قد لا نجد أي حشرات على سطح المريخ، لكن الصور الجديدة التي التقطتها مركبة فضائية تدور حوله، كشفت عن عدد كبير من العناكب التي يبدو أنها تتجول على سطحه المغبر.

ليست عناكب حية حقيقية، بل هي سمات داكنة وطويلة على سطح المريخ نشأت بالكامل بواسطة عمليات غير حيوية.

يطلق عليها اسم العناكب لأنها تشبهها نوعًا ما، مع بقعة داكنة مركزية محاطة بشرائط رفيعة تشع إلى الخارج، تتكون نتيجة للتغيرات الموسمية على الكوكب الأحمر والبرد الشديد الذي يليه ارتفاع درجة حرارة الربيع.

يمر كوكب المريخ بفصول بفضل الميل المحوري المماثل للأرض، إلا أن تلك الفصول تختلف تمامًا عما يحدث على كوكب الأرض.

تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى أقل من 123 درجة مئوية تحت الصفر، ويتجمد كل شيء تقريبًا. يشمل ذلك ثاني أكسيد الكربون، الذي يكوّن رواسب سطحية من مادة تعرف بالثلج الجاف على الأرض.

تكون درجات الحرارة دافئة عندما يبدأ فصل الشتاء البارد بالتحول إلى فصل الربيع، لكن عندما يذوب الجليد الطبيعي في الغلاف الجوي الدافئ، فإن الثلج الجاف لا يذوب بل يتسامى مباشرةً إلى الغاز.

عندما يحدث هذا للجليد الموجود في الجزء السفلي من الرواسب، يتزايد الضغط حتى يحدث انفجار صغير، ويظهر سطح المريخ بوضوح.

تظهر الشقوق في الجليد، وتُحمل المواد المتربة الداكنة من أسفل السطح وتُرش بالغاز المتسرب، ما يؤدي إلى ظهور بقع داكنة قد يصل عرضها إلى كيلومتر واحد.

توجد الخطوط الشعاعية في الواقع تحت سطح الجليد. وكل ما يمكن رؤيته هو بقع داكنة في الصور الملتقطة من الكاميرا عالية الدقة (HRSC) الموجودة على مركبة Mars Express Orbiter التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، مثل النمش المتناثر عبر الرمال.

يمكن لنظام التصوير الملون والسطحي المجسم (CaSSIS) الموجود على متن مركبة ExoMars Trace Gas Orbiter التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية رؤية ما يحدث عبر نطاق أوسع من الطول الموجي، ويكشف عن شكل عنكبوتي يشع إلى الخارج، أسفل سطح الجليد مباشرة.

تكشف صورة جديدة لمدينة الإنكا على كوكب المريخ -تكوين غريب سمي بهذا الاسم لأنه يشبه الآثار القديمة كما يُرى من الأعلى- عن البقع النمشية في كل مكان، ويكشف عن مدى نشاط سطح المريخ في ظاهرة الاحتباس الحراري أيام الربيع.

يعجز العقل عن تخيل ما تحمله هذه الاكتشافات من معاني، وقد يتمكن مستكشفو المريخ يومًا ما من إرسال لقطات للعملية الفضائية الغريبة في أثناء حدوثها.

اقرأ أيضًا:

هل تود العيش على سطح المريخ؟ ناسا تبحث عن متطوعين

رواد الفضاء المتوجهون إلى المريخ سيتعرضون إلى تأثيرات تمدد الزمن!

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: ميرڤت الضاهر

المصدر