عالم فلك يتنبأ بنهاية مظلمة أبدية للكون!

23 ديسمبر 2025
9 مشاهدة
0 اعجاب

عالم فلك يتنبأ بنهاية مظلمة أبدية للكون!


 

ليس من المؤكد ما إذا كان الكون سينتهي في يوم ما، لكن جميع الأدلة تشير إلى أنه سيظل موطن البشرية الكوني لفترة طويلة جدًا. بدأ الكون -بكل ما فيه من زمان ومكان ومادة وطاقة- قبل نحو 14 مليار سنة في توسع سريع يُعرف بالانفجار العظيم، ومنذ ذلك الحين وهو في حالة تغير دائم.


في بداياته، كان الكون مليئًا بغاز منتشر من الجسيمات التي تكون الذرات اليوم: البروتونات والنيوترونات والإلكترونات. ثم بدأ هذا الغاز ينهار تحت تأثير الجاذبية ليشكل النجوم والمجرات.


إن فهمنا لمستقبل الكون يستند إلى الأجسام والعمليات التي نرصدها اليوم.


التنبؤ بالمستقبل بواسطة دراسة الماضي


إن التنبؤ بمستقبل الكون عبر تمديد ما نراه اليوم هو شكل من أشكال الاستقراء، وهو محفوف بالمخاطر لأن حدثًا غير متوقع قد يغير المسار. أما الاستيفاء -ربط النقاط داخل البيانات- فهو أكثر أمانًا.


تخيل أن لديك صورة لنفسك في سن الخامسة وأخرى في السابعة. يمكن لشخص ما أن يخمن شكلك في سن السادسة. وربما يستطيع كذلك تخمين شكلك في الثامنة أو التاسعة، لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بدقة بالمستقبل البعيد: فقد ترتدي نظارات، أو تطول قامتك فجأة.


يمكن للعلماء استقراء تطور النجوم والمجرات للتنبؤ بشكل الكون بعد بضعة مليارات من السنين، لكن في المستقبل البعيد قد تصبح الأمور مختلفة وغريبة، وقد يتغير الكون مرة أخرى كما تغير في الماضي.


كيف ستتغير النجوم في المستقبل؟


الخبر السارُ أن الشمس -نجمنا الأصفر متوسط الحجم- ستستمر في التوهج لعدة مليارات من السنين. فهي الآن في منتصف عمرها تقريبًا، المقدر بعشرة مليارات سنة.


يعتمد عمر النجم على كتلته. فالنجوم الكبيرة والحارة والزرقاء تعيش فترات قصيرة، بينما تعيش النجوم الصغيرة والباردة والحمراء فترات أطول بكثير.


اليوم ما تزال بعض المجرات تُنتج نجومًا جديدة، بينما استنفدت مجرات أخرى غازها.


عندما تتوقف مجرة عن تكوين النجوم، تموت النجوم الزرقاء سريعًا بانفجارها مستعراتٍ عظمى، بينما تقذف النجوم الصفراء مثل الشمس طبقاتها الخارجية لتُشكل سُدمًا، وتبقى النجوم الحمراء فقط تواصل الاحتراق ببطء.


في النهاية، ستتوقف جميع المجرات عن إنتاج النجوم، وسيصبح ضوء النجوم في الكون أحمر باهتًا يزداد خفوتًا بمرور الزمن. وبعد تريليونات السنين، ستتلاشى حتى النجوم الحمراء في الظلام.


لكن حتى ذلك الوقت، سيظل الكون مليئًا بالنجوم التي تمنح الضوء والدفء.


كيف ستتغير المجرات في المستقبل؟


تنمو المجرات عبر الزمن بطريقة شبيهة ببناء قلعة رملية تزداد حجمًا مع كل دلو من الرمل. فهي «تبتلع» المجرات الأصغر منها. وستستمر هذه الاندماجات في المستقبل.


في العناقيد المجرية، تسقط مئات المجرات نحو مركز مشترك، ما يؤدي إلى تصادمات فوضوية. وعندما تندمج المجرات الحلزونية المنتظمة، تتحول إلى تجمعات نجمية غير منظمة تشبه كتلًا بيضاوية الشكل.


لهذا السبب، سيحتوي الكون مستقبلًا على عدد أقل من المجرات الحلزونية والمزيد من المجرات الإهليلجية.


قد تندمج مجرة درب التبانة مع مجرة أندروميدا بعد بضعة مليارات من السنين، ومن حسن الحظ أن النجوم ستتجاوز بعضها دون تصادم، في حين سيحظى مراقبو السماء بمنظر مذهل لاندماج المجرتين.


كيف سيتغير الكون ذاته في المستقبل؟


أطلق الانفجار العظيم تمددًا يبدو أنه سيستمر. تعمل جاذبية الكون -من نجوم ومجرات وغازات ومادة مظلمة- على إبطاء هذا التمدد، وتقترح بعض النظريات أنه قد يستمر بوتيرة ثابتة أو يتوقف.


لكن الأدلة تشير إلى وجود قوة مجهولة تُسرع التمدد، تُعرف بالطاقة المظلمة.


بمرور الوقت، ستتباعد المجرات مثل حبات زبيب داخل عجينة خبز تتضخم.


إذا استمر ذلك، فستصبح المجرات الأخرى بعيدة جدًا بحيث لا يمكن رصدها من مجرة درب التبانة.


التوقع العلمي الأكثر ترجيحًا:


·     سيتوقف تشكل النجوم.


·     تمتلئ المجرات بنجوم حمراء باهتة تبرد تدريجيًا.


·     تندمج مجرات العناقيد في مجرة واحدة ضخمة إهليلجية.


·     يصبح رصد المجرات البعيدة مستحيلًا بسبب التمدد المتسارع.


·     في النهاية، يدخل الكون مرحلة طويلة من الظلام تمتد تريليونات السنين.


مع ذلك، قد تكشف بيانات جديدة مستقبلًا عن سيناريو مختلف تمامًا وغير متوقع، وربما جميل أيضًا.


بناءً على الطريقة التي نرى بها الأمور، ربما لا يكون للكون «نهاية» بالمعنى الحقيقي. فحتى لو تغيرت مكوناته تمامًا، من الصعب تخيل وقت لا يبقى فيه الكون موجودًا.


يثير هذا السيناريو إحساسًا بالحنين، لكنه يُذكرنا أيضًا بأننا نعيش في عصر مذهل من تاريخ الكون: عصر مليء بالنجوم والمجرات والظواهر التي يمكن دراستها.


الكون قادر على دعم الإنسان وفضوله لمليارات السنين القادمة، وهناك متسع كبير لمواصلة الاكتشاف والبحث.

 

 



المصادر:


الكاتب

محمد الشرقاوي

محمد الشرقاوي
ترجمة

محمد الشرقاوي

محمد الشرقاوي
تدقيق

مؤمن محمد حلمي

مؤمن محمد حلمي
مراجعة

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة