يساعد مقدار الجرعة اليومية من فيتامين (د) على تقوية عظام الرضع، وتعزيز التطور العقلي لديهم.

يجب أن تشغل قطرات فيتامين (د) إحدى المراتب الأولى في قائمة احتياجات الرضع. يتميز فيتامين (د) بأنه ضروريًا لصحة العظام ونموها، وغير ذلك من الفوائد. مع هذا، لا يتلقى العديد من الرضع –خصوصًا من يعتمد غذاؤهم على الرضاعة الطبيعية- حاجتهم من فيتامين (د) دون المكملات الغذائية.

أكدت طبيبة الأطفال كايلي ليرمان أن تأمين احتياجات الرضيع من فيتامين (د) ليس بالأمر الصعب.

لماذا يُعد فيتامين (د) ضروريًا لصحة الرضع؟

تعطي العظام الجسم هيكله وبنيته، ويجب أن تكون هذه البنية قوية لتتحمل الإجهاد والصعوبات التي يمر بها الإنسان. تقدم البنية العظمية التي يعززها الشخص في طفولته يد العون له طوال حياته.

ماذا سيحصل لو لم يتلقَ الرضيع حاجته من فيتامين (د)؟

يؤدي نقص فيتامين (د) إلى الإصابة بالكساح، وهو مرض تصبح فيه العظام هشة حتى أنها تلتوي أو تنطوي أو حتى تنكسر.

قالت الطبيبة ليرمان: «يساعد فيتامين (د) الجسم على امتصاص الكالسيوم، إضافةً إلى دوره في تكوين العظام والأسنان وتقويتهما. تُعرض قلة فيتامين (د) الرضيع لخطر الإصابة بالكسور ومشكلات النمو».

«لا تقتصر فوائد فيتامين (د) على صحة عظام الرضع فقط، بل يحتاج الجسم إلى فيتامين (د) أيضًا لتعزيز التطور العقلي والجهاز المناعي، وغير ذلك من الفوائد».

هل يحتاج جميع الرضع إلى قطرات فيتامين (د)؟

لا يحتاج الأطفال إلى تناول قطرات فيتامين (د) في الأيام أو الأسابيع الأولى من حياتهم، لكن يعتمد الأمر بعد ذلك على مصدر غذاء الرضيع وكميته.

أوضحت ليرمان أن حاجة الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا إلى فيتامين (د) تتجاوز حاجات غيرهم، نظرًا إلى افتقار حليب الثدي إلى فيتامين (د)، رغم فوائده الصحية الوفيرة. إذ قالت: «يحصل الرضع على الحد الأدنى من فيتامين (د) من حليب الثدي، وقد لا يحصلون عليه مطلقًا».

يعوض حليب الأطفال المدعم بفيتامين (د) هذا النقص. إذ تغطي الكميات الكافية منه يوميًا احتياجات الرضيع من فيتامين (د)، وتتمثل الكمية هذه بنحو 32 أونصة (900 جرام) من حليب الأطفال كل يوم.

أضافت ليرمان: «لا يستهلك الرضع عادةً كامل هذه الكمية من حليب الأطفال لتغطية حاجاتهم من فيتامين (د)، إذ يحتاج الرضيع إلى مكملات فيتامين (د) فقط حتى الوقت الذي يكتفي فيه من حليب الأطفال».

يستغرق الرضع غالبًا بضعة أشهر حتى يستطيعوا تناول كامل 32 أونصة من حليب الأطفال يوميًا، لكن قد تختلف هذه المدة بين الأطفال.

ما مدى شيوع نقص فيتامين (د)؟

يُعد نقص فيتامين (د) مشكلةً صحية عالمية، إذ يعاني نحو 1 مليار شخص حول العالم انخفاض مستوياته. يشمل هذا الرقم المرضى من جميع الأعمار والأعراق.

تتصف البيانات المتعلقة بنقص فيتامين (د) لدى الأطفال بكونها شاملة ودقيقة. تظهر الأبحاث أن نحو 50% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و5 سنوات، و70% من الأطفال بين أعمار 6 و11 سنة في الولايات المتحدة يعانون نقص فيتامين (د).

لا يُعد كشف هذا النقص لدى الرضع والأطفال أمرًا سهلًا، ويعود ذلك إلى أنهم لا يستطيعون إخبار الطبيب بحقيقة شكواهم وأحاسيسهم. يمثل كل من التعب وآلام العضلات أعراضًا شائعة لنقص فيتامين (د).

قد يطلب الطبيب الكشف عن مستويات فيتامين (د) لدى الطفل في الحالات التالية:

  •  الأمراض والالتهابات المتكررة.
  •  بطء النمو.
  •  كسور عظمية متكررة.

كم تبلغ الجرعة اليومية من فيتامين (د) اللازمة للرضع؟

قد تبدو الإجابة معقدة، لكن تعمل شركات الأدوية على تسهيل طرق تلقي الرضيع الكمية الكافية من فيتامين (د).

يحتاج الأطفال إلى ما يعادل 400 وحدة دولية من فيتامين (د) يوميًا في السنة الأولى من الحياة، وفقًا لعديد من الجهات التنظيمية، متضمنةً الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

ليست الوحدة الدولية مقياسًا شائعًا، وهي كمية ضئيلة جدًا. تُستخدم الوحدة الدولية في علم الصيدلة، ولا يمكن تقريب كميتها إلى الملاعق أو غيرها من المقاييس المعتادة.

تحوي مكملات فيتامين (د) الخاصة بالرضع هذه الكمية منه في جرعة واحدة، وهو أمر جيد جدًا. يكفي تعبئة الحد المطلوب منه وإطعامه للرضيع في تأمين حاجته اليومية. قد يختلف المعيار رغم ذلك بين شركة وأخرى، إذ ينصح باتباع تعليمات العبوة لتأمين الحد المطلوب من فيتامين (د).

أضافت ليرمان: «تحوي قطرة واحدة من بعض المكملات على 400 وحدة دولية من فيتامين (د)، بينما يحوي أنبوب قطارة آخر كامل على 400 وحدة دولية منه، ما يؤكد أهمية اتباع التعليمات المرفقة».

كيف يُعطى الرضيع قطرات فيتامين (د)؟

توجد عدة خيارات بشأن طرق إعطاء الرضيع قطرات فيتامين (د). الطريقة المباشرة هي بإعطاء قطرات فيتامين (د) مباشرةً في فم الرضيع. يُنصح الأهل بتوجيه القطارة باتجاه باطن خد الرضيع، وليس حلقه. يُفضل أيضًا إعطاء القطرة في وقت يكون الرضيع فيه هادئًا ومرتاحًا، كما في أثناء الاستحمام.

بوسع الأهل اتباع الطرق التالية:

  •  خلط قطرات فيتامين (د) في زجاجة مع حليب الأم الذي ضُخ سابقًا. تمكن إضافته أيضًا مع حليب الأطفال حسب احتياجات الطفل.
  •  وضع القطرة مباشرة على حلمة الثدي قبل الإرضاع. تفيد هذه الطريقة إذا كانت الجرعة مركزة ولا حاجة إلى استخدام أكثر من قطرة أو اثنتين.

يُنصح دائمًا بالاستعانة بالقطارة التي ترافق عبوة الدواء، واتباع التعليمات على العبوة.

متى يستطيع الرضع التوقف عن تناول قطرات فيتامين (د)؟

يظل الأطفال الرضع بحاجة إلى تناول قطرات فيتامين (د) حتى يبدؤوا بشرب الحليب كامل الدسم المدعم يوميًا، أي بعمر السنة. لا يُنصح الأهالي بإطعام أطفالهم حليب البقر أو بدائل الحليب قبل سنة من عمرهم.

لا يحتاج الرضع الذين يتناولون 32 أونصة من حليب الأطفال يوميًا أخذ مكملات فيتامين (د).

يُنصح بإضافة بعض الأطعمة، مثل اللبن ورقائق الذرة والبيض والحليب كامل الدسم المدعم، إلى وجبات الطفل اليومية عندما يكبر ويبدأ بتناول الأطعمة الصلبة، إذ تضمن هذه الأطعمة تلقيه الكمية الكافية من فيتامين (د).

هل يستطيع الرضع أخذ فيتامين (د) من الشمس؟

يستطيع جسم الإنسان تصنيع فيتامين (د) عند التعرض للشمس، لكن لا يُنصح بتعريض الرضيع لأشعة الشمس باستمرار للحصول على المزيد من فيتامين (د).

تقول ليرمان: «تُعد الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس مضرة للبشرة في جميع الأعمار، على هذا يُنصح بإبعاد الرضع عن أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان. يُفضل إعطاء الأطفال مكملات فيتامين (د)، بدلًا من تعريضهم لخطر أذيات الجلد والحروق».

الخلاصة:

تقدم القطرات الحل الأبسط لتعويض النقص في احتياجات الرضع من فيتامين (د)، ويُنصح بها بوصفها جزءًا أساسيًا من متطلبات الرضيع الصحية.

لا يجب الانتظار حتى يظهر على الرضيع علامات نقص فيتامين (د)، إذ يساعد تناول المكملات على الوقاية من هذا النقص. تُفضل مراجعة طبيب الأطفال بانتظام وسؤاله عن أي استفسار يخص صحة الطفل.

اقرأ أيضًا:

هل يسبب عوز فيتامين د الإصابة بالاكتئاب؟

أظهرت دراسة كبيرة الارتباط بين فيتامين د وشدة الصدفية

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر