دواء شائع لتسكين الألم قد يكون له خصائص مضادة للسرطان!

5 ديسمبر 2025
16 مشاهدة
0 اعجاب

دواء شائع لتسكين الألم قد يكون له خصائص مضادة للسرطان!


 

يوجد دواء الإيبوبروفين في كل منزل، وهو العلاج المفضل لكل شيء ابتداءً من الصداع إلى آلام الدورة الشهرية.


لكن أبحاثًا حديثة تشير إلى أن جرعة يومية من هذا الدواء لا تخفف الألم فقط، بل قد تمتلك خصائص مضادة للسرطان.


بدأ دور الإيبوبروفين يلفت الأنظار، مع تزايد فهم العلماء للعلاقة بين الالتهاب والسرطان، مثيرًا تساؤلات حول كيفية توفير حماية غير متوقعة من قِبل دواء مألوف الاستخدام.


ينتمي الإبيوبروفين إلى عائلة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) المسكنة للألم، ولمّا كانت العلاقة بين مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والوقاية من السرطان ليست جديدة، فمنذ عام 1983، ربطت الأدلة السريرية دواء سولينداك بانخفاض معدل الإصابة بسرطان القولون لدى بعض المرضى، فقد واصل الباحثون دراسة احتمال أن تساعد هذه الأدوية على الوقاية من أنواع أخرى من السرطان، أو إبطاء وصولها إلى مراحل متقدمة.


تعمل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من طريق تثبيط إنزيمات تُعرف باسم (COX)، وهي نوعان:


- COX1: يحمي بطانة المعدة، ويساعد في وظائف الكلى ويؤدي دورًا في تجلط الدم.


 COX-2: يُحفز الالتهاب.


معظم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، متضمنةً الإيبوبروفين، تُثبط كلا النوعين، ولهذا يُنصح بتناولها مع الطعام لتقليل خطر التهابات المعدة.


 الإيبوبروفين وسرطان بطانة الرحم


أظهرت دراسة أُجريت عام 2025 أن الإيبوبروفين قد يُقلل من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم الذي يصيب النساء غالبًا بعد انقطاع الطمث، وهو أكثر أنواع سرطانات الرحم شيوعًا، التي تبدأ في بطانة الرحم.


من أبرز عوامل الخطر القابلة للوقاية:


زيادة الوزن أو البدانة، إذ تؤدي الدهون الزائدة إلى رفع مستويات هرمون الإستروجين، الذي يُحفز نمو الخلايا السرطانية.


تشمل عوامل الخطر الأخرى:


- التقدم في العمر


- العلاج الهرموني التعويضي بالاستروجين فقط


- السكري


- متلازمة تكيس المبايض


- البلوغ المبكر


-انقطاع الطمث المتأخر


-عدم الإنجاب.


قد تشمل أعراض المرض:


نزيف مهبلي غير طبيعي و ألم في الحوض و انزعاج في أثناء الجماع.


أجرى العلماء تحليلًا لبيانات أكثر من 42,000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 55 و74 عامًا على مدى 12 عامًا.


أظهر التحليل أن النساء اللائي تناولن 30 قرصًا من الإيبوبروفين شهريًا أو أكثر كان لديهن انخفاض بنسبة 25٪ في خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم مقارنةً بمن تناولن أقل من 4 أقراص شهريًا، والتأثير الوقائي كان أكبر لدى النساء المصابات بأمراض القلب.


ما كان مثيرًا للاهتمام أن الأسبرين -مضاد التهاب غير ستيروئيدي شائع أيضًا- لم يُظهر نفس التأثير الوقائي ضد سرطان بطانة الرحم، لكنه قد يُساعد على منع عودة سرطان القولون.


 أجرى العلماء دراسات على مضادات التهاب غير ستيروئيدية أخرى مثل نابروكسين في سياق الوقاية من سرطانات القولون والمثانة والثدي، أظهرت أن فعالية هذه الأدوية تعتمد على نوع السرطان، والعوامل الوراثية، والحالة الصحية العامة.


إمكانيات أوسع للإيبوبروفين


تشير الدراسات إلى أن الإيبوبروفين قد يُقلل أيضًا من خطر الإصابة بـسرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان البروستات، مثالٍ على ذلك، الأشخاص الذين سبق أن أُصيبوا بسرطان القولون وتناولوا الإيبوبروفين كان احتمال عودة السرطان لديهم أقل، إذ أظهرت دراسات أنه يثبط نمو خلايا سرطان القولون ويهدد بقاءها، واقترحت بعض الأبحاث أنه قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين.


يُعد الالتهاب سمة بارزة للسرطان، والإيبوبرفين بوظيفته الأساسية هو دواء مضاد للالتهاب.


يُثبط الإيبوبروفين إنزيم COX-2، ما يُقلل من إنتاج البروستاغلاندينات -وهي رسائل كيميائية تُحفز الالتهاب ونمو الخلايا متضمنةً الخلايا السرطانية- وخفض مستويات البروستاغلاندينات قد يبطئ أو يوقف تطور الورم.


يُقلل الإيبوبروفين من نشاط جينات مرتبطة بالسرطان مثل جين: HIF-1α و NFκB و STAT3، هذه الجينات تساعد الخلايا السرطانية على البقاء في بيئات منخفضة الأكسجين ومقاومة العلاج، فيُضعف الإيبوبروفين تأثير هذه الجينات، ما يجعل الخلايا السرطانية أكثر قابلية للعلاج، وقد يُغير طريقة تنظيم الحمض النووي داخل الخلايا، ما يزيد من حساسية الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي.


تحذير مهم


لا تتفق كل الدراسات في هذا الاتجاه، فقد أظهرت دراسة شملت 7,751 مريضة أن تناول الأسبرين بعد تشخيص سرطان بطانة الرحم ارتبط بزيادة معدل الوفاة، خصوصًا لدى اللواتي استخدمن الأسبرين قبل التشخيص. ارتبطت بعض مضادات الالتهاب غير ستيرويدية الأخرى بزيادة خطر الوفاة بسبب السرطان.


على الجانب الآخر، أظهرت دراسة حديثة أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، خاصة الأسبرين، قد تُقلل من خطر عدة أنواع من السرطان، لكن الاستخدام المنتظم لبعضها قد يزيد من خطر سرطان الكلى، تُظهر هذه النتائج المتعاكسة كم أن العلاقة بين الالتهاب والمناعة والسرطان معقدة للغاية.


رغم تلك النتائج الواعدة، يُحذر الخبراء من استخدام الإيبوبروفين للوقاية من السرطان دون إشراف طبي.


إذ إن الاستخدام طويل الأمد أو الجرعات العالية لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية قد يؤدي إلى ظهور قرح في المعدة ونزيف في الجهاز الهضمي وأذيات كلوية وفي بعض الحالات غير الشائعة قد يسبب مشكلات قلبية مثل النوبات القلبية أو الجلطات، أيضًا فإن الإيبوبروفين يتفاعل مع أدوية أخرى مثل الوارفارين ومضادات اكتئاب معينة، ما يزيد من خطر النزيف ويؤدي إلى مشكلات صحية أخرى.


إن فكرة وجود مسكن بسيط قد يُساعد على الوقاية من السرطان مثيرة للاهتمام ومبشرة، وفي حال أكدت الدراسات المستقبلية هذه النتائج، فقد يُصبح الإيبوبروفين جزءًا من خطة واسعة للتقليل من خطورة الإصابة بالسرطان، خاصةً لدى الفئات عالية الخطورة.


لكن حتى ذلك الحين، يتفق الخبراء على أنه من الحكمة التركيز على نمط حياة صحي وقائي بتناول الأطعمة المضادة للالتهاب، والحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.


قد تحمل الدراسات اليومية وعودًا مفاجئة، لكن إلى أن يحسم العلماء الأدلة العلمية، تبقى الوصفة الأكثر أمانًا للوقاية من السرطان هي الأقدم: كُل جيدًا وتحرك كثيرًا واستشر طبيبك قبل تناول أي دواء.

 



المصادر:


الكاتب

سيدرا عيسى

سيدرا عيسى
مراجعة

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين
ترجمة

سيدرا عيسى

سيدرا عيسى



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة