تغير المناخ لا يزيد درجات الحرارة فقط.. بل يطيل أمد الموجات الحارة!

22 أكتوبر 2025
31 مشاهدة
0 اعجاب

تغير المناخ لا يزيد درجات الحرارة فقط.. بل يطيل أمد الموجات الحارة!




كشفت أبحاث جديدة أن تغيُّر المناخ لن يؤدي فقط إلى جعل موجات الحر أكثر شدة وأطول وقتًا، بل إن تمدد مدة موجات الحر سيتسارع مع كل درجة إضافية من الاحترار العالمي.


وفي دراسة نُشرت في مجلة (نيتشر جيوساينس)، توصل الباحثون بقيادة (جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس) وجامعة (أدولفو إيبانييث) في سانتياغو في دولة تشيلي، إلى أن أطول موجات الحر ستشهد أعلى معدلات التسارع، وأن تكرار موجات الحر الأشد قوة سيتزايد. ويزيد طول مدة موجة الحر من المخاطر التي تُهدّد البشر والحيوانات والزراعة والأنظمة البيئية.


باستخدام نماذج مناخية أدخلوا فيها متغيرات تأخذ بعين الاعتبار كيف تؤثر درجة حرارة كل يوم في درجة حرارة اليوم التالي، تمكّن الباحثون من رصد هذا التسارع على مستوى العالم.


قال المؤلف المشارك، عالم المناخ ديفيد نيلين إن المعادلة التي طوروها مرنة بما يكفي لتحليل منطقة واحدة أو توفير رؤى أشمل من خلال تحليل عدة مناطق مجتمعة.


قال نيلين أستاذ العلوم الجوية والمحيطية، المتخصص في دراسة تقلبات المناخ: «كل جزء من الدرجة المئوية في زيادة درجة الحرارة سيكون له تأثير أكبر من الجزء الذي سبقه. التسارع في التغيُّر يعني أنه إذا استمر معدل الاحتباس على حاله، فعلينا أن نُسرّع وتيرة تكيفنا معه، لا سيما مع موجات الحر الأشد، التي تتغير بوتيرة أسرع».


أشار نيلين إلى أن الناس بدأوا بالفعل يشعرون بامتداد مدة موجات الحر في العقود الأخيرة.


استقرّت قُبّة حرارية في أواخر يونيو فوق أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة، محطّمة الأرقام القياسية اليومية للحرارة، وألحقت أضرارًا بجسر متحرك في ولاية فرجينيا، وتسببت في إصابات حرارية لعشرات الأشخاص خلال حفل تخرج مدرسة ثانوية، وشهدت أوروبا موجة حر خانقة في الأسبوع الأول من يوليو، أُغلقت خلالها برج إيفل، وأطلقت بطولة ويمبلدون (عملية المنشفة المثلجة) في أول أيامها الذي سجّل أعلى درجات حرارة في تاريخها.


قال المؤلف الرئيسي للدراسة كريستيان مارتينيز- فيّالوبوس، الأستاذ المساعد في الهندسة والعلوم بجامعة أدولفو إيبانييث، المتخصص في النمذجة النظرية: «وجدنا أن أطول موجات الحر وأندرها في كل منطقة تلك التي تدوم لأسابيع هي التي تُظهر أكبر زيادة في التكرار. بأخذ التغير الطبيعي في درجات الحرارة في كل موقع بعين الاعتبار، وجدنا أن الاتجاهات الملحوظة مؤخرًا في طول موجات الحر تتبع بالفعل نمط التسارع الذي تنبأت به النماذج المناخية».


«إذا كان المناخ الحالي في منطقة ما يشهد تقلبات كبيرة، فإن تغيرًا بمقدار جزء من درجة الحرارة سيكون له تأثير أقل مقارنة بمنطقة ذات مناخ أكثر استقرارًا. لذلك تميل المناطق الاستوائية إلى أن تشهد تأثيرات أكبر من المناطق المعتدلة، أيضًا فإن موجات الدفء الشتوية ستتغير بدرجة أقل من موجات الحر الصيفية لأن الصيف بطبيعته يشهد تقلبات حرارية أقل».


من المرجح أن تشهد منطقة جنوب شرق آسيا والمناطق الاستوائية من أمريكا الجنوبية وإفريقيا بعضًا من أشد التأثيرات، وقد توقعت الدراسة أن موجات الحر التي تستمر أكثر من 35 يومًا في إفريقيا الاستوائية ستحدث بمعدل يزيد 60 مرة في المستقبل القريب (من عام 2020 إلى 2044) مقارنة بالماضي القريب (من عام 1990 إلى 2014).


أشار نيلين إلى أن مساهمة هذا البحث في تطوير معادلة يمكنها وصف تأثيرات تغيّر المناخ عبر المناطق تُعد أداة قيّمة، وستحتاج الأبحاث المستقبلية إلى تقييم كيفية تأثير امتداد موجات الحر على عوامل مثل رطوبة التربة وخطر اندلاع حرائق الغابات، ما سيساعد في توجيه إستراتيجيات التكيّف الحيوية، من تخطيط زراعي إلى إستراتيجيات قطاعات المرافق وتخطيط المدن، بما يشمل مراكز التبريد والتشجير لتوفير الظل.


«معالجة هذه القضايا تعتمد على توفر نماذج مناخية وطقسية عالية الدقة، لكن الميزانية الفيدرالية الحالية في الولايات المتحدة تؤجل تطوير هذه القدرات، وتُقصي علماء شباب متميزين من هذا المجال».


«إن تقليص أولويات وتمويل أبحاث المناخ والعلوم سيُحدّ كثيرًا من قدرتنا على إعداد تنبؤات دقيقة خاصة بكل منطقة لإدارة المخاطر، وبدون ذلك ستكون قدرتنا على التكيف مع تغيّر المناخ محدودة للغاية، في وقت نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى تسريع خطط التكيّف».

 

 



المصادر:


الكاتب

أحمد صبري عبد الحكيم

أحمد صبري عبد الحكيم
تدقيق

زين حيدر

زين حيدر



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة