هل يوجد نوع من مياه الشرب أفضل من سواه؟
نسمع مرارًا عن أهمية الحفاظ على رطوبة الجسم، وهو أمر معقول إلى حد ما نظرًا إلى حاجتنا إلى الماء للبقاء على قيد الحياة. لكن، هل يهم حقًا نوع الماء الذي نشربه؟
الماء مجرد ماء، أليس كذلك؟
ليس تمامًا، إذا تجولنا في ممر المشروبات المعبأة في المتاجر، يمكننا العثور هناك على جميع أنواع المياه: مياه معدنية، مياه غنية بالفيتامينات، مياه قلوية، مياه الإلكتروليت، وبالطبع، هناك مياه الصنبور في المنزل. لكن بعض الإعلانات على الإنترنت ستخبرنا أن إحدى الزجاجات في هذه المجموعة المربكة أفضل بكثير لنا.
لا يوجد أساس فسيولوجي يشير إلى وجود فائدة أيضية من هذه المياه المتخصصة مقارنةً بالماء العادي التقليدي. هذا ما يقوله روجر فيلدينغ، أستاذ التغذية الكيميائية الحيوية والجزيئية.
إذن، ما الذي يدفع الناس للاعتقاد أن بعض أنواع المياه أفضل من غيرها؟
المياه القلوية
أحد العوامل الجاذبة هو احتمال أن توفر هذه المياه ترطيبًا أكثر فعالية. ماثلًا، غالبًا ما يدعي البعض أن المياه القلوية -نوع من المياه الذي يتميز بارتفاع الرقم الهيدروجيني (pH) عن المعدل الطبيعي- توفر ترطيبًا أفضل من المياه العادية. إذا كنت من الأشخاص الذين ينسون شرب الماء باستمرار، يبدو هذا مفيدًا للغاية.
لكن لا يوجد سند علمي لهذه الادعاءات. حتى الآن، لا توجد أدلة علمية قوية تشير إلى أن المياه القلوية توفر ترطيبًا أفضل من أي نوع آخر من مياه الشرب، ولا أدلة كافية لإثبات أنها توفر فوائد صحية أخرى. وعلى الأرجح، لن تسبب ضررًا لمعظم الناس، لكنها لا تستحق الكلفة الإضافية إذا كانت مياه الصنبور تؤدي نفس الوظيفة.
الفيتامينات والمعادن
أما عن المياه المعدنية والمياه الغنية بالفيتامينات، فقد تكون جاذبيتها نابعة من توفير وسيلة سريعة وسهلة للحصول على هذه العناصر الأساسية. لكن الكمية ليست دائمًا مضمونة. ففي حين تشترط إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن تحتوي المياه المعدنية على ما لا يقل عن 250 جزءًا في المليون من المواد الصلبة الذائبة الكلية، فإن الكمية الفعلية قد تختلف على نطاق واسع. قد تحتوي مياه الصنبور أيضًا على معادن –متضمنةً الفلورايد- لكن مجددًا، تختلف الكمية حسب الموقع الجغرافي.
إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن الأفضل هو شرب الماء الأرخص ثمنًا والاعتماد على ما يُوصى به عادةً لمعظم الناس للحصول على ما يكفي من المعادن، وهو اتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن. ينطبق الأمر ذاته على المياه الغنية بالفيتامينات. فمياه الصنبور لا تحتوي على فيتامينات مضافة، لكن معظم الناس يحصلون على ما يحتاجون إليه من الفيتامينات من طريق الغذاء العادي.
مياه الإلكتروليت
قد تبدو مشروبات الإلكتروليت بعد التمرين خيارًا أفضل من مياه الصنبور، خاصة بعد التعرق الشديد، لكن وفقًا لقول فيلدينغ، فإن من الصعب جدًا التسبب في نقص إلكتروليتات، وإن كنت رياضيًا محترفًا.
تركيزات الإلكتروليت داخل خلايانا، وكذلك في السوائل المحيطة بالخلايا مثل الدم، تُنظَّم بشكل دقيق للغاية. إذ تؤثر في كيفية عمل عضلاتنا، ووظائف الكلى، وانتظام ضربات القلب. لذا، فإن زيادة تركيز الإلكتروليتات بواسطة مشروب معين لن تؤثر فعليًا في تركيز الإلكتروليتات في الجسم عمومًا.
الحفاظ على الترطيب
الخلاصة أن المياه المعبأة التي تحتوي على إضافات فاخرة ليست بالضرورة أفضل من مياه الصنبور العادية، لكن إذا كانت هي ما تشجع على الشرب، فهذا مقبول تمامًا.
إذا كنا نفضل نوعًا معينًا من المشروبات، وكان هذا سيجعلنا نشرب أكثر ونكون أحرص على الترطيب، ولدينا الموارد المالية لشرائه، فيمكننا شربه دون تردد.
المصادر:
الكاتب
مايا نور الدين

ترجمة
مايا نور الدين
