• نظرة عامة.

التهاب المعدة مصطلح عام لمجموعة من الحالات المرضية تشترك في شيء واحد، هو: التهاب الغشاء المبطن للمعدة، وسبب الالتهاب في الغالب يكون نتيجة عدوى من بكتيريا مسببة لمعظم قرح المعدة، إضافة إلى الاستخدام المنتظم لبعض مسكنات الألم، والإفراط في شرب الكحول، مما قد يسهم في تطور هذا الالتهاب.

قد يحدث التهاب المعدة فجأة كالتهاب المعدة الحاد, أو ببطء خلال مدة من الزمن كالتهاب المعدة المزمن، وفي بعض الحالات، قد يؤدي إلى تطور التقرحات، وزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، ولكن في معظم الحالات لا يكون الالتهاب خطيرًا, وتتحسن الحالة سريعًا مع العلاج.

• الأعراض.

يصاحب هذا الالتهاب عدة أعراض وعلامات، لكنها لا تظهر دائمًا، وما يظهر منها ما يلي:

  1.  ألم شديد، أو شعور بالحرقة في الجزء العلوي من البطن, وقد يزيد الطعام من الألم أو يقلل منه.
  2.  شعور بالغثيان.
  3.  قيء.
  4.  شعور بالامتلاء في الجزء العلوي من البطن بعد الأكل.

• متى تقابل الطبيب؟

قد يُصاب الجميع تقريبًا بنوبات سوء الهضم وتهيج المعدة، ومعظم الحالات تكون قصيرة ولا تحتاج إلى عناية طبية، وقد تسوء بعض الحالات، وحينئذٍ يجب مقابلة الطبيب، خاصةً إذا استمرت أعراض وعلامات هذا الالتهاب لمدة أسبوع أو أكثر، وإخبار الطبيب عند ظهور الألم، أو عدم الارتياح بعد أخذ الأدوية الموصوفة من قبله، أو مسكنات الألم، مثل: الأسبرين، أو ما يشابهه.

وإذا كنت تتقيأ دمًا، أو وجدته في البراز, أو لاحظت تغير لون برازك إلى الأسود، فيجب عليك مقابلة الطبيب فورًا؛ لتحديد السبب.

• الأسباب.

إن التهاب المعدة عبارة عن التهاب الغشاء المبطن للمعدة، فعندما يضعف أو يتأذى الحاجز المخاطي الذي يقوم بحماية جدار المعدة, تلحق عندئذ العصارة الهضمية الضرر ببطانة المعدة، وتتسبب بالالتهاب، وهناك مجموعة من الأمراض والحالات تزيد من فرص الإصابة بالتهاب المعدة, مثل: داء كرون وداء الساركويد – حالة تنمو فيها مجموعة من الخلايا الالتهابية في الجسم-.

• عوامل الخطر.

تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المعدة، على ما يلي:

  1.  العدوى البكتيرية: بالرغم من أن عدوى البكتيريا الملوية البوابية، تعد الأكثر انتشارا في العالم, إلا أن نسبة قليلة من المصابين بها تتطور عندهم إلى التهاب المعدة، واضطرابات الجهاز الهضمي العلوي الأخرى، ويظن الأطباء أن القابلية للإصابة بالبكتيريا قد تكون موروثةً، أو مكتسبةً؛ بسبب التدخين ونوع الغذاء.
  2.  الاستخدام المنتظم لمسكنات الألم: قد تسبب مسكنات الألم المنتشرة، مثل: الأسبرين والبروفين والنابروكسين كلًا من التهاب المعدة الحاد والمزمن، وقد يقلل الاستخدام المنتظم أو المفرط لمسكنات الألم، من مادة أساسية مهمة للحفاظ على الغشاء الحامي المبطن للمعدة.
  3.  كبار السن: تزيد لدى هذه الفئة العمرية فرص الإصابة؛ لأن الغشاء المبطن للمعدة يقل سمكه مع زيادة العمر، كما أن كبار السن معرضون للإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية، وأمراض المناعة الذاتية.
  4.  الإجهاد: قد يسبب الإجهاد الشديد بسبب العمليات الجراحية الكبيرة, والإصابات, والحروق أو العدوى الشديدة، التهاب المعدة الحاد.
  5.  مهاجمة خلايا الجسم لخلايا المعدة: وفيها يقوم مرض المناعة الذاتية بمهاجمة الخلايا المبطنة للمعدة مما قد ينهك الجدار الحامي للمعدة، وغالبًا ما يحدث التهاب المعدة بسبب المناعة الذاتية للأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية الأخرى, مثل: مرض هاشيموتو، ومرض السكري من النوع الأول, وقد يصاحب التهاب المعدة بسبب مرض المناعة الذاتية نقص فيتامينب 12.
  6.  أمراض وحالات أخرى: قد يصاحب التهاب المعدة أمراضًا أخرى، مثل: الإيدز، وداء كرون، والعدوى الطفيلية.

• المضاعفات.

إذا لم يتم علاج التهاب المعدة فإنه قد يؤدى إلى الإصابة بالقرحة ونزيف المعدة، ونادرًا ما تزيد بعض الأنواع من التهاب المعدة المزمن خطر الإصابة بسرطان المعدة خصوصًا إذا كانت سببًا في ترقيق جدار المعدة، وتغيير في الخلايا المبطنة.

• الوقاية.

تتم الوقاية عن طريق الحماية من الإصابة بعدوى البكتيريا اللولبية البوابية عن طريق غسل اليدين جيدًا واستهلاك الطعام المطهو جيدًا.

• التشخيص.

غالبًا ما يشك الطبيب في التهاب المعدة بعد أخذ التاريخ المرضي، والفحص السريري, ويتم تأكيد الإصابة بالاختبارات التالية:

  1.  فحص البكتيريا الملوية البوابية: لتحديد الإصابة بالملوية البوابية قد يقوم الطبيب بطلب عدة فحوصات، ويتم اختيار فحص دون الآخر وفقًا لحالة المريض، ويمكن التأكد من وجود البكتيريا باستخدام فحص الدم, والبراز، أو فحص النفس، وفحص النفس يكون بشرب كوب من سائل شفاف بلا طعم يحتوى على كربون مشع, تقوم فيه البكتيريا بتكسير السائل في المعدة, ولاحقًا يقوم المريض بالنفخ في كيس وإغلاقه، وفي حالة الإصابة بالبكتيريا ستحتوى عينة النفس على كربون مشع.
  2.  استخدام منظار لفحص الجهاز الهضمي العلوي: يقوم الطبيب خلال الفحص بالمنظار, بإدخال أنبوب مرن مزود بعدسة عبر الحلق مرورًا بالمريء ثم المعدة ثم الأمعاء الدقيقة، وباستخدام المنظار يتمكن الطبيب من البحث عن علامات الالتهاب, وفي حالة الاشتباه بوجود منطقة ملتهبة يقوم حينها بأخذ عينة من الأنسجة (خزعة) للفحص المخبري، وقد يتم أيضًا التعرف على البكتيريا الملوية البوابية في عينة الأنسجة.
  3.  فحص الأشعة السينية للجهاز الهضمي العلوي: وذلك عن طريق بلع سائل أبيض معدني لتوضيح القرحة, وأخذ مجموعة من الصور المتسلسلة بالأشعة السينية، مما يوضح مكان القرحة.

• العلاج.

يعتمد العلاج على العامل المسبب، والتهاب القرحة الحاد الناتج من استخدام مسكنات الألم أو الكحول، ويتم تخفيفه بإيقاف أخذ هذه المواد، والأدوية المستخدمة تشمل على:

  1.  مضادات حيوية لقتل البكتيريا الملوية البوابية, إذ يتم أخذ مزيج من المضادات الحيوية تحتوي على عقار الكلاريثرومايسين، والأموكسيسيلين، والميترونيدازول لقتل البكتيريا, وتؤخذ لمدة سبعة إلى أربعة عشرة يوما.
  2.  أدوية لمنع إفراز الحمض المعوي لتسريع شفاء القرحة, وتشمل مثبطات مضخة البروتون التي تمنع خلايا المعدة من إفراز الحمض, وتشمل هذه الأدوية الأمويبرازول واللانسوبرازول، والاستخدام المزمن لهذه الأدوية قد يسبب كسورا في الفخذ, والرسخ، والعمود الفقري، ويجب استشارة الطبيب قبل أخذها؛ لمعرفة ما إذا يجب أن يتم أخذ مكملات الكالسيوم معها أم لا.
  3.  أدوية لتقليل إفراز الحمض, مثل: مضادات الهستامين, إذ يقلل من كمية حمض المعدة المفرز, إضافةً إلى تقليل القرحة، ويسرع الشفاء، وهذه المجموعة من الأدوية تشمل الرانيتدين، والفاموتدين، والسايمتدين.
  4.  أدوية لمعادلة حمض المعدة, وتشمل مضادات الحموضة التي تقوم بمعادلة الحمض الذي يُفرز في المعدة وتخفف الألم، وأعراضها الجانبية تشمل: الإمساك، أو الإسهال, حسب المادة المكونة للدواء.

إن تغيير نمط الحياة قد يساعد على تخفيف الأعراض والعلامات المصاحبة لقرحة المعدة, وهذه التغييرات تشمل:

  1.  أكل وجبات صغيرة بشكل متكرر عوضا عن وجبات كبيرة لتقليل تأثير حمض المعدة.
  2.  تجنب الأطعمة المهيجة مثل: الطعام الحار، والحامض، أو الطعام المقلي وكثير الدهون.
  3.  تجنب الكحول مطلقا، فهي تعمل على تهييج بطانة المعدة.
  4.  تغيير نوع مسكن الألم المستخدم, عوضا عن المسكنات التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المعدة, وتشمل هذه المسكنات على الباراسيتامول (البندول).

مواضيع ذات صلة: