يحدث التهاب الدماغ الفيروسي المنقول بالمفصليات بسبب الفيروسات المنتقلة عبر الماء أو الهواء والمحمولة على مفصليات الأرجل مثل البعوض والقراد. تنتشر الفيروسات المحمولة على المفصليات بكثرة في ولاية إيلينوي، وتنتقل إلى الإنسان بواسطة لسعة البعوض المصاب.

ويعد التهاب الدماغ بسبب فيروس القديس لويس (SLE) وفيروس غرب النيل (WNV)، ومجموعة فيروسات كاليفورنيا من الأمراض الفيروسية المنقولة بواسطة مفصليات الأرجل التي تصيب الأشخاص في ولاية إلينوي، أما المرض بفيروس WNV فهو أكثر تلك الأمراض انتشارًا في الولاية. أما أكثر الفيروسات التابعة لمجموعة كاليفورنيا انتشارًا، هو فيروس لاكروس.

تحدث العدوى الفيروسية المنقولة بمفصليات الأرجل عادةً بين شهري يونيو وأكتوبر، بسبب نشاط البعوض في تلك الفترة. إن أنواع البعوض التي تحمل هذه الفيروسات قليلة، وجزء صغير من هذه الأنواع تنقلها فعليًا. أما الفيروسات الأخرى، كتلك التي تسبب التهاب الدماغ الخيلي الشرقي (EEE)، فقد وُجدت في الطيور والخيول في الولاية في حالات نادرة.

كيف ينتشر التهاب الدماغ الفيروسي المنقول بالمفصليات؟

تحدث العدوى بالفيروسات المنقولة بالمفصليات فقط بواسطة لسعة المفصلي مثل البعوض، ولا تنتقل من شخص إلى آخر.

في إلينوي، يعد بعوض المنزل الشمالي (culex pipiens) هو الحامل الأولي لفيروس SLE وWNV، ويتكاثر في برك الماء الآسن مثل الحفر في الشوارع والأواني الحاوية على ماء آسن مثل علب الطعام المهملة وأصص الأزهار والعجلات القديمة، والدلاء وغيرها من الأوعية.

يصبح البعوض حاملًا لفيروس التهاب دماغ القديس لويس و WNV، بعد لسع الطيور المصابة.

ويعد بعوض ثقوب الأشجار (Aedes triseriatus) ناقلًا لفيروس التهاب دماغ كاليفورنيا. يوجد هذا النوع في الغابات، ويتكاثر في ثقوب جذوع الأشجار والإطارات المهملة المملوءة بالماء وغيرها من الأوعية.

تصبح المفصليات حاملة لفيروس التهاب دماغ كاليفورنيا عندما تلسع الثدييات الصغيرة المصابة بالفيروس، أو بواسطة انتقال الفيروس من أنثى البعوض إلى سلالتها.

تهاجر أعداد ضخمة من البعوض من مناطق فيضانات النهر مثل Adex Vexans بعد أسبوعين من الأمطار الغزيرة المسببة للفيضان. ومع أنه يسبب مشكلات مزعجة كبيرة، فإن هذا النوع لا ينقل أمراضًا خطيرة في إلينوي.

أعراض التهاب الدماغ الفيروسي المنقول بالمفصليات

لا تسبب لسعات البعوض المصاب أعراضًا لدى معظم الناس، أو تسبب أعراضًا متوسطة مثل الحمى وألم الرأس، وتقريبًا فقط 1 أو 2% من المصابين تحدث عندهم أعراض واضحة، وتتشابه أعراض التهاب الدماغ بفيروسات Lacrosse و WNV وSLE.

تسبب العدوى الشديدة هجمة سريعة من الألم الشديد في الرأس والحرارة العالية، و الآلام العضلية والصلابة في الظهر والرقبة، إضافةً إلى مشكلات في التنسيق العضلي وتوهان وتشنجات، وقد تصل الأعراض إلى الغيبوبة، وتستمر عادةً بين 5 إلى 15 يوم بعد لسعة البعوض المصاب.

من الفئات الأسرع تأثرًا بالتهاب الدماغ الفيروسي المنقول بالمفصليات؟

قد يصاب أي شخص بتلك الفيروسات، لكن الإصابة ب WNV وSLE تظهر عادةً لدى الأشخاص الأكبر من 50 سنة. ويتعافى معظمهم بالكامل حتى لو كانت الإصابة شديدة، ونادرًا ما تُحدث الإصابة أذيةً عصبية أو تكون مميتة.

تحدث عدوى فيروس التهاب دماغ كاليفورنيا غالبًا عند الأطفال، ويكون المرض عمومًا متوسط الشدة مقارنةً بالمرض الذي تسببه فيروسات WNV و SLE، ونادرًا ما يسبب الموت. لكن الدراسات تشير إلى أن بعض الأطفال المصابين بفيروس التهاب دماغ كاليفورنيا يحدث عندهم مشكلات عصبية.

تُحدث العدوى بالفيروسات المنتقلة بمفصليات الأرجل بعض المناعة تجاه الفيروس النوعي، لكن ليس تجاه الفيروسات المنقولة بالمفصليات الأخرى.

تشخيص وعلاج التهاب الدماغ الفيروسي المنقول بالمفصليات

تُشخص العدوى عادةً بواسطة الفحوص الدموية، أو فحوص السائل الدماغي الشوكي. وتكون المعالجة عرضية، إذ لا توجد معالجة نوعية أو شافية لتلك الأمراض.

كيف يمكن الوقاية من التهاب الدماغ الفيروسي المنقول بالمفصليات؟

يعد التخلص من أماكن تكاثر البعوض الناقل لهذه الفيروسات كبرك المياه الصغيرة الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية من المرض. وفيما يلي بعض الاقتراحات من أجل ذلك:

  •  التخلص من الماء أو إفراغه من الإطارات القديمة وعلب الطعام والدلاء والبراميل والقوارير، والأماكن الأخرى التي يتكاثر فيها البعوض. مع تفحص البالوعات للتأكد من عدم انسدادها وتصريفها الجيد للماء. كذلك يجب التأكد من كون الصهاريج و البلاليع والخزانات والبراميل والأوعية الحاوية على النفايات مغطاة بإحكام بواسطة أغطية أو شبكة ساترة.
  •  إفراغ الأحواض البلاستيكية مرة في الأسبوع على الأقل، وتخزينها في الداخل عند عدم استعمالها. ويجب أيضًا صيانة أحواض السباحة وإفراغها عند عدم استخدامها وإبقائها جافة في أثناء موسم البعوض.
  •  تبديل ماء مغاسل الطيور وأواني النبات أسبوعيًا.
  •  تغطية القوارب أو قلبها رأسًا على عقب أو التخلص من ماء المطر المتجمع فيها أسبوعيًا.
  •  إفراغ وعاء الشرب للحيوان الأليف وملؤه يوميًا.
  •  تمهيد الأرض حول المنزل وتسويتها حتى يتمكن الماء من التسرب، وملء الحفر والبقع المنخفضة التي يتجمع فيها الماء.
  •  ملء ثقوب الشجر المتعفنة والجذوع المجوفة التي يتجمع الماء بها.
  •  ملء حدائق الماء التزيينية بالأسماك (كأسماك البلم أو أسماك البعوض أو الأسماك الذهبية) التي تتغذى على يرقات البعوض.
  •  علاج أحواض الماء الصغيرة الحاوية على يرقات البعوض باستخدام (Bti) أو ما يعرف بمبيدات الحشرات الجرثومية، فكثير من محلات الأجهزة تبيع قوالب فحم حجري من Bti (كالأقراص المبيدة ليرقات البعوض ذات شكل حلوى الدونات)، ويجب التأكد من قراءة النشرة المرفقة بدقة.
  •  قص الأعشاب الضارة، لأن البعوض البالغ يستخدم هذه الأماكن الظليلة للراحة في أثناء ساعات النهار الحارة، وفي حال وجود البعوض البالغ على الأعشاب الطويلة، من الممكن رشها بالمبيدات الحشرية على نحو ملائم.
  •  التأكد من سلامة مناخل النوافذ، وإحكام إغلاقه في البيوت والمباني لمنع دخول البعوض. ويجب استخدام قاتلة الحشرات البلاستيكية أو الرذاذ المنزلي لقتل البعوض أو الذباب أو الحشرات الأخرى التي تدخل المباني.
  •  بعض طرق التخلص من البعوض غير فعالة، كأجهزة قتل البعوض الكهربائية و أجهزة الطنان القاتلة للبعوض (الأجهزة الصوتية). تتغذى طيور متنوعة وخفافيش على البعوض، لكن لا يوجد أدلة علمية كافية حول قدرة ذلك على الحد من البعوض حول المنزل.
  •  تقيم بعض المجتمعات برامجًا تهدف إلى التقليل من البعوض المنتشر في المجتمع، من خلال التعرف على أماكن تكاثر البعوض والتخلص منها أو معالجتها بالمبيدات الحشرية التي تؤثر في يرقاتها.
  •  ارتداء ملابس واقية مثل حذاء وجوارب مناسبة وسراويل عند أداء النشاطات الخارجية في أثناء موسم تكاثر البعوض، واستخدام طارد للحشرات من أجل حماية إضافية، إذ تقوم وكالة حماية البيئة (EPA) بتسجيل المنتجات الطاردة للبعوض. وتحوي تلك المنتجات مركبات كيميائية مثل DEET أو بيكاريدين أو زيت الأوكالبتوس (PMD) أو IR3535، وتؤمن وقاية لفترة طويلة عندما تُستخدم على الجلد أو الملابس. تنصح CDC باستخدام المنتجات الحاوية على بيرميثرين، على الملابس والأحذية وشبكات السرير ومعدات التخييم. وتختلف فعالية الحماية ومدتها تبعًا للمنتجات المستخدمة وأنماط البعوض، لذا عند التعرض للسعات البعوض يجب إعادة استخدام وسائل الحماية.

اقرأ أيضًا:

ليست كل الأمراض الجرثومية والفيروسية معدية! تعرف على بعض منها

كيف سيكون العالم بدون بعوض؟

ترجمة: هادي سلمان قاجو

تدقيق: جنى الغضبان

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر