الأرق هو حالة طبية شائعة جدًا في العالم وخاصة في وقتنا الحالي بسبب الإجهاد الشديد. وبصرف النظر عن الأدوية، يمكن أن تكون فضوليًا حول مكملات ميلاتونين الغذائية دون وصفة طبية. ولكن هل تعمل جيدًا؟ وهل هي آمنة؟

علاجات الأرق السلوكية (دون أدوية)

يعتبر الأرق حالة طبية سائدة في هذه الأيام وبهذا العصر من عالمنا سريع الخُطى. فصخب الحياة اليومية سواءً في المدرسة، العمل، الأهل أو العائلة قد تسبب لنا العديد من مستويات التوتر.

أضف إلى ذلك بعضًا من القلق والاكتئاب، ويمكن أن يعتبر ذلك السبب الرئيسي لأرق بعض الليالي. ويجب ألا تكون الأدوية خيارك الأول في معالجة الأرق. ولكن، معظم حالات الأرق يمكن علاجها بشكل جيد عن طريق بعض التغييرات السلوكية.

حتى وإن لم يكن من السهل إنجاز ذلك ولكن يحتاج إلى جهد كبير. فينبغي أن يكون هدفك في المقام الأول هو السماح لجسدك وعقلك تعلم الغفو من تلقاء نفسه، وأن يكون خاليًا من المواد الكيميائية.

ولكن إذا فشل كل ذلك، إذًا يمكنك البحث عن الدواء. ولكننا في الواقع، نعلم أن الكثيرين يسعون إلى النوم دون الحاجة إلى وصفات طبية كخطوة أولى.

وبصرف النظر عن مضادات الهيستامين، فـ (الميلاتونين- melatonin) يعتبر الخيار الأول والأكثر شعبية من بين العديد. ولكن هل يعمل ذلك؟ وهل هو آمن؟ وما هي الطريقة الصحيحة لأخذه؟

 

ما هو الميلاتونين؟

الميلاتونين هو هرمون يُفرز عن طريق الغدة الصنوبرية، وهو عبارة عن هيكل مطوي جيدًا داخل الدماغ. ينظِّم هذا الهرمون أنماط النوم، ويشار إليه بـ «إيقاع الساعة البيولوجية».

عندما يأتي الليل، فإن مستويات الميلاتونين ترتفع إلى ما يقرب من عشرة أضعاف، وتأمر جسدنا وعقلنا الاستعداد للإغلاق التام في نهاية المطاف من أجل التجديد أو النوم.

وفي النهار، عندما تتعرض إلى الشمس توقف مستويات الميلاتونين. وبالتالي، فإننا نشعر باليقظة وبحالة تأهب. ولكن مع التقدم في السن، فإن مستوى الميلاتونين في الليل يقل بشكل طبيعي.

وهذا هو السبب في قلة النوم عند كبار السن أو الذين لديهم مشكلة في الحصول على النوم الكافِ.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني المسافرون مع اختلاف التوقيت من تغير جنوني في إيقاع الساعة البيولوجية لأجسادهم، وهم أيضًا مجموعة أخرى من المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من تناول جرعة من الميلاتونين.

لذلك يمكن تحويله عند العمال الذين يعملون في الليل وينامون خلال النهار.

 

استخدام الميلاتونين في علاج الأرق

يُصنَّف الميلاتونين على أنه «مكمل غذائي»، وهو متاح بدون وصفة طبية. ولذلك لا ينظم من قبل إدارة الأغذية والأدوية، ويمكن أن يشمل بيعه بعض التغييرات ولا يوصى بجرعات معينة.

والجرعات العالية والإصدرات المرفقة بالإضافات قد يكون لها آثار جانبية غير مرغوب بها. لكن يجب أن تُحاكى الجرعة الموصى بها من الميلاتونين بشكل مثالي المستويات الفيزيولوجية.

وهذه الجرعة تشمل في أي مكان من 0.1 إلى 0.5 مللي غرام/ساعة واحدة قبل النوم.

وأي شيء أكثر من ذلك يمكن أن يكون غير آمن. ولكن جرعة السوق يمكن أن تصل في أي مكان أكثر من 10 مللي غرام، وزيادة مستويات الملاتونين في الجسم تصل إلى 60 ضِعفًا، لذا يجب الحذر.

كما ينصح باستخدام الميلاتونين أيضًا لمدة شهرين.

وليس المقصود الاستخدام على المدى الطويل. حيث أن الفكرة هنا هي أنه بمثابة إعادة لإيقاع الساعة البيولوجية الخاصة بك. فمكملات الميلاتونين الغذائية ليست ضرورية دائمًا.

 

مخاطر استخدام الميلاتونين 

وفقط لأنها مادة كيميائية يُصنَّف الميلاتونين على أنه «مكمل غذائي»، فهذا لا يعني أنها خالية من المخاطر.

فالآثار الجانبية الأكثر شيوعًا، وخاصة في حالات زيادة الجرعات الموصى بها، تشمل:

  • دوّار
  • الصداع
  • الغثيان
  • تغيرات ف المزاج
  • النعاس آثناء النهار

وهناك بعض الحالات التي لا يجب أن تأخذ الميلاتونين وهم الذين يأخذون جرعات من دواء الكومادين أو بعض أدوية مميعات الدم، لأنه يمكنه أن يزيد من خطر النزيف، بالإضافة للنساء اللواتي يأخذن موانع الحمل الهرمونية أيضًا.

والتي تزيد بالفعل من الميلاتونين من تلقاء نفسها ويمكن أن تؤدي إلى مستويات ميلاتونين فوق المرتفعة عند الجمع.

كما يمكن أن يزيد الميلاتونين من نسبة السكر في الدم، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى التصدي لتأثيرات أدوية خفض الجلوكوز لدى مرضى السكري.

وحتى الآن، لم تُظهر البحوث في الميلاتونين أنه فعال في جميع حالات الأرق، فقد أظهرت معظم الأبحاث فائدته للذين يعانون من الأرق بسبب اختلاف التوقيت في السفر ومتلازمة تحول العمل.

لذلك فهذه نقطة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار إذا ما قررت أن تجربه. وإذا لم يكن هناك تغيير في الأعراض بعد عدة أسابيع من الاستخدام (وليس أكثر من شهرين)، فهو لا يستحق الاستمرار بتناوله.

لكن إذا قررت أن تتناوله، يُستحسن أولًا استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان العلاج مناسب لك.


ترجمة: آية عبد العزيز
تدقيق: هبة فارس

المصدر