ناطحات سحاب المستقبل
مفاهيم وتكنولوجيا جديدة


ما يميز علم المواد أنه في تطورٍ دائم، مما يتيح لنا دراسة المواد الجديدة وكيف ساهمت في تغيير الطريقة التي نعيش فيها، أو أن ننظر إلى التطبيقات الحديثة التي لا زالت تُستخدم بها المواد التقليدية، واليوم تسعى شركة «Arconic»، ثالث أكبر منتجٍ للألمنيوم في العالم ومقرها نيويورك، القائمة على صناعة المواد والحلول الهندسية إلى رفع سقف التوقعات لما تعتبره رؤيتها لما ستكون عليه ناطحات السحاب المستقبلية، حيث تسعى الشركة إلى مواد أكثر مرونةً مما سيجعل المباني أكثر ديناميكية من تلك العملاقات المثبتة التي تشاهدها اليوم.

كشفت شركة «Acronic» عن رؤيتها لما قد يبدو المستقبل عليه بعد 45 عامًا من الآن، هذا يتضمن إنشاء ناطحات سحابٍ تخترق السماء بالاعتماد على الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتضع الشركة سقف توقعاتٍ لارتفاع هذه المباني لتصل إلى 3 أميال، لكن ما يميز هذه الرؤية ليس الارتفاع فقط بل أيضًا المواد الجديدة الذي ترغب الشركة في استخدامها للبناء وطرحها للتداول في السوق.

ناقش كريس ويلر فكرة الشركة مع موقع «Business Insider» عارضًا فكرته حول ناطحة سحابٍ تلتهم أسطحها الضباب وتمتلك شرفاتٍ قابلةٍ للسحب، ونقلًا عن تقرير الموقع: «عمل مهندسو (Arconic) جنبًا إلى جنب مع من امتلكوا رؤى للمستقبل حتى يتمكنوا من تصور التكنولوجيا التي قد تكون الأكثر أهميةً في العقود القادمة»، كما لخص موقع «3Ders.org» ثلاث نقاطٍ مفتاحيةٍ اهتمت بها الشركة في ناطحات سحاب المستقبل:

1. واجهاتٌ عضوية التركيب مصنوعةٌ من مواد بناءٍ مطبوعةٍ بطابعاتٍ ثلاثية الأبعاد.

2. استخدام تكنولوجيا نشطةٍ ذاتية التنظيف فيما يخص الطبقات الخارجية والطلاء.

3. وفيما يخص الهياكل فسوف تستخدم تكنولوجيا مجدية من نواحي توفير استهلاك الطاقة والحماية.

بالحديث عن التكنولوجيا ذاتية التنظيف، فإنه يجب أن نذكر ما سمته الشركة بال «إيكوكلين – EcoClean»، وهي أغطيةٌ خارجيةٌ تساعد الأبنية على تنظيف نفسها وتنقية الهواء المحيط بنفس الوقت، ولكن ما هو مبدأ عمل هذه المواد؟

يختلط الضوء وبخار الماء مع المواد الكيميائية الموجودة في أغطية المباني لتنتج جزيئاتٍ عديمة الشحنة قابلةٍ للتفاعل بشكلٍ كبيرٍ وخلال مدةٍ قصيرة، تقوم هذه الجزئيات بسحب الملوثات من الهواء والتخلص منها مما يحمي الجهة الخارجية للمبنى من الملوثات بنفس الكيفية التي يتخلص بها الجسم من الخلايا الميتة.

أما بالنسبة إلى النوافذ الموجودة في ناطحات السحاب، فهنالك تصميمٌ اسمه «Bloomframe» وهي نافذةٌ متحركةٌ تتحول إلى شرفةٍ من الزجاج في أقل من دقيقة، وتصف الشركة هذا التصميم بأنه تكنولوجيا للنوافذ يمكنها التحول إلى شرفةٍ بكبسة زرٍّ خلال 55 ثانية، حيث تدفع النافذة إلى الخارج ومعيدةً ترتيب نفسها إلى أرضيةٍ أفقيةٍ وحافتين جانبيتين لتصل المساحة الخارجية للشرفة إلى 32 قدمٍ مربع.

جذبت فكرة مبدأ التنظيف الذاتي والمواد المطبوعة بطابعاتٍ ثلاثية الأبعاد انتباه موقع «3ders.org» المختص بالطابعات ثلاثية الأبعاد حيث فتحت هذه الفكرة أبوابًا شتى في مجال العمارة، وربما ستكون أساسيةً في الأبراج المستقبلية، وربما ستوفر وسيلةً لتصميم وصناعة بنى معقدةٍ وعضوية، التي سيكون من السهل بفضلها الوصول إلى أبراج ذات ارتفاعٍ قد يصل إلى 3 أميال.

وفي فيديو أصدرته الشركة، قال عالم المعادن أن ناطحات السحاب في المستقبل ستتجه إلى أن تكون بعيدةً عن الهندسة على شكل صناديق، وقال آخر أننا لن نشعر أن هذه المباني من صنع البشر، وسنشعر بأنها على قيد الحياة وأكثر عضوية، وأنه بدلًا من أن تكون الجدران مسطحة سوف تصبح قطعًا فنيةً تصقل بالطريقة المرغوبة، في المستقبل سوف تستخدم مواد أخف ليس فقط في السيارات بل في المباني أيضًا.


ترجمة: قصي ابوشامة
تدقيق بدر الفراك
المصدر