اضطرابات الكلام هي أي اضطراب يؤثر على قدرة المرء على إصدار الأصوات التي تشكل الكلمات، قد يعود سببها إلى الأذى الذي يلحق العضلات أو الأعصاب أو البنى الصوتية، كالتأتأة والرَنَح (فقدان الاتساق الحركي).
يعد الكلام أحد الطرق الرئيسية التي يستخدمها البشر ليعبروا عن خواطرهم ومشاعرهم وأفكارهم، وتتطلب عملية الكلام تناسقًا مضبوطًا بين عدة أعضاء من الجسم؛ هي الرأس والعنق والصدر والمعدة.
يتناول هذا المقال معلومات عن ماهيّة اضطرابات الكلام و أنواعها المختلفة، أيضًا يناقش الأعراض والأسباب والتشخيص وأخيرًا العلاج.
يمنع اضطراب الكلام الأشخاص من تشكيل الأصوات الصحيحة للكلام، بينما يؤثر اضطراب اللغة على قدرة المرء على تعلّم الكلمات أو فهم ما يقوله الآخرين.
الأنواع:
قد يؤثر الاضطراب على الأشخاص من كل الأعمار. تتضمن بعض الأنواع:
- التأتأة (stuttering).
- العمه الحركي (apraxia)
- التلعثُم (dysarthria).
التأتأة stuttering:
يشير هذا النوع إلى انقطاع تدفق الكلام والاسترسال، إذ يعاني الشخص الذي يتأتئ من الاختلالات الآتية:
- التكرار: يحصل عندما يعيد الشخص الأصوات والكلمات لا إراديًا.
- حبسة: عدم قدرة الفرد على تكوين أصوات الكلام بشكل صحيح، حتى عندما يعرف الكلمات التي يريد قولها؛ إذ يشعر كأن الكلمات عالقة.
- تمديد: إطالة و تمديد الأصوات أو الكلمات.
قد تختلف أعراض التأتأة حسب الحالة؛ إذ يزيد القلق والحماس والإحباط من شدة الحالة. قد تجعل التأتأة بعض الكلمات أكثر وضوحًا.
قد تسبب التأتأة أعراضًا سلوكية وجسدية معًا؛ مثل:
- توتر الوجه والكتفين.
- رَمشْ سريع.
- ارتعاش الشفتين.
- صّر القبضة.
- حركات رأس مفاجئة.
هناك نوعان رئيسيان للتأتأة:
تأتأة تطورية:
تصيب الأطفال الصغار الذين في طور تعلّم الكلام ومهارات اللغة. تزيد العوامل الوراثية إلى حد كبير من قابلية إصابة الفرد بهذا النوع من التأتأة.
تأتأة ذات منشأ عصبي:
تحدث عندما تتسبب أذية ما في الدماغ بفقدان التناسق بين مختلف المناطق المسؤولة عن إصدار الكلام.
العمه الحركي apraxia:
يتحكم الدماغ بكل أنشطة الإنسان، من ضمنها الكلام. يعد فعل الكلام تجربة غير واعية وتلقائية، فعندما يقرر الإنسان الكلام؛ يرسل الدماغ إشارات إلى مختلف أعضاء الجسم التي تساهم معًا في إنتاجه.
يُعطي الدماغ الأوامر للأعضاء عن كيفية تشكيل الصوت المناسب. مثلًا: تفتح الإشارات أو تغلق الحبال الصوتية، وتحرك اللسان والشفتين، وتتحكم بكمية الهواء الصادر عن الفم والحنجرة.
العمه الحركي مصطلح عام يشير إلى أذية الدماغ التي تضعف المهارات الحركية للشخص، وقد يُؤثر على أي جزء من الجسم.
يشير العَمَه الكلامي أو العَمَه اللفظي، على وجه التحديد، إلى ضعف المهارات الحركية التي تؤثر على قدرة الفرد على تكوين أصوات الكلام بشكل صحيح، حتى عندما يعرف الكلمات التي يريد قولها.
التلعثُم dysarthria:
يحدث التلعثم عندما يؤدي تلف الدماغ إلى ضعف في عضلات الوجه أو الشفتين أو اللسان أو الحنجرة أو الصدر. قد يصعّب ضعف العضلات في هذه الأجزاء من الجسم من الكلام للغاية.
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من التلعثم من الأعراض التالية:
- كلام غير واضح.
- الغمغمة بكلام غير مفهوم.
- الكلام إما ببطء شديد أو بسرعة كبيرة.
- التحدث بهدوء أو نعومة.
- صعوبة في تحريك الفم أو اللسان.
أعراض اضطرابات الكلام:
تختلف أعراض اضطرابات الكلام كثيرًا؛ اعتمادًا على سبب الاضطراب وشدته، فقد يُصاب الشخص باضطرابات متعددة في الكلام مع أعراض مختلفة.
قد يعاني الأشخاص المصابون بواحد أو أكثر من اضطرابات الكلام من الأعراض التالية:
- تكرار أو إطالة الأصوات.
- تشويه الأصوات.
- إضافة أصوات أو مقاطع إلى الكلمات.
- إعادة ترتيب أحرف الكلمات.
- صعوبة في نطق الكلمات بشكل صحيح.
- صعوبة في قول الكلمة الصحيحة أو الصوت.
- التحدث بصوت أجش أو خشن.
- التحدث بهدوء شديد.
أسباب اضطرابات الكلام:
قد تشمل أسباب اضطرابات الكلام ما يلي:
- أذية في الدماغ بسبب سكتة دماغية أو إصابة في الرأس.
- ضعف العضلات.
- أذية في الحبال الصوتية.
- مرض تنكسي، مثل مرض هنتنغتون أو مرض باركنسون أو التصلب الجانبي الضموري.
- الخرف.
- سرطان الفم أو الحنجرة.
- التوحد.
- متلازمة داون.
- فقدان السمع.
تشمل عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمالية إصابة الشخص باضطراب الكلام ما يلي:
- أن يكون ذكرًا.
- أن يولد قبل أوانه.
- أن يكون وزنه منخفضًا عند الولادة.
- وجود تاريخ عائلي من اضطرابات الكلام.
- معاناة من مشاكل تؤثر على الأذنين أو الأنف أو الحلق.
التشخيص:
يقيّم مختص أمراض النطق واللغة المريض عبر تقييم مجموعة من الأعراض التي تشير إلى نوع واحد من اضطرابات الكلام.
من أجل إجراء تشخيص دقيق يستبعد المختصون اضطرابات الكلام واللغة والحالات الطبية الأخرى، ويقيّمون التاريخ الطبي والعائلي للمريض، ويفحصون كيفية تحريك المريض لشفتيه وفكه ولسانه وقد يفحصون عضلات الفم والحلق.
تشمل الطرق الأخرى لتقييم اضطرابات الكلام ما يلي:
- فحص النطق لدنفر: يقيّم هذا الاختبار وضوح نطق الشخص.
- فحص العروض الصوتية: يستخدمه المختصون لفحص جوانب متعددة من كلام المريض، بما في ذلك درجة الصوت والصياغة اللفظية وأنماط الكلام ومستوى صوت الكلام.
- دليل التقييم الديناميكي لمهارات الكلام الحركية (DEMSS) : هو دليل شامل يساعد مختصي النطق في تشخيص اضطرابات الكلام.
العلاج:
يعتمد نوع العلاج عادةً على شدة اضطراب الكلام وسببه الأساسي. يمكن أن تشمل خيارات العلاج ما يلي:
- تمارين علاج النطق التي تركز على الإلمام والتآلف مع كلمات أو أصوات معينة.
- تمارين بدنية تركز على تقوية العضلات التي تنتج أصوات الكلام.
بعض الخيارات الأخرى لعلاج اضطرابات الكلام:
- انتقاء الهدف: يتضمن اختيار الهدف ممارسة أصوات أو كلمات معينة للتآلف مع أنماط كلام معينة. قد يكون الهدف كلمات أو أصوات صعبة تؤدي إلى اضطرابات الكلام.
- الاستخدام السياقي: التعرف على أصوات الكلام في سياقات مختلفة قائمة على مقطع لفظي.
- علاج التباين: يتضمن العلاج بالتباين قول أزواج الكلمات التي تحتوي على واحد أو أكثر من أصوات الكلام المختلفة. مثال: beat و feet.
- العلاج الفموي الحركي: يحسّن نهج العلاج الفموي الحركي قوة العضلات والتحكم الحركي والتحكم في التنفس. قد تساعد هذه التمارين الأشخاص على الطلاقة في الكلام، ما ينتج عنه كلام أكثر سلاسة وطبيعية.
- جهاز الأذن: هو جهاز إلكتروني صغير يتناسب حجمه مع قناة الأذن. قد يحسّن طلاقة الكلام لدى الأشخاص الذين يعانون من التأتأة. تعيد بعض أجهزة الأذن نسخًا معدلةً من صوت مرتديها لتبدو كما لو أن شخصًا آخر يتحدث معهم. تنتج أجهزة الأذن الأخرى ضوضاء تساعد على التحكم في التأتأة.
- الأدوية: قد تسبب بعض اضطرابات الكلام اضطراب القلق. وقد تؤدي المواقف العصيبة إلى القلق، ما يجعل أعراض اضطراب الكلام تظهر بوضوح أكثر. قد تقلّل أدوية القلق من أعراض اضطرابات الكلام لدى بعض الأشخاص.
قد تؤثر اضطرابات الكلام على احترام الشخص لذاته ونوعية حياته عمومًا. ويحسّن علاج النطق وتمارين التنفس وأحيانًا الأدوية المضادة للقلق الكلام وتخفّف الأعراض.
اقرأ أيضًا:
دراسة تكشف أن البالغين المتلعثمين يتوقفون عن التلعثم في الكلام إذا ظنوا عدم وجود أحد يستمع لهم
الحبسة الكلامية: فقدان القدرة على استخدام اللغة وفهمها
ترجمة: حنان احمد
تدقيق: فاطمة جابر
