هل تشعر بالاستياء ولا تعرف لماذا؟ قد يوجد سبب مخفي مثل التغيرات الهرمونية أو صدمات الماضي أو الاكتئاب أو الشدة. وأيًّا كان ما يشعر به الإنسان، عليه أنا يعلم أنه ليس لوحده وتوجد طرق عديدة لإعادة البهجة مهما كانت مشاعره اليوم.

يتعجب الإنسان مما يحدث له عندما يجد نفسه يشعر بالانزعاج أو يبكي دون أي سبب واضح، وغالبًا هذا الشيء لا يدعو للقلق فقد تكون حساسية الشخص مزدادة في تلك اللحظة، أو أن السبب موجود ولكن لم يخطر بباله.

يُعد الشعور بالحزن جزءًا طبيعيًا من الحياة، وله بعض الفوائد مثل المساعدة على تحليل المواقف الصعبة والتواصل مع الآخرين، ولكن هذا لا يعني أنها مشاعر سهلة في لحظتها.

هل هناك سبب دائم للحزن؟

يشعر الناس بالحزن لأسباب متعددة، لكن قد لا يوجد سبب معروف للحزن وهذا أمر طبيعي.

قد تؤثر خيبة صغيرة تأثيرًا كبيرًا في الإنسان وتتركه حزينًا فترة طويلة دون أن يدري أنها السبب، فلا يربط بين حزنه وتلك الخيبة التي مضى عليها الوقت.

يعد كل من الشعور بالوحدة والرفض والمشكلات العاطفية عوامل مهمة وطويلة الأمد بالتأثير في مشاعر الشخص، حتى قلة النوم أو الشعور بالجوع قد تعكر مزاج الشخص أحيانًا.

قد توجد أسباب أعمق في حالات أخرى مثل الاكتئاب أو الصدمة أو الحداد أو التغيرات الهرمونية، جميعها عوامل تؤثر في نفسية الشخص سنينًا كثيرة دون علمه بها.

يجب تخصيص بعض الوقت للجلوس والتفكير بالأمر الذي يسبب هذه المشاعر، قد لا يوجد سبب معين وهذا أمر عادي، ولكن تحديد أمر حدث أو سبب لم يكن في البال سيسهّل تقبل الشخص للمشاعر والمضي قدمًا.

سنضيء على بعض الأسباب التي تسبب الحزن وبعض النصائح حتى تحسن المزاج.

الاكتئاب

يختلف الاكتئاب السريري أو اضطراب الاكتئاب الكبير (major depressive disorder) عن مشاعر الاكتئاب التي تحدث بطبيعة الحال للإنسان. ويُعرّف بأنه الشعور بالاستياء وعدم الاهتمام بأشياء كانت تسعد الشخص من قبل وذلك لأكثر من أسبوعين على الأقل.

يعد الاكتئاب من أشهر الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان، وأثبت المركز الوطني للصحة النفسية NIMH أنّ 8.4% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية قد مرّوا بالاكتئاب خلال حياتهم.

ومن الأعراض الأخرى للاكتئاب:

  •  مشكلات بالنوم.
  •  عدم القدرة على التركيز.
  •  الشعور بقلة القيمة.
  •  فقدان الأمل.
  •  التعب وقلة الطاقة.
  •  قلة الشهية.
  •  أفكار انتحارية.

يُشار إلى الاكتئاب الذي يدوم لأكثر من سنتين باضطراب الاكتئاب المستمر، ويقول الناس الذين مروا به أنه لم يمر يوم في حياتهم لم يشعروا به بالحزن.

أما عند الشعور بالاكتئاب لفترة معينة من السنة أو فصل معين فيسمى بالاكتئاب الفصلي أو الموسمي (seasonal affective disorder)، وهو نوع من الاكتئاب يحصل غالبًا في الخريف أو الشتاء حين تكون الأيام أقصر.

الصدمة

هي استجابة جسدية أو نفسية لحدث مؤذٍ أو مهدد للحياة، أو ظروف أثّرت تأثيرًا مديدًا في صحة الإنسان النفسية والجسدية.

تؤثر الصدمة في الدماغ والجهاز العصبي، ويعاني كثير من الناس من سوء انتظام مشاعري (emotional dysregulation) حتى بعد فترة طويلة من انتهاء حالة الصدمة. ويظهر سوء الانتظام المشاعري بهذه الحالات:

  •  تبدلات المزاج السريعة.
  •  الشعور بالحزن والبكاء بدون أي سبب معين.
  •  الشعور بالهم لأي سبب بسيط.
  •  صعوبة تهدئة النفس.

تغير مستويات الهرمونات

يسبب تبدل مستوى الهرمونات الجنسية تغيرًا بالمزاج والشعور بالحزن والانزعاج، ففي بعض الحالات لا يعرف الشخص سبب مشاعره السلبية لأن الهرمونات هي المسؤولة. ومن بعض الأسباب المختلفة لتغيرات النسب الهرمونية بالدم:

  •  اضطراب ما قبل الطمث (Premenstrual dysphoric disorder): تعاني فيه النساء من الاكتئاب قبل أسبوع من بدء دورة شهرية جديدة وذلك بالترافق مع تغيرات مزاجية أخرى.
  •  اكتئاب النفاس (postpartum depression): فتحدث تبدلات كبيرة بالهرمونات بعد الولادة.
  •  ما حول سن انقطاع الطمث: وهي فترة انتقالية يحدث فيها الكثير من تبدلات المزاج.

تذهب الأعراض عندما تعود الهرمونات إلى نسبها الطبيعية، ومن الأفضل التكلم مع طبيب نفسي عند المرور بهذه الأوقات.

حالات الشدة

يشعر الشخص أحيانًا بالحزن عندما يتعامل مع مشكلات معينة في الحياة، وتؤدي المستويات العالية من الشدة والضغط إلى سوء انتظام مشاعري وتبدلات مزاجية غير متوقعة، ففي الواقع قد تؤثر الشدة نفسيًا وجسديًا في الشخص. وتتضمن الضغوطات والشدة كل من:

  •  الانتقال من بيت.
  •  ضغوط العمل.
  •  مشكلات العمل.
  •  المشكلات العاطفية.
  •  خسارة بعض الأفراد أو الانفصال عن شريك.
  •  مرض أحد الأشخاص المقربين أو حيوان أليف.

نصائح لتحسين المزاج

توجد كثير من الطرق التي توفر الترويح عن النفس وإعادة السرور للشخص إن كان يعاني من الحزن، ومنها:

  •  النشاط الرياضي: تحفز الرياضة إفراز الإندروفين وهو هرمون مسؤول عن المشاعر الجيدة.
  •  الاستماع للموسيقى: توفر الموسيقى الراحة أو قد تعطي الطاقة عند الحزن، فتستطيع تحسين المزاج و تخفيف الضغط و القلق.
  •  العطف على الذات: معاملة النفس جيدًا تساعد كثيرًا، والصبر يزيد من تقدير الذات.
  •  قضاء بعض الوقت في الخارج: يحسّن قضاء الوقت بالطبيعة أو الأماكن الخضراء المزاج، فهي تخفف أعراض الاكتئاب بتقليل مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون الشدة).

اقرأ أيضًا:

هل الحزن يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب؟

لماذا الحداد والحزن على حيوان أليف أصعب من الحزن على إنسان ما؟

ترجمة: عمار علي نصري

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر