كيف تساعد قراءة المقالات العلمية في الحفاظ على شباب الذهن؟
ما السر في الحفاظ على اليقظة الذهنية حتى الشيخوخة؟ تابع القراءة! أظهرت أبحاث جديدة أن التدهور المعرفي ليس أمرًا حتميًا. الاستخدام المتكرر لمهارات القراءة والكتابة والحساب، قد يحافظ على حدة الذهن ويمنع التدهور في هذه المجالات.
تُظهر نتائج الدراسة أن متوسط مهارات القراءة والكتابة والحساب يميل إلى الزيادة حتى سن الأربعين قبل أن يبدأ بالتراجع. ومع ذلك، فإن الأشخاص العاملين في وظائف مكتبية الذين يمتلكون مستوى تعليم أعلى، ويستخدمون تلك المهارات أكثر من المعدل المتوسط، يستمرون في تطويرها حتى بعد سن الأربعين.
«الأفراد الذين يستخدمون المهارات بمعدل أعلى من المتوسط في العمل والمنزل لا يواجهون في المتوسط أي تدهور في المهارات على الأقل حتى سن 65 عامًا».
هذه نتائج أكثر تفاؤلًا مقارنةً بأوراق بحثية سابقة، إذ أشارت إلى أن المهارات المعرفية تبدأ التدهور من سن الثلاثين أو حتى قبل ذلك. قد يُعزى هذا إلى المنهجية المُتبعة. مع أن الفريق حلل بيانات من عينات سكانية ممثلة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مقارنين بين مهارات القراءة والكتابة والحساب لفئات عمرية مختلفة، فقد استخدموا أيضًا معلومات من المكون الطولي الألماني لبرنامج التقييم الدولي لكفاءات البالغين، ما أتاح لهم متابعة نفس المشاركين على مدى الزمن.
تؤكد النتائج المستخلصة من العينات السكانية الممثلة الافتراضات بأن التدهور قد يحدث منذ بداية مرحلة البلوغ. مع ذلك، فإن النتائج التي قارنت مجموعة الأفراد على مدى 3.5 سنوات تعارض هذه النتائج. استنتج الباحثون أن البيانات الأولى قد تعكس اختلافات بين الأجيال بدلًا من أن تعكس اختلافات مرتبطة بالعمر.
«إن الأفراد عبر الفئات العمرية المختلفة يأتون أيضًا من فئات اجتماعية مختلفة، من ثم فقد مروا بتجارب مختلفة فيما يتعلق بالعوامل المحددة للمهارات، ما يعني أن هذه الرسوم البيانية تفشل في وصف الأنماط الحقيقية للعلاقة بين العمر والمهارة على مدى الزمن لأي فرد معين».
قد تكون لهذه النتائج تبعات مهمة فيما يتعلق بالآفاق الاقتصادية للمجتمعات المتقدمة في العمر مثل الولايات المتحدة. فليست مهارات القراءة والكتابة والحساب مرتبطة ارتباطًا وثيقًا فقط بدخل الأفراد، بل ترتبط أيضًا بمعدلات النمو الوطني. يصف مؤلفو الدراسة نتائجهم بأنها عزاء للدول التي تمر بظاهرة شيخوخة السكان، مع أن هذا لا يعني تجاهل القضية تمامًا.
«تشير هذه النتائج إلى أن العلاقة بين العمر والمهارات لدى البالغين تستحق اهتمامًا من صانعي السياسات، بما يتماشى مع المخاوف المتعلقة بضرورة التعلم مدى الحياة».
نتيجة أخرى تستحق المزيد من الدراسة، هي تأثير الجنس في التدهور المعرفي. فقد وجد الباحثون أن النساء تميل إلى مواجهة تدهور أكبر مع التقدم في العمر، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمهارات الحساب.
المصادر:
الكاتب
مايا نور الدين

ترجمة
مايا نور الدين
