الجينات، الهرمونات وتصفيف الشعر: إليك بعض أسباب تساقط الشعر التي ربما لم تسمع بها من قبل

2 ديسمبر 2025
9 مشاهدة
0 اعجاب

الجينات، الهرمونات وتصفيف الشعر: إليك بعض أسباب تساقط الشعر التي ربما لم تسمع بها من قبل


يصيب تساقط الشعر ملايين الأشخاص حول العالم وقد يسبب الشعور بالقلق الشديد، لذا من الطبيعي أن يتجه الكثيرون إلى الإنترنت بحثًا عن علاج، وفي حين أن استشارة الأطباء المتخصصين يعد الحل المستحسن، فإن تقديم النصيحة الأنسب يتطلب منهم تحديد السبب وراء تساقط الشعر أولًا، وهو أمر قد تكون له احتمالات أكثر مما يُتصور عادة.


عندما يُذكر تساقط الشعر، فغالبًا ما يتبادر إلى الذهن نوع يُعرف بالصلع الوراثي أو ما يُطلق عليه الصلع ذكوري النمطي، لأنه يصيب الرجال وفق نمط محدد وثابت على فروة الرأس حيث يترك حلقةً من الشعر في الجزء السفلي منها، بيد أنه يصيب النساء أيضًا، فهو يظهر لديهن في صورة ترقق للشعر منتشر في مختلف أنحاء الرأس.


يُعد الصلع الوراثي النوع الأكثر شيوعًا من تساقط الشعر، وقد يتطور على مدى عقود طويلة. وفي كثير من الحالات يؤدي إلى فقدان الشعر كليًا لدى الرجال، في حين أنه أقل شيوعًا لدى النساء.


رغم شيوع الثعلبة الأندروجينية، فإن أسبابها لا تزال غير واضحة، لكن يظن العلماء أنها مرتبطة بمزيج من العوامل الوراثية والهرمونية، وتزداد احتمالية التعرض لها إذا أصيب بها أحد الأقارب.


يعد الصلع الناجم عن العلاج الكيماوي أيضًا من ضمن أنواع تساقط الشعر الشائعة، فهو يتضمن أدوية قوية لاستهداف الخلايا السرطانية سريعة النمو، غير أن آثارها الجانبية تطال أيضًا خلايا أخرى في الجسم، ومن أبرز هذه الآثار تساقط الشعر، بيد أن هذا لا يحدث مع جميع أنظمة العلاج الكيميائي، فضلًا عن أن استجابة المرضى تختلف من شخص إلى آخر، وفي معظم الحالات ينمو الشعر مجددًا بعد انتهاء العلاج، لكنه قد يعود بلون أو ملمس مختلف عما كان عليه مسبقًا.


ثمة نوع ثالث يحظى بانتشار واسع من الاهتمام يسمى الثعلبة الشدية، وهو ينجم عن تسريحات الشعر التي تسبب ضغطًا شديدًا على البصيلات، مثل الضفائر المشدودة أو وصلات الشعر. إذ مع مرور الوقت، يؤدي الشد المتكرر إلى ترقق الشعر وتساقطه في بقع متفرقة من فروة الرأس، لكن قد يعود الشعر للنمو في حال الانتباه إلى المشكلة مبكرًا والتوقف عن إجراء هذه التسريحات. بيد أن استمرار الضغط لفترات طويلة قد يؤدي إلى تلف دائم في البصيلة، ويظهر ذلك في شكل مناطق ناعمة ولامعة في فروة الرأس.


لتساقط الشعر العديد من الأسباب الأخرى، وفيما يلي بعض الأنواع التي قد لا تكون مألوفة لكثير من الناس.


1. الثعلبة البقعية


تعد الثعلبة البقعية اضطراب مناعة ذاتية يتسبب في تساقط الشعر بشكل مفاجئ وموضعي، لكن لا يزال السبب وراء مهاجمة الجهاز المناعي لبصيلات الشعر السليمة غير معروف.


يقول البروفيسور كيفن ماكلوي من جامعة برادفورد: «لدينا بعض التصورات حول أسباب الثعلبة البقعية، إلى جانب بعض الأدلة البحثية المحدودة، لكن الإجابة المختصرة هي أننا ما زلنا لا نعلم ما يسببها بدقة كاملة».


