قد يساعد شرب الكاكاو على التعافي من الآثار الفسيولوجية للتوتر!

2 ديسمبر 2025
11 مشاهدة
0 اعجاب

قد يساعد شرب الكاكاو على التعافي من الآثار الفسيولوجية للتوتر!


يحتوي الكاكاو على مركب من مجموعة الفلافونويد يسمى إبيكاتشين، الذي يرخي الطبقة البطانية لخلايا الأوعية الدموية، ما يحسن وظيفتها ويعالج ارتفاع ضغط الدم، وهو رد فعل شائع للتوتر.


يرتبط استهلاك مشروب الكاكاو باستجابة أفضل للتوتر


في الدراسة الحالية، استعان الباحثون بـ 23 من الرجال والنساء الشبان الأصحاء. تناول كل منهم وجبة غنية بالدهون، مصحوبة بمشروب كاكاو عالي أو منخفض الإبيكاتشين، قبل ساعة ونصف من الخضوع لمهمة إجهاد عقلي مدة 8 دقائق.


قُيّمت وظيفة الأوعية الدموية، بقياس تمدد الأوعية الدموية بوساطة التدفق الذراعي، الذي يشير إلى مقدار توسع الشريان حال زيادة تدفق الدم. في بداية التجربة ثم بعد 30 ثم 90 دقيقة من مهمة الإجهاد.


في حالة مجموعة الإبيكاتشين العالي، كان قياس تمدد الأوعية الدموية بعد 30 دقيقة أقل، وكان قد تحسن تحسنًا ملحوظ بحلول 90 دقيقة، ما يشير إلى تعافٍ أسرع من آثار الإجهاد.


بعد قياس تأثيرات أخرى للتوتر، متضمنةً أكسجة القشرة الدماغية الأمامية، وتدفق الدم في الساعد، وضغط الدم، والنشاط القلبي الوعائي، وقطر الشريان السباتي المشترك وتدفق الدم، والمزاج. لم تُلاحظ أي اختلافات بين مجموعتي الإبيكاتشين العالي والمنخفض لهذه القياسات.


لماذا تزيد الأطعمة الدهنية آثار التوتر سوءًا؟


الأطعمة الغنية بالدهون قد تكون لذيذة وممتعة، لكن إذا كان الشخص يتطلع إلى التعافي من الآثار السلبية للتوتر، فمن الأفضل في الواقع تجنب مثل هذه الأطعمة.


هذا صحيح خصوصًا للأشخاص الذين لديهم وظائف مرهقة أو الذين يعانون الإجهاد بانتظام.


«قد تزيد الوظائف شديدة الإجهاد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 40٪، مقارنةً بالأفراد الذين لا يعانون تلك الضغوطات. ويرجع ذلك على الأرجح، على الأقل جزئيًا، إلى الإعاقات المستمرة في وظيفة الأوعية الدموية من الإجهاد، التي من المحتمل أن تصبح إعاقات أكثر ديمومة».


ذكر الباحث غير المشارك في الدراسة، الطبيب تشينغ-هان تشين، الآثار المحتملة للإجهاد على المدى الطويل لشخص ليس لديه الوقت للتعافي بين الأحداث.


أشار إلى أنه قد يؤدي وجود مستويات مرتفعة من التوتر لفترات طويلة إلى زيادة مزمنة في هرمونات التوتر والالتهاب وضغط الدم، التي قد تؤدي لاحقًا إلى اضطرابات القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.


إن حدوث انخفاض طفيف في تمدد الأوعية الدموية بوساطة التدفق قد يعادل زيادة كبيرة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الشخص.


كيف يعوض فلافانول الكاكاو تأثير الإجهاد؟


ليس من الواضح تمامًا لماذا يؤخر استهلاك الدهون تعافي تمدد الأوعية الدموية بوساطة التدفق بعد الإجهاد العقلي، مع وجود أدلة على زيادة مستويات الدهون الثلاثية والبروتين التفاعلي سي في الدم بعد عدة ساعات من تناول الأطعمة الدهنية.


تقلل المستويات المرتفعة من هذه المواد أكسيد النيتريك المشتق من بطانة الأوعية الدموية، ما يؤثر في وظيفة بطانة الأوعية الدموية، ما قد يفسر فائدة الكاكاو.


قد يساعد فلافانول الكاكاو على تقليل وقت التعافي من الإجهاد بصرف النظر عن تناول الأطعمة الدهنية، بسبب قدرتها على زيادة مستويات أكسيد النيتريك.


يعزز الإبيكاتشين في الكاكاو توفر أكسيد النيتريك المسبب لتوسع الأوعية الدموية، الذي يُعرف بأنه يحسن وظيفة الأوعية الدموية.


الفلافانول هو نوع من الفلافونويدات، وهي مجموعة من المركبات النباتية المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات. تشمل مصادر الفلافانول الأخرى الشاي الأخضر وقشور التفاح والتوت والعنب.


توجد مؤشرات إلى أن جزيئات الليبوبروتين الغنية بالدهون الثلاثية قد تسبب إصابة مباشرة لجدار الأوعية الدموية. قد يحرض استهلاك الدهون اختلال وظيفة بطانة الأوعية الدموية بشكل غير مباشر، بزيادة الإجهاد التأكسدي.


قد يساعد الكاكاو والشاي الأخضر والتوت على مقاومة التوتر. مع ذلك، وجد الباحثون أن الكاكاو ليس له أي تأثير مفيد على تقييد أكسجة الدماغ بسبب الإجهاد.


أوضح تشين أن التغيرات الناجمة عن الإجهاد في تدفق الدم في الدماغ قد تؤدي إلى تغيرات إدراكية، مثل صعوبة التركيز وصعوبة الذاكرة وصعوبة اتخاذ القرارات أو حتى تغيرات في المزاج.


مع ذلك، فإن نتائج الدراسة المتعلقة بالكاكاو مرحب بها.


الخبر السار هو أنه عند الشعور بالتوتر، حال لم نتمكن من منع أنفسنا من تناول الطعام الدهني، تمكن إضافة طعام صحي غني بالفلافانول إلى تلك الوجبة، ومن ثم تقليل آثار التوتر والدهون مجتمعةً في وظيفة الأوعية الدموية.


تشير الدراسة إلى أنه يمكن استهلاك 5.5 ملاعق كبيرة من الكاكاو غير المعالج أو كوبين من الشاي الأخضر أو 300 جرام من التوت، للحصول على كمية مماثلة من الفلافانول المفيد المستخدم في الدراسة.


«لا نشجع على تناول الأطعمة الدهنية في سياق الإجهاد، لكن إذا حدث ذلك ذلك، توجد إستراتيجية غذائية إضافية يمكن استخدامها لتخفيف تلك الآثار».



 



المصادر:


الكاتب

محمد جمال

محمد جمال
ترجمة

محمد جمال

محمد جمال
تدقيق

لين الشيخ عبيد

لين الشيخ عبيد



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة