تلوث الهواء مرتبط بزيادة خطر النزيف الدماغي

22 نوفمبر 2025
15 مشاهدة
0 اعجاب

تلوث الهواء مرتبط بزيادة خطر النزيف الدماغي

 

 

أُعيد إجراء دراسة صغيرة سابقة في جزء من ولاية يوتا المعروفة بجودة هوائها السيئة، حيث أعاد الباحثون النظر في مستويات التعرض للتلوث لدى المرضى الذين دخلوا المستشفى بحالات إصابة بنزيف دماغي، ووجدوا صلة محتملة.

  

يوضح جراح الأعصاب بجامعة يوتا، روبرت رينيرت، قائلاً: «لقد وجدنا أن هؤلاء المرضى كانوا يعانون معدلات أعلى لتمزق الأوعية الدموية المتمددة (أم الدم) في أثناء فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر في بلوغ مستويات تلوث الهواء ذروتها».

 

من المعروف أن الملوثات المحمولة جوًا، بما فيها الأوزون وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون والجسيمات الصغيرة أقل من 2.5 ميكرومتر (PM2.5)، تضر بصحتنا عن طريق التسبب في الالتهابات في جميع أنحاء الجسم.

 

يُقدّر أنها تتسبب بحدوث نحو 8 ملايين وفاة سنويًا، ولا يوجد الآن تقريبًا مكان على سطح الأرض خالٍ من هذه المواد.

 

منطقة واساتش فرونت وهي منطقة حضرية تقع شمال ولاية يوتا محاطة بالجبال وبحيرة يوتا، تشتهر بتركيز الملوثات الهوائية. لذلك، جمع رينيرت وفريقه بيانات عن التعرض البيئي في السنوات الخمس السابقة في المنطقة لسبعين مريضًا عولجوا من نزيف تحت العنكبوتية الناتج عن تمدد الأوعية الدموية.

 

مع مراعاة التغيرات الموسمية ودرجة الحرارة والضغط الجوي، لوحظ زيادةً كبيرة إحصائيًّا في حالات النزيف الدماغي بعد عدة أشهر من التعرض لأعلى مستويات الجسيمات الميكرومترية.


وبينما لا تثبت الدراسة أن العلاقة سببية، يشتبه الباحثون بأن التعرض الطويل الأمد لهذه الملوثات قد يسبب مشاكل صحية متعددة تؤدي في النهاية إلى زيادة خطر النزيف الدماغي. 

 

يعمل تلوث الهواء على تحفيز استجابة الجسم للالتهابات عبر سلاسل السيتوكينات الالتهابية، ويؤدي إلى تراكم الضرر الخلوي ويعطل عمليات إصلاح الحمض النووي.


ويمكن هذا النوع من الضرر أن يتراكم ليضعف جدران الأوعية الدموية في الدماغ، ما قد يؤدي إلى تمزقها مع مرور الوقت، هذا ما وضّحه فريق رينيرت.

 

ويحذر الفريق من ضرورة إجراء دراسات مستقبلية لفهم آلية تأثير التعرض لـ PM2.5 (الجسيمات الميكرومترية) في التغيرات الالتهابية أو الخلوية المحلية بدقة لتحديد العلاقة بوضوح.

 

من المعروف أن تلوث الهواء يُفاقم مخاطر صحية أخرى، فهو يجعل درجات الحرارة القصوى أكثر فتكًا ويزيد من وخامة مرض كوفيد-19.

 

مع أن بعض الدول مثل الصين حققت تقدمًا كبيرًا في تقليل التلوث الهوائي، لكنه لا يزال يتصاعد في العديد من المناطق حول العالم.

 

ويختتم رينرت قائلاً: «نأمل أن تساعد أبحاثنا على تنبيه الناس للمخاطر الصحية العامة المرتبطة بتلوث الهواء والتشجيع على التغيير».

 

ويؤكد على أهمية تشجيع استخدام وسائل النقل العام وتطبيق قوانين أكثر صرامة بشأن نسب التلوث اليومية وتوسيع التمويل للأبحاث البيئية للمساعدة على تقليل تعرضنا لهذه الملوثات وتحقيق فوائد صحية طويلة الأمد للجميع.

 


المصادر:


الكاتب

رغد شاهين

رغد شاهين
ترجمة

رغد شاهين

رغد شاهين
تدقيق

زين حيدر

زين حيدر
تدقيق

باسل حميدي

باسل حميدي



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة