حساسية السائل المنوي (الحساسية تجاه بلازما المني): هي رد فعل تحسسي تجاه البروتينات الموجودة في السائل المنوي. تشير الأبحاث إلى أن نحو 8% من الإناث في الولايات المتحدة لديهن حساسية من السائل المنوي، ولكن الأعداد الحقيقية غير معروفة بعد.

ما أسباب الإصابة بحساسية السائل المنوي وعوامل الخطر؟

الحساسية من السائل المنوي هي حالة نادرة تحدث عندما يتفاعل الجهاز المناعي للجسم مع البروتينات الموجودة في السائل المنوي، ما يسبب رد فعل تحسسي.

تشيع إصابة الإناث بها، وتظهر أعراضها بعد أول جماع عند نحو 40% من النساء المصابات بمتلازمة فرفرية هينوخ شونلاين، بأعمار تترواح بين 20 و30 عامًا في 60٪ من مجموع الحالات، وقد تظهر هذه المتلازمة لأول مرة في فترة ما بعد انقطاع الطمث.

أعراض الحساسية من السائل المنوي

تظهر الأعراض في منطقة الفرج والمهبل أو القضيب أو أي منطقة تلامس السائل المنوي مثل اليدين والفم والصدر وفتحة الشرج.

تقسم الأعراض في المنطقة المصابة إلى أعراض موضعية، وتشمل:

  •  تغيرات في لون جلد المنطقة المصابة.
  •  حكة.
  •  ألم.
  •  إحساس بالحرق.
  •  وذمة.

قد نرى بثورًا حول الفرج والمهبل أو القضيب لكنها غير شائعة.

تشمل أيضًا أعراضًا جهازية تشمل الجسم كاملًا، مثل:

  •  قشعريرة.
  •  صعوبة في التنفس.
  • تورم في اللسان والشفتين والحلق.
  •  أعراض هضمية مثل الغثيان والإقياء والإسهال.

إذا كانت الأعراض شديدة أو مهددة للحياة فيجب طلب العناية الطبية فورًا.

تظهر الأعراض بعد 10-30 دقيقة من ملامسة السائل المنوي، وتستمر لبضع ساعات أو حتى بضعة أيام، ولكنها عادةً ما تختفي في غضون 24 ساعة مع استمرار الألم الموضعي والحكة والتعب لعدة أيام أو أسابيع.

عند معاناة الشخص أعراض الحساسية من السائل المنوي فسوف تظهر مجددًا بصرف النظر عن شريكه الجنسي، ولكن في بعض الحالات قد ينحصر ظهور الأعراض مع شريك جنسي محدد.

كيف تُشخّص الحساسية من السائل المنوي؟

قد تشبه أعراض الحساسية من السّائل المنوي أعراض الإصابة بعديد من الأمراض الأخرى، مثل: الأمراض المنقولة بالجنس والتهاب المهبل أو العدوى الفطرية.

يأخذ الطبيب التاريخ الطبي والأعراض الرئيسية المرافقة للمصاب، ويجري الاختبارات للمساعدة على الوصول إلى التشخيص الصحيح، وتتضمن:

  •  الفحص المهبلي والمسحة المهبلية لنفي وجود أي عدوى بكتيرية أو فطرية.
  •  اختبارات الدم.
  •  اختبارات تضخيم الحمض النووي (NAATs)، التي تساعد في استبعاد الأمراض المنقولة بالجنس (STIs).

يستطيع الطبيب أيضًا أخذ عينات من السائل المنوي وإجراء اختبارات الحساسية.

هل تؤثر الحساسية من السائل المنوي في القدرة على الحمل؟

لا تؤثر الحساسية من السّائل المنوي مباشرة في الخصوبة أو القدرة على الحمل، ولكن قد تؤثر في حدوث الحمل إذا استُخدمت وسائل الحماية مثل الواقي الذكري، لذا قد يلجأ الراغبون في الإنجاب المصابون بهذه الحساسية إلى التلقيح الاصطناعي أو الإخصاب المساعد.

مضاعفات الحساسية من السائل المنوي

في بعض الحالات، قد يصاب الأشخاص بالحساسية المفرطة، وهي رد فعل تحسسي شديد جدًا ومهدد للحياة، ويتطلب العناية الطبية الفورية.

عادة ما تؤثر أعراض الحساسية المفرطة في أكثر من منطقة في الجسم، وتشمل:

  •  التورم.
  •  صعوبة في التنفس.
  •  طفح جلدي أحمر مع حكة.
  •  أنين.
  •  ضيق الصدر.
  •  غياب عن الوعي.
  •  صعوبة في البلع.
  •  صوت أجش.
  •  تقلصات في المعدة.
  •  الإقياء.
  •  الإسهال.
  •  تغير لون الجلد.
  •  الشعور بالذعر أو الموت الوشيك.

تؤثر أيضًا الحساسية من السائل المنوي سلبًا في العلاقة الحميمة بين الشريكين أو تسبب اضطرابات وظيفية جنسية.

علاج الحساسية من السائل المنوي

  •  وضع الواقي الذكري.
  •  تناول مضادات الهيستامين فمويًا قبل 30-60 دقيقة من الجماع.
  •  وجود حقنة ذاتية من الأدرينالين مثل إيبينفرين لحالات ردود الفعل التحسسية الشديدة.
  •  محاولة علاج الحساسية، وذلك عبر التخفيف التدريجي للسائل المنوي من الشريك الجنسي في المهبل أو حقن بروتينات السائل المنوي تحت الجلد.

في أكثر من 95% من الإناث المصابات، خُفف هذا العلاج من الحساسية، ولكن يجب أن يكون مستمرًا للحصول على نتائج دائمة، مع التعرض للسائل المنوي مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.

هل يُصاب الذكور بحساسية من السائل المنوي؟

نعم، قد يتحسس الذكور من سائلهم المنوي، وهي حالة نادرة تدعى بمتلازمة ما بعد النشوة الجنسية (POIS)، إذ يعاني الذكور بعد القذف أعراضًا شبيهة بالإنفلونزا، وتتضمن: التعب والصداع والحمى والتهاب الحلق.

يعود سبب هذه الحساسية إلى أسباب مناعية ذاتية، مثل الحساسية تجاه المواد الموجودة في السائل المنوي أو اضطراب في المواد الكيميائية في الدماغ.

اقرأ أيضًا:

هل ابتلاع السائل المنوي آمن، وبماذا يتأثر مذاقه؟ ما فوائد بلع المني

أسباب تبدل لون السائل المنوي إلى الأصفر

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر