القلب عند إجراء العملية على الإنسان.
<h3>هل كانت جميع هذه التغييرات الجينية ضرورية؟</h3>
الأطباء ليسوا متيقنين من ذلك. درس خبراء جامعة ميريلاند التعديلات الجينية على قردة البابون ولحظوا زيادة في معدل النجاة عند إضافة التعديلات الجينية. لكن هذه التجارب مكلفة جدًا. وتزيد القيود القانونية المفروضة على عدد حيوانات الاختبار المسموح بها من صعوبة اختبار تأثيرات كل تعديل جيني على حدة. يقول محيي الدين: «لا نعرف مدى إسهام كل جين في تقبل جسم المريض للعضو».

تقول ميغان سايكس، مختصة المناعة في جامعة كولومبيا: «إن انعدام اليقين هذا هو أحد تحفظاتي على العملية إذ نحتاج إلى المزيد من البحث لتحديد التعديلات الجينية الأساسية والمفيدة». قد تكون بعض التغييرات مفيدة في بعض عمليات الزرع وضارة في أنواع أخرى: يؤدي إدخال الجين البشري المضاد للالتهابات CD47 إلى تحسين نتائج عمليات زرع نخاع العظام من الخنازير إلى القردة، ولكن يبدو أنه عند تعديل جميع خلايا الكلى في الخنازير تصبح هذه الأعضاء عرضة للالتهابات، حسب قولها.

مع انتشار عمليات زراعة أعضاء الحيوانات لعلاج الأشخاص، قد تؤدي الحاجة إلى الحد من عدد الجينات البشرية المضافة إلى الحيوانات.
<h3>هل كُبح جهاز المناعة لدى المريض؟</h3>
حتى مع التعديلات الجينية على قلب الخنزير، أعطى الأطباء المريض مثبطًا قويًا للمناعة: عقار تجريبي للأجسام المضادة يسمى KPL-404، من صنع شركة Kiniksa Pharmaceuticals Ltd.

لا تكون مثبطات المناعة فعالة إذا كان الجهاز المناعي يحفز الكثير من الأجسام المضادة ضد العضو، وهذا ما قد يكون عليه الحال مع قلب الخنزير. يوقف KPL-404 إنتاج هذه الأجسام المضادة من طريق الارتباط بمستقبل خلوي يسمى CD40، ما يثبط نشاط الخلايا البائية المنتجة للأجسام المضادة، ويثبط اتصالها المتبادل مع الخلايا التائية التي تنسق استجابة الجهاز المناعي للعضو. يقول محيي الدين: «الجينات العشرة المعدلة مهمة في هذه العملية، لكن الجسم المضاد لـ CD40، الذي كان محور تركيزي الرئيسي طوال مسيرتي المهنية، أظن أنه سيغير قواعد اللعبة».

عملت الشركة المصنعة ل KPL-404 عليه كعلاج لالتهاب المفاصل وأعلنت عن نتائج إيجابية من تجارب على متطوعين أصحاء في مايو 2021.
<h3>كيف حُضِر القلب للزراعة؟</h3>
بعيدًا عن المناعة، يبدو أن قلوب الخنازير المزروعة في قرود البابون تبدأ بالموت التدريجي في غضون أيام إن لم توضع في محلول مغذي قبل الزرع. الأسباب وراء فشل القلب غير واضحة، مع أنه يعتقد أن الحرمان من تدفق الدم والأكسجين عند إزالته من صدر الخنزير يستنفد بطريقة ما الميتوكوندريا المنتجة للطاقة في خلايا العضو.

اعتمد الأطباء على طريقة طورها الجراح ستيغ ستين من جامعة لوند بتمويل من شركة سويدية. إذ يُغسل القلب في مرق يدور فيه الماء، والهرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول -والكوكايين المذاب.

لم يتضح كيف يساعد الكوكايين على الحفاظ على صحة القلب السليم بعد. ويقول محيي الدين إن كل شحنة منه تحتاج إلى تصريح من إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية.
<h3>هل سيحصل المزيد من المرضى على قلوب الخنازير الآن؟</h3>
يشمل التصريح القانوني الذي تحصّل عليه أطباء ميريلاند مريضًا واحدًا فقط. يقول محيي الدين: «إذا وردنا مريض آخر مثل هذا، سنقدم طلبًا آخر». لكن الهدف الرئيسي لفريقه هو تطوير هذه العملية إلى مشروع بحث علمي كامل. وسيضطر الفريق إلى إجراء المزيد من الاختبارات التي تبيّن نجاة قردة البابون على المدى الطويل للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على التجربة.

يقول ديفيد أياريس، الرئيس التنفيذي للشركة المشاركة في العملية: «لن تكون هذه آخر عملية مماثلة نجريها. سنواصل هذا الطريق بالتجارب السريرية البشرية، ونأمل أن يصبح لدينا يومًا ما إمداد غير محدود من الأعضاء».

من الجدير بالذكر أن الشركة تبني منشأة جديدة لتربية الخنازير لتلبية معايير إدارة الغذاء والدواء لمثل هذه العمليات، ويتوقع إطلاقها في نهاية عام 2023.

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=109379">لأول مرة.. زرع كلية خنزير في جسم بشري</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=89959">إعادة إحياء رئتين متضررتين لزرعهما لاحقًا بعد وصلهما بخنزير</a>

ترجمة: محمد سامي القطوفي

تدقيق: محمد الشعراني

مراجعة: عون حدّاد

<a href="https://www.science.org/content/article/here-s-how-scientists-pulled-first-pig-human-heart-transplant">المصدر</a>

هندسة وراثية وعقار تجريبي وكوكايين! هكذا زرع الأطباء قلب خنزير في جسد إنسان

One_3

كشفت دراسة جديدة أن سكان بلاد ما بين النهرين كانوا يستخدمون حيوانًا هجينًا من الحمير الأليفة والبرية لسحب عرباتهم الحربية قبل 4500 عام؛ أي قبل تربية الخيول لهذا الغرض بما لا يقل عن 500 عام.

أعطى تحليل الحمض النووي لعظام حيوانات مكتشفة في شمال سوريا جوابًا طال انتظاره عن ماهية حيوانات الكونغا التي وُصفت في المصادر القديمة بأنها تجر عربات الحرب.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/N4FC6W56XJnEu3cnjPXaR3-scaled.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-112620" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/N4FC6W56XJnEu3cnjPXaR3-scaled.jpg" alt="" width="2560" height="1440" /></a>

تقول عالمة الجينوم المشاركة في الدراسة إيفا ماريا جيجل: «تبين لنا من دراسة الهياكل العظمية أنها حيوانات شبيهة بالحصان، لكنها لم تتناسب مع قياسات الحمير العادية أو قياسات الحمير البرية السورية. كانت مختلفة إلى حد ما، لكننا لم نعرف ما هو الفارق تمامًا».

تشير السجلات القديمة إلى أن حيوانات الكونغا كانت ذات قيمة عالية ومكلفة للغاية، وهو ما يمكن تفسيره من خلال عملية تكاثرها الصعبة على حد قول جيجل.

ونظرًا لكون حيوانات الكونغا عقيمة، شأنها شأن الحيوانات الهجينة الأخرى كالبغال مثلًا، فقد كان لا بد من تكاثرها من تزاوج أنثى حمار أليفة مع ذكر حمار بري بعد احتجازه.

كانت هذه مهمة شاقة بشكل خاص لأن الحمير البرية كانت تركض أسرع من الحمير العادية وحتى من حيوانات الكونغا، وكان من المستحيل ترويضها.

أوضحت جيجل لمجلة لايف ساينس: «هذه الحيوانات هي أول حيوانات تم تهجينها في التاريخ على حد علمنا، وفعلوا هذا مع كل حيوان كونغا يتم إنتاجه، الأمر الذي يفسر قيمتها العالية. لقد هندسوا هذه "السيارات" الهجينة بيولوجيًا».
<h3>حمير الحرب</h3>
ذُكرت الكونغا في العديد من النصوص المسمارية القديمة المنقوشة على ألواح طينية اكتُشفت في بلاد ما بين النهرين، ورسمت أيضًا وهي تجر عربات حربية بأربع عجلات على "لوحة الحرب والسلم السومرية"، وهي لوحة فسيفسائية عمرها حوالي 4500 عام معروضة الآن في المتحف البريطاني في لندن.

تقول جيجل: «شكّ علماء الآثار في كونها نوعًا من الحمير الهجينة، لكنهم لم يعرفوا الخيل الذي تم تهجينه معها».

واعتقد بعض الخبراء أن الحمير البرية السورية كانت صغيرة جدًا -أصغر من الحمير- ما يجعلها غير مرشحة للمشاركة في إنتاج الكونغا.

انقرض هذا النوع ومات آخر حمار بري سوري -لا يزيد ارتفاعه عن متر واحد- عام 1927 في أقدم حديقة حيوانات في العالم؛ وما تزال بقاياه محفوظة لحد الآن في متحف التاريخ الطبيعي في فيينا.

قارن الباحثون في دراسة جديدة الجينوم المأخوذ من عظام آخر حمار بري سوري من فيينا مع الجينوم المأخوذ من عظام حمار بري عمرها 11000 عام اكتُشفت في موقع غوبيكلي تيبي الأثري، فيما يعرف الآن بجنوب شرق تركيا.

أظهرت هذه المقارنة أن كلا الحيوانين كانا من نفس النوع، لكن الحمار البري القديم كان أكبر بكثير، وهذا يشير إلى أن الحمير البرية السورية أصبحت أصغر بكثير مما كانت عليه في العصور القديمة، ربما بسبب الضغوط البيئية مثل الصيد، على حد قول جيجل.
<h3>بلاد ما بين النهرين القديمة</h3>
يعتقد المؤرخون أن السومريين كانوا أول من قام بتربية الكونغا عام 2500 قبل الميلاد، أي قبل تدجين الخيول في شمال جبال القوقاز بأكثر من 500 عام، وفقًا لدراسة أجريت عام 2020 في مجلة ساينس أدفانس.

تُظهر السجلات القديمة أن الحضارات التي خلفت السومريين -مثل الآشوريين- استمرت في تربية وبيع الكونغا لعدة قرون، وتظهر لوحة حجرية منحوتة من العاصمة الآشورية نينوى -موجودة حاليًا في المتحف البريطاني- رجلين يقودان حمارًا بريًا بعد الإمساك به.

جاءت عظام الكونغا التي دُرست مؤخرًا من مجمع دفن أميري في تل أم المرة في شمال سوريا، الذي يعود تاريخه إلى العصر البرونزي المبكر بين 3000 و 2000 قبل الميلاد؛ ويُعتقد أن الموقع هو أطلال مدينة طوبا القديمة المذكورة في النقوش المصرية.

اكتشفت عالمة الآثار في جامعة بنسلفانيا المشاركة في الدراسة جيل ويبر هذه العظام منذ حوالي 10 سنوات. وقالت إن الحيوانات من تل أم المرة كانت من حيوانات الكونغا لأن العلامات الموجودة على أسنانها تُظهر أنها قد كانت تُطعم، ولم تكن تُترك ترعى مثل الحمير العادية.

وقد كانت الكونغا أسرع من الخيول، ومن ثمّ فإن استخدامها في جر العربات الحربية ربما استمر حتى بعد إدخال الخيول إلى بلاد ما بين النهرين. لكن حيوانات الكونغا انقرضت في النهاية ولم يتم تهجينها لاحقًا لأن الخيول كانت أسهل في التكاثر، بحسب جيجل.

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=102249">اكتشف العلماء أخيرًا كيف عاش هذا الزاحف بهذه الرقبة الطويلة</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=103005">اكتشاف أحفورة سمكة مصرية عمرها 56 مليون عام</a>

ترجمة: محمد سامي القطوفي

تدقيق: أحمد فواز

<a href="https://www.livescience.com/hybrid-kungas-discovered-mesopotamia">المصدر</a>

اكتشاف أول حيوان مهجن من الحمار البري والحمار المدجن في بلاد ما بين النهرين

M-image___Getty_Images_Pro_baby_play_with_adult-1024x685-1

أظهرت دراسة في الولايات المتحدة أن توفير المال للأمهات يساعد على تطور أدمغة أطفالهن. ارتبط مستوى دخل الأسرة بمعدل نمو الطفل عدة مرات في الماضي في دراسات قائمة على الملاحظة، ولكن هذه المرة الأولى التي يجد فيها الباحثون دليلًا تجريبيًا مباشرًا على كيفية تأثير الفقر في النمو.

جاءت النتائج من دراسة جارية تُعرف باسم السنة الأولى للطفل -Baby's First Year، التي تحاول فهم كيف يؤثر الحد من الفقر في النمو الإدراكي والعاطفي للأطفال الصغار.

تقول عالمة الأعصاب كيمبرلي نوبل من جامعة كولومبيا: «لقد عرفنا منذ سنوات عديدة أن الفقر يعرض الأطفال لخطر انخفاض النتائج الدراسية، وانخفاض الدخل، وتدهور الحالة الصحية. ولكن حتى الآن، لم نتمكن من معرفة هل الفقر بحد ذاته ما يسبب اختلافات في نمو الطفل، أم أن النمو في وسط يسوده الفقر يرتبط ببساطة بعوامل أخرى تسبب هذه الاختلافات».

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/image-asset-4.jpeg"><img class="aligncenter size-full wp-image-113372" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/image-asset-4.jpeg" alt="" width="1000" height="708" /></a>

اختيرت ألف أم من ذوات الدخل المنخفض في الولايات المتحدة من أجل هذه الدراسة بعد وقت قصير من ولادة أطفالهن.

أعطي هؤلاء الأهل -الذين قدموا من عدة مدن أمريكية- إما 333 دولارًا أمريكيًا أو 20 دولارًا أمريكيًا، شهريًا بنحو عشوائي، في السنوات الأربع الأولى من حياة أطفالهم.

لسوء الحظ، بسبب الوباء تمكنت 435 عائلة فقط من إجراء الاختبارات الحضورية التي تمكن فيها الباحثين من قياس النشاط الكهربائي لأدمغة الأطفال.

على الرغم من الحجم الصغير للعينة التي أجرت الاختبار، تظهر البيانات أن تقديم الدعم المالي للأمهات ذوات الدخل المنخفض يمكنه تغيير نشاط دماغ الرضيع بنحو مباشر في السنة الأولى من حياته.

الرضع الذين تلقت أمهاتهم مدفوعات نقدية أعلى، كان لديهم نشاط دماغي أعلى، مقارنةً بالأطفال الذين تلقت أمهاتهم مبلغًا أقل.

يوجد حاجة إلى المزيد من البحث لمعرفة هل تستمر هذه التغيرات في نشاط الدماغ؟ وهل تحسن هذه التغيرات تنمية الإدراك للطفل أم لا؟

أظهرت بعض الدراسات مؤخرًا أن نشاط الدماغ يكون أكثر شيوعًا عند الأطفال المولودين في أسر ذات دخل أعلى. ويرتبط هذا النوع من النشاط أيضًا بدرجات أعلى في اللغة والمعرفة والعاطفة الاجتماعية، على الرغم من أن هذا الارتباط غير متسق دائمًا.

تقول نوبل: «تتشكل جميع الأدمغة السليمة بفضل البيئة و التجارب، ولكن لا يعني هذا أن المجموعة الأولى لديها أدمغة أفضل من الأخرى. وبفضل التصميم العشوائي للتجربة، نعلم أن مبلغ 333 دولارًا أمريكيًا شهريًا قد غير تجارب الأطفال أو بيئاتهم، وأن أدمغتهم تكيفت مع تلك الظروف المتغيرة».

لا يزال الباحثون لا يعرفون ما العوامل البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع موجات الدماغ، ويعود ذلك إلى طبيعة الدراسة. إذ إنهم يحاولون معرفة هل نفقات الأسرة أو سلوكيات الوالدين أو العلاقات الأسرية أو الضغط الأسري لها علاقة بالنتائج أم لا؟.

مهما كان السبب أو الأسباب، يبدو أن الدخل المادي له تأثير قوي في النمو العصبي للطفل.

يقول الاقتصادي جريج دنكان من جامعة كاليفورنيا-إيرفين: «إن الاختلافات بين المجموعتين مماثلة في الحجم لتلك التي أُبلغ عنها في التدخلات التعليمية واسعة النطاق».

يأمل الباحثون أن تكون نتائجهم يومًا ما بمثابة محرك لسياسات أفضل لمعالجة الفقر. خاصة، تسلط تجربة السنة الأولى للطفل الضوء على أهمية تركيز هذه التدخلات بنحو رئيسي على الأطفال.

إذ كتبوا: «تركزت النقاشات سابقًا حول سياسات مساعدة الأسر ذات الدخل المنخفض في الولايات المتحدة على توفير دخل للأمهات بدلًا من ضمان صحة الأطفال. ولكن تؤكد النتائج التي توصلنا إليها على أهمية تركيز الاهتمام في معرفة هل هذه السياسات تعزز نمو الأطفال أو كيف تعزز ذلك».

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=95694">كيف يؤثر الفقر في الدماغ البشري؟</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=102561">خط الفقر العالمي: حقائق ومعلومات</a>

ترجمة: محمد سامي القطوفي

تدقيق: محمد الشعراني

مراجعة: حسين جرود

<a href="https://www.sciencealert.com/providing-cash-to-low-income-mothers-puts-their-baby-s-brains-on-a-new-wavelength">المصدر</a>

محمد سامي القطوفي

الأعمال

كل ما تريد معرفته عن متحور أوميكرون ومعززات كوفيد

هندسة وراثية وعقار تجريبي وكوكايين! هكذا زرع الأطباء قلب خنزير في جسد إنسان

اكتشاف أول حيوان مهجن من الحمار البري والحمار المدجن في بلاد ما بين النهرين

كيف يؤثر الفقر في النمو المعرفي والعاطفي للطفل منذ الصغر؟