في السابعة فقط... إشارة بسيطة قد تتنبأ بطول العمر

13 ديسمبر 2025
26 مشاهدة
0 اعجاب

في السابعة فقط... إشارة بسيطة قد تتنبأ بطول العمر


 

وجد الباحثون أن مؤشرًا صحيًا أساسيًا يُقاس في سن السابعة قد يكون له تأثير كبير في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بعد مرور عقود من الزمن: ضغط الدم.

 

وفي دراسة جديدة أجراها باحثون من عدة مؤسسات في الولايات المتحدة، تبيّن أن الأطفال الذين يعانون ارتفاعًا في ضغط الدم (من النسبة المئوية 90 إلى 94) أو ارتفاع ضغط دم شديد (95 أو أكثر) كانوا أكثر عرضة بنسبة تتراوح بين 40 و50 بالمئة للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

 

تقول أليكسا فريدمان، اختصاصية علم الأوبئة في جامعة نورث وسترن: «لقد فوجئنا باكتشاف أن ارتفاع ضغط الدم في الطفولة مرتبط بحالات صحية خطيرة بعد سنوات طويلة من عمر الإنسان».

 

حلّل الباحثون بيانات طبية مجمعة لـ 37,081 طفلًا وُلدوا في الولايات المتحدة بين عامي 1959 و1965، شملت قراءات ضغط الدم لديهم في سن السابعة، وأُجري مسح متابعة بعد عقود عندما بلغ المشاركون أوائل الخمسينيات من العمر.

 

من بين هذه العينة الكبيرة، تُوفيَ نحو 500 شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك بعض الأفراد الذين لم يُسجَّل لديهم ارتفاع في ضغط الدم، ما يعني أننا لا نتحدث عن أعداد ضخمة من الوفيات عمومًا.

 

وقد قِيس ضغط الدم مرة واحدة فقط في سن السابعة، دون مراقبته لاحقًا، وهو ما يُحدّ من دقة الاستنتاجات النهائية.

 

 

 

رغم هذه القيود، فإن الزيادة الملحوظة في خطر الوفاة تجعل النتائج جديرة بالبحث المستقبلي، وتُبرز أهمية صحة القلب والأوعية الدموية حتى في سن مبكرة جدًا.

 

تضيف فريدمان: «ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يمكن أن تكون له عواقب وخيمة تمتد طوال حياتهم، من الضروري مراقبة قراءات دم الطفل».

 

ولاحظ الباحثون أن 359 من الأفراد المشمولين بالدراسة كانوا من عائلات تضم أكثر من طفل مشارك، وكانت النتائج بين الأشقاء متقاربة جدًا، ما يشير إلى أن ضغط الدم نفسه هو العامل الرئيس وليس النظام الغذائي أو البيئة المنزلية.

 

 

يقترح الباحثون تناول الدراسات المستقبلية عوامل إضافية تؤثر في خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل نظافة الفم والعوامل الجينية، إلى جانب دراسة التأثيرات المبكرة المحتملة لتلك العوامل.

 

تجدر الإشارة إلى أن بيانات ضغط الدم في هذه الدراسة جُمعت في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ومن المرجح أن الأطفال اليوم يواجهون ضغوطًا مختلفة من حيث نمط الحياة والصحة العامة.

 

وقد أظهرت أبحاث سابقة أن ممارسة الرياضة والنظام الغذائي ومستويات التوتر يمكن أن تؤثر جميعها في قراءات ضغط الدم.

 

تسلّط هذه النتائج، المنشورة في رسالة بحثية مختصرة، الضوء على رابط قوي بين صحة الطفولة وصحة البلوغ، ما يمنحنا فرصة أكبر لترسيخ عادات صحية مبكرة تدعم حياة أطول وأكثر صحة.

 

إضافةً إلى زيادة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، فقد ارتبط ارتفاع ضغط الدم أيضًا بـ أمراض الكلى، وفقدان البصر، والخلل الوظيفي الجنسي، وتصلب الشرايين الناتج عن تراكم اللويحات الضارة داخلها.

 

وتختتم فريدمان بالقول: «تُبرز نتائجنا أهمية فحص ضغط الدم في مرحلة الطفولة، والتركيز على استراتيجيات تعزيز الصحة القلبية الوعائية المثلى منذ سن مبكرة».

 

 

 

 



المصادر:


الكاتب

علاء الشحت

علاء الشحت
ترجمة

علاء الشحت

علاء الشحت
تدقيق

مؤمن محمد حلمي

مؤمن محمد حلمي
مراجعة

باسل حميدي

باسل حميدي



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة