هذا السكر قد يكون علاجًا للصلع الوراثي عند الرجال.. وهو موجود في أجسامنا منذ زمن!

15 أكتوبر 2025
8 مشاهدة
0 اعجاب

هذا السكر قد يكون علاجًا للصلع الوراثي عند الرجال.. وهو موجود في أجسامنا منذ زمن!


تشير دراسات حديثة إلى أنّ مفتاح علاج الصلع الوراثي عند الذكور قد يكون مرتبطًا بنوع من السكر يوجد طبيعيًا داخل الجسم، بعيدًا عن الزيوت العشبية أو علاجات الضوء الأحمر.


في نموذج تجريبي من الفئران يعاني تساقط الشعر المرتبط بالتستوستيرون، حُفّز نمو الشعر من جديد باستخدام سكر يسمى سكر الريبوز 2 منقوص الأكسجين، وبفاعلية مماثلة للعلاج الشائع المينوكسيديل، الذي يعد المادة الفعالة في دواء روغين (Rogaine).


رغم شيوع اسم «الصلع الوراثي عند الذكور»، فإن هذه الحالة تُعرف أيضًا باسم الصلع الوراثي النمطي أو الثعلبة الأندروجينية، وهي تُصيب النساء أيضًا. وتشير الإحصاءات إلى أنها تصيب قرابة 40% من الأشخاص، ما يجعلها السبب الأكثر شيوعًا لتساقط الشعر عالميًا. عادةً ما تبدأ الأعراض في العقدين الثاني أو الثالث من العمر، أو بعد انقطاع الطمث، ولا يزال السبب الدقيق لهذا الحالة غير معروف، بيد أنه يُعزى إلى مزيج من العوامل الوراثية والهرمونية إلى جانب عامل التقدم في السن.


نظرًا إلى أن الخيارات العلاجية المتاحة حاليًا محدودة، فإن هذه الاكتشافات تُعد واعدة للغاية، حتى ولو اقتصرت في الوقت الراهن على الفئران.


تقول أستاذة هندسة الأنسجة شيلا ماكنيل من جامعة شيفيلد: «يعد الصلع الوراثي حالةً شائعة تصيب الرجال في مختلف أنحاء العالم، غير أنه لا يوجد حاليًا سوى عقارين معتمدين من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاجه».


«تشير دراستنا إلى أن الحل لعلاج تساقط الشعر قد يتمثل ببساطة في استخدام السكر الطبيعي -سكر الريبوز منقوص الأكسجين- لتعزيز تدفق الدم إلى بصيلات الشعر وتحفيز نموه».


قد يبدو اسم سكر الريبوز منقوص الأكسجين مألوفًا من دروس العلوم، فهو السكر الذي يشكّل مع الفوسفات أساس جزيء الحمض النووي، لذا فهو يؤدي دورًا مهمًا في استقرار الحمض النووي وعمليات نسخه وإصلاحه.


كان الهدف الأول للفريق دراسة قدرة هذا السكر على تسريع التئام الجروح بتعزيز تكوين الأوعية الدموية، وذلك قبل أن يلاحظ الباحثون أن الفئران المعالَجة به قد أظهرت عودةً أسرع لنمو الشعر.


انتقل الباحثون بعدئذ لدراسة إمكانية استخدام هذا السكر لعلاج تساقط الشعر، فوضعوا مقدارًا صغيرًا منه بهيئة جل على فئران ذكور تعاني الصلع، وقارنوا مفعوله بمعالجات أخرى معتمدة على المينوكسيديل فقط، أو بمزيج من المينوكسيديل وسكر الريبوز منقوص الأكسجين.


خلال أسابيع قليلة، لوحظ أن كل من جل المينوكسيديل والجل المحتوي على السكر قد حقق مستويات متقاربة من نمو الشعر الجديد، بنسبة تتراوح بين 80 و90%، بيد أن الجمع بينهما لم يُظهر فائدة إضافية تُذكر.


لا يزال العلماء غير متيقنين من الآلية التي يحفّز بها جل سكر الريبوز منقوص الأكسجين نمو شعر أطول وأكثف لدى الفئران، غير أنّهم يرجحون أن يكون السبب متعلقًا بزيادة تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، لذا فقد يكون فعالًا أيضًا مع أنواع أخرى من تساقط الشعر، مثل التساقط الناجم عن العلاج الكيميائي.


لم يثبت بعد إمكانية تحقيق النتائج ذاتها لدى البشر، غير أن تحقق ذلك قد يتيح بديلًا منخفض التكلفة مقارنةً بالخيارات العلاجية الحالية للصلع الوراثي.


أشار باحثو الدراسة أيضًا إلى أنّ مجال الصلع الوراثي يعاني نقصًا كبيرًا في الدراسات، ما يستدعي البحث عن أساليب جديدة.


تقول ماكنيل: «لا تزال هذه الدراسة في مراحلها المبكرة، بيد أن نتائجها واعدة وتستحق المزيد من التعمق. وهي تمثل مدخلًا آخر لعلاج حالة تؤثر في صورة الذات وثقة الرجال بأنفسهم».

 



المصادر:


الكاتب

رحاب القاضي

رحاب القاضي
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة