الوسواس القهري Obsessive compulsive disorder) OCD) هو اضطراب بالصحة العقلية، حيث يكون للشخص أفكار وسواسية ونشاط قهري.

الهوس (obsession)، هو الفكر غير السار وغير المرغوب فيه، صورة أو رغبة تدخل مرارًا إلى عقل الشخص مسببة مشاعر من الجزع والقلق والاشمئزاز.

القهر (compulsion)، هو سلوك متكرر أو فعل عقلي يشعر الشخص بأنه يحتاجه للتخفيف مؤقتًا من المشاعر غير السارة الناجمة عن الفكر الهوسي، على سبيل المثال؛ شخص ما يخاف من أن يتعرض منزله للسطو، لذلك يشعر بالحاجة للتحقق من كون جميع الأبواب والنوافذ مغلقة مرات عديدة قبل أن يتمكن من مغادرة المنزل.

أعراض الوسواس القهري يمكن أن تتراوح بين المعتدلة والحادة، بعض الناس المصابين بالوسواس قد يقضون ساعة أو نحو ذلك يوميًا في التفكير والسلوك القهري، ولكن بالنسبة لآخرين، فإن الوسواس يمكن أن يسيطر على حياتهم بشكل كامل.

تشمل بعض الدوافع القهرية الشائعة عدّ أشياء معينة (مثل الخطى)، والقيام بإجراءات متكررة أخرى، تترافق في كثير من الأحيان مع اهتمام غير طبيعي بالأرقام أو الأنماط.

بعض الناس يمكن أن يقوموا بغسل أيديهم مرارًا، أو تفريغ حلقهم، أو ترتيب بعض الأشياء في خط مستقيم، أو التحقق مرارًا وتكرارًا من أن سياراتهم كانت مقفولة قبل تركها، وتشغيل الأضواء وإطفائها عدة مرات متتالية، وإبقاء الأبواب مغلقة في جميع الأوقات، ولمس الأشياء لعدد معين من المرات قبل مغادرة الغرفة، والمشي بطريقة معينة، كأن لا تخطو إلا على لون معين من البلاط، أو روتين محدد عند صعود السلم، مثل إنهاء السلم دائمًا على نفس القدم.

ما هي أسباب الوسواس القهري؟

من غير الواضح بالضبط ما هو سبب الوسواس القهري، على الرغم من اقتراح العديد من العوامل، في بعض الحالات، من الممكن أن ينتشر الوسواس بين الأسر، ومن الممكن أن يكون مرتبطًا ببعض الجينات الموروثة والتي تؤثر على تطور الدماغ.

أظهرت الدراسات المعتمدة على تصوير الدماغ، أن بعض الناس المصابين بالوسواس القهري من الممكن أن تختلف أدمغتهم عن أدمغة الناس غير المصابين بالوسواس، فعلى سبيل المثال؛ قد يكون هنالك زيادة نشاط في مناطق معينة من الدماغ، وبشكل خاص تلك المناطق التي تتفاعل مع العواطف القوية والتعامل معها.

أظهرت الدراسات أيضًا أن الأشخاص المصابين بالوسواس لديهم خلل في السيروتونين (serotonin) في دماغهم -وهو مادة كيميائية يتسخدمها الدماغ لنقل المعلومات من خلية دماغية إلى أخرى.

من هم المتأثرون بالوسواس؟

تشير التقديرات إلى أن حوالي 12 من كل 1000 شخصًا في بريطانيا مصابون بالوسواس، وهذا يعادل حوالي 750,000 شخصًا في بريطانيا بالمجمل.

يؤثر الوسواس القهري على الرجال والنساء والأطفال، وعادة ما يبدأ بالتأثير في حياة الشخص خلال مرحلة البلوغ، على الرغم من أن المشاكل يمكن أن تتطور في أي عمر.

تلقي المساعدة:

كثيرًا ما يتردد الأشخاص المصابون بالوسواس القهري في طلب المساعدة، لأن ذلك يشعرهم بالخجل والإحراج، إذا كنت مصابًا بالوسواس،.

فليس هنالك شيء يدعو للخجل أو الإحراج، فالوسواس هو مرض طويل الأمد كما هو السكري والربو، وإصابتك بالوسواس القهري ليست غلطتك.

طلب المساعدة مهم، لأنه من غير المحتمل أن تتحسن الأعراض إذا ما تركت دون علاج، ومن الممكن أن تزداد سوءًا.

يجب عليك زيارة طبيبك إذا كنت تعتقد أنك مصاب بوسواس قهري، قد يطرح عليك في البداية عددًا من الأسئلة عن الأعراض وكيفية تأثيرها عليك، إذا شك الطبيب بوجود وسواس قهري، فقد تحتاج إلى أن تحال إلى اختصاصي لإجراء التقييم والعلاج المناسبين.

كيف يعالج الوسواس القهري؟

مع العلاج ، فإن التوقعات جيدة بالنسبة للوسواس، فالعديد من الناس يشفون منه في نهاية الأمر، أو أن أعراضهم تنخفض بشكل كافٍ لأن يتمكنوا من التمتع بنوعية حياة جيدة.

العلاجات الرئيسية للوسواس هي:

  1.  العلاج السلوكي المعرفي cognitive behavioural therapy) CBT): والذي ينطوي على علاج معروف باسم التعريض المتدرج مع منع الاستجابة، الذي يشجعك على مواجهة مخاوفك والسماح للأفكار الوسواسية بالحدوث دون السماح لك بـ”إخمادها” عن طريق ردات فعل قهرية.
  2.  مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية selective serotonin reuptake inhibitors) SSRIs):هذا الدواء من الممكن أن يساعد على تقليل أعراضك عن طريق تحسين توازن المواد الكيميائية في الدماغ.

إذا كانت هذه العلاجات غير فعالة، أو أن حالتك شديدة بشكل خاص، قد تحتاج إلى أن يتم تحويلك إلى اختصاصي خدمات صحة نفسية لتلقي العلاج.