«حتى الوقت الحالي، ثمة ما لا يقل عن 15 تسلسلًا جينيًا قد يؤدي دورًا في الثعلبة البقعية. إلى جانب ذلك، نرجح أن تساهم عوامل بيئية في الأمر، إذ يُصاب بعض الأشخاص بالثعلبة فجأة بعد تعرضهم إلى حدث مرهق للغاية».


«قد تكون الهرمونات أيضًا عاملًا مساهمًا، وتشير بعض الأدلة إلى احتمالية وجود علاقة بين الثعلبة والحساسية».


توجد أنماط فرعية مختلفة من الثعلبة البقعية وفقًا لشكل تساقط الشعر الظاهر، من ضمنها الثعلبة الكلية أو فقدان شعر فروة الرأس بالكامل، فضلًا عن الثعلبة الشاملة التي تعني فقدان الشعر في كامل الجسم، حتى الرموش.


في بعض الحالات، قد يعود الشعر للنمو بالكامل، لكن يمر بعض المصابين بدورات متكررة من التساقط وعودة النمو طوال حياتهم، أما في حالات الثعلبة الكلية أو الشاملة، فإن عودة النمو الكامل للشعر تصبح أقل شيوعًا.


لا يوجد علاج يشفي من الثعلبة البقعية، لكن يمكن تجربة عدة علاجات للتخفيف منها، وغالبًا ما تكون نتائجها متفاوتة. قد يستغرق الأمر وقتًا للعثور على العلاج الأنسب لكل حالة، ومع ذلك قد يستعيد بعض الأشخاص نمو الشعر تلقائيًا دون أي تدخل علاجي.


2. تساقط الشعر الكربي


يُعد تساقط الشعر أمرًا طبيعيًا وصحيًا ضمن دورة نموه، إذ يفقد معظم الناس ما بين 30 و150 شعرة يوميًا، غير أن اختلال هذه الدورة قد يؤدي إلى دخول عدد أكبر من الشعر في مرحلة التساقط مقارنةً بالمعدل الطبيعي، ما يسبب بدوره ترقق الشعر، وتُعرف هذه الحالة بتساقط الشعر الكربي.


توجد أسباب عديدة وراء اضطراب دورة نمو الشعر بهذه الطريقة. فهو قد يحدث بعد الولادة، أو في أثناء سن انقطاع الطمث، فضلًا عن أنه قد يرتبط بأحداث حياتية مرهقة، أو نوبات مرضية أو إصابات شديدة، أو فقدان مفرط في الوزن، أو أمراض جلدية تصيب فروة الرأس، أو حتى بدء دواء جديد.


في هذا الصدد، تشير دراسة من عام 2023 إلى أن قرابة 61.4% من النساء اللواتي أُصبن بعدوى كوفيد-19 عانين لاحقًا تساقط الشعر، وقد أُرجع أكثر من 60% من تلك الحالات إلى تساقط الشعر الكربي. بيد أنه لم يحدد سبب واضح لدى نحو 30% من الحالات.


لا يلاحظ المرء تساقط الشعر مباشرةً في هذه الحالة، إذ يقضي الشعر عدة أشهر في مرحلة الراحة، لذا فغالبًا ما يُلاحظ التساقط بعد مرور نحو شهرين إلى أربعة أشهر من الحدث المسبب، ويستمر الشعر في النمو خلال هذه الفترة، لكن تكمن المشكلة في أن عددًا أكبر من المعتاد يدخل في مرحلة التساقط من دورة النمو.


غالبًا ما تتراجع الحالة تلقائيًا بعد مرور فترة تتراوح بين ستة إلى تسعة أشهر، دون الحاجة إلى علاج في معظم الحالات.


3. الثعلبة الندبية


تختلف الثعلبة الندبية -تساقط الشعر الناجم عن التندب- عن الأنواع الأخرى من الثعلبة في جانب أساسي يتمثل في أنها تسبب فقدانًا دائمًا للشعر، ففي هذا النوع، تتعرض بصيلات الشعر إلى التلف، ما يؤدي إلى تكون ندبات تمنع نمو شعر جديد.


تُعد الثعلبة الندبية حالةً التهابية، ولا تزال أسبابها غير معروفة تمامًا، لكن يُعتقد أنها عملية التهابية تؤدي إلى تدمير الخلايا الجذعية والغدد الدهنية الموجودة في بصيلات الشعر.


ورد في مراجعة بحثية نُشرت عام 2013 في المجلة الطبية الكندية: «تتشارك الأشكال المختلفة من الثعلبة الندبية الأولية في مسارها النهائي الذي يتمثل في مناطق فقدان كامل للشعر، ما يجعل التمييز بين الكثير منها مهمةً مستحيلة».


تعد الثعلبة الندبية المركزية الطاردة أحد أنواع الثعلبة الندبية، وهي غالبًا ما تصيب النساء من أصول إفريقية. في هذه الحالة، يبدأ تساقط الشعر من منتصف فروة الرأس ثم ينتشر تدريجيًا نحو الخارج، مع أن الكثير من أنواع الثعلبة لا تُسبب ألمًا، فإن هذا النوع قد يؤدي إلى الحكة أو الألم في فروة الرأس، فضلًا عن تغيرات في ملمس الجلد.


قد تساهم بعض العلاجات في إيقاف انتشار الثعلبة الندبية المركزية أو إبطائه، إلا أن الشعر المفقود لا يمكن أن ينمو مجددًا على غرار بقية الأنواع الندبية.


توضح مؤسسة Alopecia UK أنه رغم بقاء أسباب هذا النوع من الثعلبة غير معروفة، فإن العامل الوراثي يؤدي دورًا محتملًا في بعض الحالات، وقد طُرحت فرضيات تربطه بعادات تصفيف الشعر التي تشمل استخدام المواد الكيميائية للفرد، أو الشد أو الحرارة.


من أنواع الثعلبة الندبية: الثعلبة الليفية الجبهية، إذ يتركز تساقط الشعر في مقدمة فروة الرأس أو خط الشعر الأمامي، وهو غالبًا ما يشمل الحواجب. يُعتقد أن هذا النوع اضطراب مناعية ذاتية عادةً ما يتطور تدريجيًا، ولا توجد له علاجات فعالة حاليًا، لكنه يصيب عادةً النساء بعد سن انقطاع الطمث.


4. هوس نتف الشعر


ينبغي ختامًا التطرق إلى نوع من تساقط الشعر يختلف عن جميع الأنواع التي نوقشت في هذا المقال، ألا وهو هوس نتف الشعر.


يندرج هوس نتف الشعر تحت مجموعة من اضطرابات الصحة النفسية تُعرف بالسلوكيات التكرارية المتركزة على الجسم، حيث يقوم المصابون به بانتزاع شعر رؤوسهم أو مناطق أخرى من أجسادهم بشكل قهري ومتكرر.


يظهر هذا الاضطراب عادةً بين سن العاشرة والثالثة عشرة من العمر، يشعر فيه المصاب بدافع قوي للغاية ولا يمكن مقاومته لنتف الشعر، لكنه قد يؤثر بعمق في حياته، فقد يسبب شعورًا بالخجل والإحراج، إضافةً إلى القلق حيال مظهر الشعر المفقود.


إذا كان هوس نتف الشعر مصاحبًا لعادة مضغ أو ابتلاع الشعر، فقد تترتب عليه عواقب صحية أخطر. إذ يشير تقرير تقرير حالة من عام 2021 عن مريضة في السابعة عشرة من عمرها تكونت لديها كتلة شعرية ضخمة إلى درجة أنها أدت إلى ثقب معدتها.


لا يُعالج هوس نتف الشعر بالأدوية عادةً، وإنما عبر «تدريب عكس العادة» الذي يُصنف من العلاج السلوكي المعرفي، وهو يهدف إلى مساعدة المريض على استبدال سلوك النتف المتكرر بسلوك آخر أقل ضررًا، مثل عصر كرة مطاطية للتوتر أو استخدام لعبة صغيرة للحركة، إلى جانب التعرف على محفزات النتف وكيفية تجنبها.

 




المصادر:


الكاتب

رحاب القاضي

رحاب القاضي
ترجمة

رحاب القاضي

رحاب القاضي
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة