يعد إجراء ويبل أحد الخيارات الجراحية لعلاج مرضى سرطان البنكرياس، وهو من التداخلات الجراحية المهمة التي شهدت تطورات عديدة في وقتنا الحالي.

يعرف إجراء ويبل بكونه عملًا جراحيًا يتمثل بإزالة الورم الخبيث من رأس البنكرياس، وذلك للحد من انتشار الورم وإعطاء النقائل إلى أعضاء أخرى، إذ يجرى استئصال البنكرياس والاثني عشر.

يرشح نحو 10 إلى 20% من المرضى لإجراء ويبل، إذ يحسن معدل النجاة بشكل ملحوظ.

ما البنكرياس؟ وما وظيفته؟

البنكرياس عضو هام موجود داخل البطن وله شكل يشبه السمكة. يتألف من ثلاثة أقسام وهي رأس البنكرياس الذي يشمل الجزء الأيمن منه، والجسم أو العنق وهو القسم المتوسط، وذيل البنكرياس وهو القسم النهائي الرفيع منه.

تتمثل وظيفة البنكرياس بتركيب الهرمونات وإفرازها في الجسم، إذ تؤدي هذه الهرمونات دورًا في عملية الهضم وضبط مستويات سكر الدم.

ما ورم البنكرياس؟

تطرأ بعض التغيرات على الخلايا في مناطق مختلفة من البنكرياس، إذ يحدث التحول السرطاني في رأس البنكرياس أو جسمه، بينما وجدت حالات قليلة لورم ذيل البنكرياس.

يبلغ عدد الإصابات في الولايات المتحدة الأميركية نحو 57 ألف إصابة سنويًا، ويصل عدد الوفيات إلى 46 ألف حالة وفاة في كل عام. وتكون ذروة الإصابة في الأعمار بين 60-80 سنة. علمًا أن التدخين يشكل السبب الأول للإصابة.

يبلغ معدل النجاة نحو خمس سنوات بعد التشخيص البدئي، وذلك عند 8.5% من مرضى سرطان البنكرياس. وقد شهد هذا المعدل ارتفاعًا ملحوظًا إذ شمل 20% من المرضى، بعد اعتماد إجراء ويبل حلًا علاجيًا لمرضى ورم البنكرياس.

استطبابات إجراء ويبل:

يعد سرطان البنكرياس السبب الأول لإجراء ويبل، إضافةً إلى وجود عدة أسباب أخرى مثل:

  •  الكيسات البنكرياسية
  •  التهاب البنكرياس
  •  أورام الأمعاء الدقيقة(ورم العفج)
  •  الأذيات الرضية التي تصيب البنكرياس والأمعاء الدقيقة(العفج)
  •  ورم أمبولي أو ورم مجل فاتر (مصب القناة الجامعة على القطعة الثانية من العفج)
  •  ورم القناة الصفراوية
  •  الأورام الغدية العصبية

بعض خصائص إجراء ويبل:

تصنف العمليات الجراحية إلى عمليات جراحية مفتوحة يجرى فيها شقّ جراحي واحد كبير، وعمليات تجرى باستخدام منظار يعبر خلال شقوق جراحية صغيرة وهي أساس الجراحة التنظيرية.

يفضل الأطباء التداخلات الجراحية التنظيرية بسبب قلة حدوث المصاعفات مثل النزوف، إضافة إلى أن فترة الاستشفاء والنقاهة تكون أقصر.

على الرغم من تفوق الجراحة التنظيرية، فإم معظم الأطباء يفضلون إجراء عملية ويبل عن طريق الجراحة المفتوحة.

يستغرق إجراء ويبل فترة زمنية تتراوح بين 4-12 ساعة، لذلك يعد عملًا جراحيًا معقدًا ويحتمل خطورة وفاة عالية، ويجرى بوجود فريق طبي يضم طبيب الجراحة وأطباء وفنيي التخدير إضافة إلى فريق التمريض. تجرى عملية ويبل تحت التخدير العام وذلك لسلامة الطرق التنفسية من الاستنشاق، إضافة إلى تخفيف الشعور بالألم أثناء العمل الجراحي ما يسمح بإجراء العملية بأمان و دقة.

يتطلب إجراء ويبل خبرة ومهارة جراحية عالية، ويفضل أن يتم في مشفى مجهز بشكل جيد، ويجري ما لا يقل عن 15-20 عملية خلال العام الواحد.

بعض التعليمات الواجب اتباعها قبل إجراء ويبل:

  •  الخضوع للعلاج الشعاعي والكيماوي لدى مرضى ورم البنكرياس قبل إجراء عملية ويبل.
  •  الصيام عن الطعام والشراب لمدة 8 ساعات قبل العمل الجراحي.
  •  إيقاف بعض الأدوية قبل الجراحة بفترة يقررها الطبيب، باستثناء بعض الأنواع التي يسمح بتناولها مع كمية قليلة من الماء مثل أدوية الضغط.
  •  قطع التدخين لفترة لاتقل عن أسبوعين لتحسين وظيفة القلب والرئتين.
  •  إيقاف المكملات الغذائية، لمدة تتراوح بين الأسبوع حتى أسبوعين قبل الجراحة.
  •  إيقاف المقويات الجنسية مثل الفياغرا لمدة 24 ساعة على الأقل قبل الجراحة.
  •  فتح قثطرة وريدية محيطية لتسريب السوائل والأدوية المطلوبة أثناء إجراء الجراحة.

قد يحتاج بعض المرضى للتخدير فوق الجافية أو التخدير القطني الذي يحصر فيه بعض الأعصاب، ما يخفف الشعور بالألم بعد الجراحة.

مراحل العمل الجراحي:

يمكن تلخيص مراحل إجراء ويبل في عدة خطوات:

  1.  إجراء شق كبير في البطن أو شق مزدوج عند اعتماد الجراحة التنظيرية.
  2.  يزيل الجراح القسم المصاب بالورم من البنكرياس مع الجزء المحيط به من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، والقسم السفلي من القناة الصفراوية إضافة إلى المرارة، وقد يضطر الجراح في بعض الحالات إلى استئصال قسم من المعدة.
  3.  إعادة وصل قطع الأنبوب الهضمي بإجراء مفاغرات (إعادة وصل حواف الأجزاء المستأصلة بأشكال مختلفة لتضمن استمرارية الأنبوب الهضمي)، إذ تجرى مفاغرة بين البنكرياس والقناة الصفراوية والأمعاء الدقيقة.
  4.  مفاغرة تصل الأمعاء الدقيقة مع المعدة، لضمان عبور الطعام عبر الجهاز الهضمي.

الفترة التالية للجراحة:

يبقى المريض الذي خضع لإجراء ويبل في المشفى لفترة لا تقل عن الأسبوع بعد العمل الجراحي، ويخضع لمراقبة العلامات الحيوية والالتهابية من قبل الطاقم الطبي، مع مراقبة الألم أو حدوث أي اختلاط.

يوضع المريض على حمية غذائية سائلة فقط عدة أيام حتى يسمح الطبيب بإدخال المواد الغذائية الصلبة، ينصح المرضى بإجراء بعض التمارين لتقوية عضلات جدار الصدر بهدف تحسين الحجوم الرئوية وذلك عند التحسن وقدرتهم على الحركة.

يوصى المرضى بالحركة أبكر ما يمكن بعد الجراحة، والمشي بهدوء ضمن الغرفة بوجود المعالج الفيزيائي أو الممرض.

يعد هذا الإجراء الأمل الوحيد للشفاء من سرطان البنكرياس، لكن يختلف الإنذار تبعًا لمرحلة الورم ومكانه، مع وجود عوامل أخرى تختلف من شخص إلى آخر.

اختلاطات إجراء ويبل:

تحدث الاختلاطات عند ثلث المرضى الخاضعين لإجراء ويبل، أهمها:

  •  السكري، الذي قد يكون اختلاطًا مؤقتًا أو دائمًا.
  •  النواسير الهضمية.
  •  التسريب المعوي من أماكن اتصال المفاغرات.
  •  التسريب من الأعضاء المصابة.
  •  النزيف.
  •  عسر الهضم.
  •  فقدان الوزن.
  •  تغيرات في الأمعاء.
  •  الإمساك.

لاحظ الباحثون ارتفاع معدل النجاة لدى مرضى ورم البنكرياس من 5% ليبلغ عدد الوفيات في وقتنا الحاضر نحو 1-3%، وذلك بعد التقنيات الحديثة المتبعة في إجراء ويبل.

نمط النظام الغذائي في الفترة التالية للجراحة:

يحتاج المريض الذي خضع لإجراء ويبل فترة استشفاء لاتقل عن أسبوع، مع فترة نقاهة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع يتابع بعدها الفرد نشاطه بشكل طبيعي.

يوصي الأطباء باتباع نمط غذائي محدد في فترة الاستشفاء والنقاهة، وهو عبارة عن حمية سائلة إلى حين القدرة على إدخال المواد الغذائية الصلبة، ويفضل أن تكون الأغذية المسوح بإدخالها سهلة الهضم.

قد يحتاج المريض إلى بعض المسكنات التي تساعد على تخفيف الألم في الفترة التالية لإجراء ويبل.

بعض الأعراض والعلامات التي تستدعي استشارة الطبيب:

  •  انفكاك الغرز الجراحية.
  •  تطور حرارة لدى المريض.
  •  حدوث تبدلات موضعية مكان الندبة الجراحية مثل: ألم واحمرار وحرارة أو وجود نز قيحي من مكان الجرح.
  •  تغير في طبيعة الحركات المعوية.

إضافة إلى وجود بعض العلامات التي تحتاج إلى تدخل فوري وإسعافي:

  •  ارتفاع درجة حرارة المريض معند على خافضات الحرارة.
  •  نوب اختلاج.
  •  أعراض سكتة دماغية مثل اضطراب في الكلام أو تنميل وضعف في الأطراف أو اضطراب توازن أو اضطرابات في الرئوية.
  •  صعوبة في التنفس مع علامات زلة تنفسية.
  •  ألم صدري شديد أو ضاغط.
  •  أي ألم شديد وغير محمول من قبل المريض.
  •  أذية في الرأس أو العنق أو النخاع الشوكي.
  •  فقد وعي مؤقت أو إغماء.
  •  دوار مستمر ومعند.
  •  فقد النطق بشكل مفاجئ.
  •  أعراض تسمم بجرعات دوائية عالية.
  •  رد فعل تحسسي عالي.
  •  التعرض لصدمة كهربائية أو صاعقة أو حروق شديدة.
  •  نفث دم أو إقياء مدمى.
  •  نزوف دموية غزيرة.

قد يكون إنذار سرطان البنكرياس سيئًا جدًا، لكن لحسن الحظ قد أدى إجراء ويبل إلى إطالة العمر المتوقع للمريض.

اقرأ أيضًا:

ما يجب أن تعرفه عن سرطان البنكرياس

داء ويبل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: بثينة خدام

تدقيق: جنى الغضبان

المصدر