يُقاضي مواطن أمريكي شركة الحلويات مارس لاستمرارها في استخدام جسيمات نانوية (متناهية الصغر) وسامة بوصفها أحد مكونات حلوى سكيتلز. تزعم الدعوى القضائية التي رفعها جينيلي تيمز وأشخاص آخرون في بدايات يوليو 2022 في كاليفورنيا أن شركة الحلويات مارس لم تحذّر الزبائن بما يكفي بشأن المادة الكيميائية (ثاني أكسيد التيتانيوم) التي تعد غير صالحة للاستهلاك البشري، ما يعني أن الشركة ارتكبت عملية احتيال.

صرّحت شركة الحلويات مارس بأن حلوى سكيتلز مصنوعة وفقًا لتعليمات إدارة الغذاء والدواء التي تسمح باستخدام ثاني أكسيد التيتانيوم بكمية أقل من واحد بالمائة من الوزن الجاف للطعام وأن الشركة لم ترتكب أي خطأ.

ثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2) هو عامل مُبيّض يُستخدم عادة في صناعة كل من الحلويات والمعجنات والزينة المخصصة للكعكات والشموع ومعاجين الأسنان ومستحضرات التجميل ومواد الطلاء والورق.

مُنع استخدام ثاني أكسيد التيتانيوم كمُضاف غذائي في أوروبا بدءًا من مارس 2022 بسبب مخاوف بشأن حدوث سُمّية جينية (تلف الحمض النووي الذي قد يسبب مرض السرطان) وعدم اليقين حول المقدار الآمن للاستهلاك. يندرج حوالي النصف من جزيئات ثاني أكسيد التيتانيوم ضمن مجموعة النانو (أقل من 100 نانومتر).

عام 2016، أصدرت شركة الحلويات مارس بيانًا قالت فيه إنها ستتوقف تدريجيًا عن استخدام المُلونات الصناعية خلال الخمس سنوات القادمة وأوضحت فيما بعد أن ذلك يشمل أيضًا ثاني أكسيد التيتانيوم.

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الدعوى القضائية تدّعي أن شركة الحلويات مارس لم تلتزم بوعدها تجاه زبائنها حيث صرّح المدعي أن الشركة بعد أكثر من ست سنوات ما زالت مستمرة ببيع المنتجات الحاوية على ثاني أكسيد التيتانيوم دون علم مستهلكي هذه المنتجات.

تزعم الدعوى القضائية أن شركة الحلويات مارس لم تنبه المستهلكين حول مخاطر تناول الحلوى الحاوية على ثاني أكسيد التيتانيوم.

تدعي الدعوى أن «المدعى عليه يعتمد على قائمة المكونات الصغيرة والمطبوعة على ظهر المنتج التي أصبحت قراءتها أصعب بسبب عدم وجود تباين في اللون بين الخط والتغليف».

وتقول الدعوى إن العلامات التجارية للحلويات الأخرى ذات الألوان الزاهية مثل Sour Patch Kids و Swedish Fish و Nerds لا تحتوي على ثاني أكسيد التيتانيوم.

أمام مُصنّعي المواد الغذائية الأوروبيين مهلة لغاية أغسطس ليتخلصوا تدريجيًا من استخدام هذه المادة الكيميائية.

استند قرار أوروبا إلى تحليل آلاف الدراسات التي أُجريت على الفئران والجرذان التي جمعتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، وتشير إلى أن ثاني أكسيد التيتانيوم يمر مباشرة عبر الجسم، ولكن كميات قليلة من جزيئاته تُمتص.

قالت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية إنها لا تستطيع استبعاد التأثيرات السمية الجينية الناتجة عن ثاني أكسيد التيتانيوم نظرًا لأن هذه المادة الكيميائية قد تتراكم في الجسم مع الوقت.

قررت وكالة المعايير الغذائية في المملكة المتحدة عدم حظر ثاني أكسيد التيتانيوم من الأطعمة وذلك بعد مراجعة القرار الأوروبي، إذ وجدت أنه توجد الكثير من الشكوك حول الدراسات المذكورة لدعم الاستنتاجات التي وصل إليها.

وصرّحت الوكالة البريطانية أن استنتاج الأوروبيين غير مفيد ولا يساعد في الإبلاغ عن المخاطر وقد يسبب قلقًا عامًا لا لزوم له، لكنها ذكرت أنها بحاجة لبيانات أفضل لتقديم تقييم أدق.

لا تزال هيئة الغذاء الأسترالية تبحث في هذه القضية.

رفضت هيئة الغذاء الأسترالية استنتاجات دراسة من قبل، وكانت قد أُجريت على الفئران حول ربط تأثير ثاني أكسيد التيتانيوم بمرض السرطان وذلك بسبب نقص وعيوب في تصميم الدراسة، لكن السلطة تخطط لتدقيق أشمل للدراسة.

اقرأ أيضًا:

إعادة ربط المحليات الصناعية والإصابة بالسرطانات من جديد: إليك ما يجب معرفته

ستة أطعمة تسبب الالتهاب

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: بدور مارديني

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر