قد نستطيع في المستقبل أخذ رحلةٍ بين بكين ونيويورك عبر الفضاء دون المداري، إذ تطوِّر شركة النقل الفضائي (Space Transportation) الصينية -حاليًا- صاروخًا ذو أجنحة، مصممًا للرحلات السياحية الفضائية ورحلات للمسافرين، بسرعةٍ خيالية شبيهة بتلك التي عرضتها شركة سبيس إكس سنة 2017.

قد تسمح الطائرة المستقبلية القابلة لإعادة الاستخدام بالقيام برحلاتٍ سريعة بين أي نقطتين على الأرض عبر المنطقة دون المدارية، وقد نرى أيضًا تجارب مأهولة بحلول سنة 2025.

أظهر مقطع فيديو على موقع الشركة الصينية تقديمًا لمجموعة من المسافرين، وهم يركبون طائرة بها جناح شبيه بالشراع، مع معززين صاروخيين هائلين.

تنفصل الطائرة عن الجناح بعد الاقلاع متوجهةً نحو المنطقة دون المدارية، ويرجع الجناح بأمان نحو الأرض بينما تتجه الطائرة نحو هدفها، وعند وصولها تهبط عموديًا، في عرض يشبه ما قدمه صاروخ Falcon 9 لشركة سبيس إكس.

في مقابلة مع صحيفة The Yicheng Times يقول أحد المتكلمين باسم الشركة الصينية: «نحن بصدد تطوير صاورخ مجنح من أجل رحلات سريعة بين نقطتين، بتكلفة أقل من الصواريخ التي تحمل الأقمار الصناعية وأسرع من الطائرات التقليدية».

ويقول موقع الشركة إن سرعة الطائرة قد تصل إلى 4,184 كلم/سا، وهذا يعني أنها أسرع مرتين من طائرة الكونكورد، وهي قادرة على السفر بين لندن ونيويورك في ظرف ساعة نظريًا.

تقول الشركة الصينية أنها تطمح لإجراء تجاربة أرضية بحلول سنة 2023 قبل أن تقوم بأول تجارب جوية بعدها بسنة واحدة. وإذا ما جرى احترام البرنامج المسطر، قد تقوم بتجارب مأهولة بالبشر سنة 2025.

أعلنت الشركة أيضًا عن تخصيصها 46.3 مليون دولار لطائرتها المتفوقة على سرعة الصوت. وقد أجرت تجارب على طائرات أسرع من الصوت أخرى تحمل أسماء Tianxing 1 ، وTianxing 2، ولكنها لم توفر سوى معلومات ضئيلة حول تلك التجارب.

اقترحت شركة سبيس إكس نموذجًا مشابهًا سنة 2017، أطلق عليه اسم من الأرض إلى الأرض (Earth to Earth)، وأعلنت هذه الأخيرة نيتها توفير نقلٍ «من مدينة إلى مدينة» للمسافرين باستخدام صواريخ ستارشيب الجديدة (Starship).

إضافةً إلى ذلك، تدعي الشركة المؤسسة من طرف إيلون ماسك قدرتها على القيام بأية رحلة للمسافرين على الأرض في أقل من ساعة. وكما هو الحال في القضية الصينية، لم تقدم سبيس إكس معلومات كثيرة منذ قيامها بتلك التجارب.

من بين الشركات الأخرى المستثمرة في الطائرات الفضائية، نجد فيرجين جالاكتيك – Virgin Galactic، التي أطلقت مؤخرًا مديرها العام ريشارد برانسون Richard Branson مع مسافرين آخرين في رحلة دون مدارية لغاياتٍ سياحية.

التكنولوجيا الحالية تبقى حكرًا على الأثرياء (تذكرة الصعود على طائرة الفيرجين قد تفوق 450,000 دولار)، ولكن بحلول العقد الجديد، قد نرى ازدهارًا أكبر للسياحة الفضائية والرحلات المأهولة في المنطقة دون المدارية.

اقرأ أيضًا:

علماء صينيون يكشفون الستار عن مشاريع لطائرةٍ غريبةٍ فائقة السرعة مع جناحٍ إضافيّ

ريتشارد برانسون وفيرجن غالاكتيك على حدود الفضاء

ترجمة: سايس وليد

تدقيق: دوري شديد

مراجعة: حسين جرود

المصدر