اكتشاف نيزك قد يساعد على فهم تطور القمر فهمًا أفضل

22 نوفمبر 2025
26 مشاهدة
0 اعجاب

اكتشاف نيزك قد يساعد على فهم تطور القمر فهمًا أفضل

 

فتح نيزك استثنائي بعمر 2.35 مليار سنة عُثر عليه في إفريقيا عام 2023 نافذةً جديدةً على التاريخ البركاني للقمر، مالئًا فجوة في فهمنا لكيفية تطور أقرب جيران الأرض عبر مليارات السنين.


النيزك -الذي أُطلق عليه رسميًا اسم «شمال غرب إفريقيا 16286»- هو أصغر نيزك قمري بازلتي مُكتَشف على الأرض.


ما يميزه عن العينات التي عادت بها بعثات القمر السابقة هو التكوين الجيوكيميائي النادر، إذ يشير دليل كيميائي إلى أنه قد تكون على الأرجح من تدفق حمم بركانية تصلبت بعد خروجها من أعماق القمر.


التوقيت مثير للاهتمام أيضًا، إذ يملأ عمر النيزك فجوة زمنية تقارب مليار سنة من تاريخ النشاط البركاني للقمر.


تملأ الصخرة المكتشفة الفجوة الزمنية بين العينات الأقدم التي جمعتها بعثات أبولو ولونا ومهمة تشانجي 6، والمواد الأصغر التي عادت بها بعثة تشانجي 5 الصينية.


العمر مهم جدًا، إذ يثبت أن النشاط البركاني استمر على سطح القمر أطول بكثير مما قُدر وفقًا للعينات القمرية السابقة. 


توفر الصخرة دليلًا لأول مرة على أن القمر احتفظ بعمليات داخلية مولدة للحرارة غذَّت النشاط البركاني عبر مراحل متعددة ومختلفة من تاريخه.


النيزك البالغ وزنه 311 جرامًا هو نوع من البازلت البركاني القمري يسمى بازلت «أوليفين فينولي»، يحتوي على بلورات كبيرة نسبيًا من الأوليفين. يحكي تركيبه الكيميائي قصة رائعة، فهو يملك مستويات معتدلة من التيتانيوم، ومستويات عالية من البوتاسيوم، ونسبة عالية من اليورانيوم إلى الرصاص، ما يعزز بصمته الجيوكيميائية المميزة.


يشير التركيب الكيميائي إلى أن الصخر تشكل من أعماق باطن القمر، إذ استمرت عمليات توليد الحرارة -ربما من تحلل العناصر المشعة عبر فترات طويلة- في قيادة النشاط البركاني لمليارات السنوات بعد تشكل القمر.


بخلاف العينات التي جُمعت خلال البعثات الفضائية المكلفة، التي تقتصر على مواقع هبوط معينة، تقدم النيازك ميزة مختلفة.


«ربما تُقذف النيازك القمرية من طريق حفر التصادم التي تحدث في أي مكان على سطح القمر. تحيط صدفة استثنائية بهذه العينة، إذ سقطت على الأرض وكشفت أسرارًا عن جيولوجيا القمر من دون التكلفة الضخمة لبعثة فضائية».


مثل معظم النيازك التي لها أصل قمري لم تكن رحلتها إلى الأرض سهلة. إذ تشير جيوبها الزجاجية المنصهرة وعروقها إلى أنها تعرضت لصدمة من كويكب أو نيزك اصطدم بسطح القمر قبل أن تُقذف إلى الفضاء وتسقط في النهاية على الأرض.


يجعل حدث التصادم هذا تقدير عمر الصخر أصعب، لكن العلماء يقدرون عمره بنحو 80 مليون سنة.


يواصل الباحثون تحليل هذا النيزك المميز، الذي يُعد تذكيرًا بأن أعظم الاكتشافات العلمية لم تأت من البعثات الفضائية الباهظة، بل من الصخور التي سقطت ببساطة من السماء حاملةً معها أسرار عوالم أخرى.

 




المصادر:


الكاتب

وليد محمد عبد المنعم

وليد محمد عبد المنعم
ترجمة

وليد محمد عبد المنعم

وليد محمد عبد المنعم
تدقيق

نور حمود

نور حمود



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة