محطة الفضاء الدولية، ذلك المختبر الفضائي الذي استضاف عشرات المهام الفضائية ومئات التجارب العلمية لخدمة البشرية، سينتهي به الحال في قاع المحيط. فقد أعلنت ناسا أن المحطة -التي أُطلقت عام 1998- سيجري إغراقها بحلول عام 2031 في نقطة نيمو من المحيط الهادي التي تبعد 2700 كيلومتر عن أقرب يابسة، لتلحق بنظيرتها الروسية مير وغيرها العديد من الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية التي أُغرِقت في المنطقة نفسها، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA.

جاء هذا الإعلان من ناسا في نهاية ديسمبر 2021 بعد أن مددت الإدارة الأمريكية التزامها بدعم عمليات محطة الفضاء الدوليّة حتى نهاية 2030.

ولكن الاستعداد لمرحلة ما بعد محطة الفضاء الدولية يجري منذ الآن على قدم وساق، فقد أعلنت ناسا ضمن إطار خطتها التمهيدية لإخراج محطة الفضاء الدولية من الخدمة؛ عن توقيع اتفاقيات مع ثلاث شركات، هي بلو أوريجن، ونانوراكس إل إل سي، ومجموعة نورثروب غرومان سيستمز، وذلك لإطلاق محطات فضائية مهيأة للاستعمال الحكومي والخاص قبل إغراق محطة الفضاء الدولية.

يقول فِل مكالستر، مدير قسم الفضاء التجاري في ناسا تعقيبًا على ذلك: «بمساعدة ناسا، سيكون لدى شركات القطاع الخاص الإمكانيات التقنية والمادية، لتشغيل رحلات تجارية إلى مدار الأرض المنخفض. إننا نتطلع قدمًا لمشاركة خبراتنا وتجاربنا معهم لمساعدتهم على إطلاق رحلات فضائية آمنة وموثوقة ومجدية ماديًا».

في غضون ذلك ستستمر محطة الفضاء الدولية باستضافة التجارب التي تجريها ناسا وغيرها، ويقول روبن غاتينز مدير محطة الفضاء الدولية في ناسا في هذا الصدد: «تدخل محطة الفضاء الدولية عقدها الثالث والأكثر إنتاجية بوصفها منصة علمية مميزة في ظروف الجاذبية المنخفضة. إنه عقد لحصد النتائج، وتشجيع شراكتنا العالمية وتطوير الأبحاث التقنية لاستكشاف أغوار الفضاء، والعودة بفوائد بيئية وطبية للبشرية، ووضع حجر الأساس لمستقبل تجاري في مدار الأرض المنخفض».

تُجرى حاليًا على محطة الفضاء الدوليّة تجارب متعددة، من ضمنها ما يتعلق بخطط ناسا لإعادة إرسال البشر إلى القمر وإلى المريخ، وتنوي الوكالة إرسال أول امرأة وأول إنسان بالصورة الملونة إلى القمر في هذا العقد رغم تأجيل المشروع من 2024 إلى 2025 على أقل تقدير.

بدأت آثار الزمن بالظهور على المحطة ذات الطول المشابه لطول ملعب كرة القدم، التي شُغلت دون انقطاع منذ عام 2000، فقد ظهرت شقوق صغيرة على زاريا -الوحدة الأولى لمحطة الفضاء التي أمدتها بالطاقة والمخزون- عام 2021، وهي المرة الثانية التي تظهر فيها مثل هذه الشقوق بعد ظهورها الأول عام 2019 على المحطة.

لن تكون هذه أول محطة فضائية تُنزل من مدارها، ولكن الأمر لا يخلو من الخطورة، ففي عام 1979، قادت عملية إنزال غير مسيطر عليها لمحطة سكاي لاب الفضائية؛ إلى تناثر أجزاء من حطامها فوق أستراليا (لحسن الحظ لم يتأذّ أحد).

ونظرًا إلى كون محطة الفضاء الدولية أكبر جسم من صنع الإنسان يحتل المدار المنخفض للأرض فإنزالها لن يكون بالأمر السهل، فهي أكبر من أن تحترق بالكامل في الغلاف الجوي، وإن منظومة الطاقة الشمسية غير المنتظمة الخاصة بها، ستصعّب التحكم في حركتها اللولبية في أثناء سقوطها، وفقًا لموقع سبيس.

اقرأ أيضًا:

محطة الفضاء الدولية: معلومات وحقائق

رواد محطة الفضاء الدوليّة يرتدون حفاظات بعد عطل مفاجئ في مرحاض سبيس إكس

ترجمة: إيهاب عيسى

تدقيق: عبد الرحمن داده

مراجعة: حسين جرود

المصدر