يمكن لانفجار نووي أن ينقذ القمر من ارتطام مدمر عام 2032

29 أكتوبر 2025
18 مشاهدة
0 اعجاب

يمكن لانفجار نووي أن ينقذ القمر من ارتطام مدمر عام 2032


 

         أحدث اكتشاف الكويكب (2024 YR4) ضجة كبيرة العام الماضي، وقُدِّر في البداية أن احتمال اصطدامه بالأرض يبلغ 3%. ومنذ ذلك الحين، حُسِّنت النماذج، ومع أن احتمال اصطدامه بالأرض لم يعد قائمًا، فإن احتمال اصطدامه بالقمر في ديسمبر 2032 بلغ 4%. ستكون لدينا فكرة أفضل عن احتمالية الاصطدام مع اقتراب ذلك الموعد، لكن المهندسين والعلماء يخططون أيضًا لما يجب فعله لضمان عدم اصطدامه بقمرنا الطبيعي الوحيد على الإطلاق.


         تُفصِّل ورقة بحثية جديدة من ناسا ومجموعة من الباحثين البعثات المحتملة والجداول الزمنية التي قد تضمن عدم تعرض القمر لضربة قوية من كويكب بحجم مناسب في أقل من عقد من الزمان.


         لا توجد خطط نهائية لوجود بشري دائم على القمر بحلول ذلك الوقت، لذا لن يؤثر ذلك مباشرةً في أي أنشطة بشرية باستثناء أن كويكبًا بهذا الحجم قد يُنشئ حقلًا حطاميًا ضخمًا من شأنه أن يزيد من عدد النيازك الدقيقة التي تضرب الأرض بما يصل إلى 1000 ضعف المتوسط ​​ الطبيعي لبضعة أيام.


         مع أن هذا من شأنه أن يُمثل أحد أفضل عروض النيازك في القرون القليلة الماضية، فإنه سيشكل أيضًا خطرًا على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، وحتى رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية ومحطات الفضاء الأخرى، بافتراض أنهم ما زالوا هناك عام 2032.


         لمنع هذا الاحتمال خياران، إذا كان الكويكب 2024 YR4 سيضرب القمر بالفعل، وهو أمر ما زال غير مؤكد، أحد الخيارين هو حرف مساره، والآخر هو تدميره.


         يُفضَّل خيار الانحراف، فمجرد تحريك مساره المداري قليلًا سيضمن عدم اصطدامه بالأرض والقمر. كلما أسرعنا في ذلك، قلّت الحاجة إلى دفع أقل، لذا من الأفضل القيام بذلك عاجلًا وليس آجلًا، مع ذلك لكي نحرف مسار 2024 YR4 بدقة، نحتاج إلى معرفة وزنه.


         لدينا تقدير جيد نسبيًا لقطره، نحو 60 متر (200 قدم)، مع زيادة أو نقصان 10%، لكن تقديرات كتلته تعتمد على كثافته، التي يصعب حسابها من مسافة بعيدة.


         قد يتراوح وزن الكويكب بين 51 مليون كيلوغرام وأكثر من 711 مليون كيلوغرام، وتختلف كمية الطاقة اللازمة لتحريك أحد هذين الوزنين بدقة كبيرة. إذا استندت مهمة انحرافه إلى حساب خاطئ للكتلة، فقد يُغيّر مساره بالخطأ، ما يزيد المشكلة سوءًا، إذ قد يتجه نحو الأرض.


         يمكن للمهندسين تصميم مهمة استطلاعية لمحاولة الحصول على تقدير أدق لكتلة 2024 YR4، لكن أفضل وقت للقيام بذلك سيكون عام 2028، أي بعد ثلاث سنوات فقط. لم يسبق تصميم وإطلاق مهمة مُصممة خصيصى لهذا الغرض في هذا الإطار الزمني الضيق. قد يكون من المناسب لحل مشكلة ذات مستوى تهديد عالٍ بما يكفي، إلا أن 2024 YR4 ليس كذلك على الأرجح.


         يُمكننا إعادة توظيف البعثات الفضائية الحالية، سواءً الموجودة في الفضاء أو قيد التطوير. OSIRIS-APEX هو اسم البعثة المُوسّعة لبعثة OSIRIS-Rex، وهي في طريقها حاليًا إلى أبوفيس، وهو كويكب آخر قريب من الأرض.


         يمكن أيضًا توجيه مركبة Psyche نحو هدفها الرئيسي في الحزام، لكن في كلتا الحالتين سيتعين على هذه البعثات التخلي عن أهدافها المقصودة للاقتراب بدرجة كافية من 2024 YR4. خيار آخر هو Janus، الموجود حاليًا في المخزن، ولكن من غير الواضح مدى فعاليته في تحديد وزنه.


         نظرًا إلى عدم اليقين بشأن خيار الانحراف، تُشير الورقة البحثية إلى أن الخيار الآخر مُمكن على الأقل. قد يأتي تدمير الكويكب بأحد شكلين. الأول حركي، أي ضربه بشيء كبير وثقيل بما يكفي لتفتيته إلى قطع أصغر حجمها 10 أمتار. أثبتت DART مؤخرًا فكرة إعادة توجيه الكويكب بالقيام بالشيء نفسه. إن ضربه بهدف تدميره سيكون مستوى مختلفًا من الصعوبة، ولكن من المؤكد أنه يمكننا تصميمه وبنائه في الوقت المناسب لإطلاقه في وقت ما بين أبريل 2030 وأبريل 2032.


         الخيار الآخر لتدميره سيثير مشاعر جيل التسعينيات، يمكننا تفجيره نوويًا. قد لا يتطلب الأمر تضحية بروس ويليس بنفسه، بل إطلاق انفجار نووي على ارتفاع معين من سطح 2024 YR4.


         ما زال يتعين علينا بعض الاستطلاع لمحاولة تصميم الانفجار. إن قنبلة نووية بقوة ميغا طن واحدة ستكون كافية لتعطيل 2024 YR4 مهما كان حجمه بحسب الدراسة، وهذا ضمن ترسانتنا النووية الحالية.


         لم نختبر انفجارًا نوويًا في الفضاء من قبل بهدف حرف مسار كويكب، لكن الفيزياء تقول بالتأكيد إنه ممكن. لقد اختبرنا للتو سلاحًا نوويًا في الفضاء، مع أن ذلك كان في ستينيات القرن الماضي، وأبرزها مع مركبة ستارفيش برايم، التي أُطلقت في يوليو 1962.


         إنه قرار سياسي بقدر ما هو قرار تقني بشأن مدى جدوى هذا الخيار لمواجهة هذا التهديد تحديدًا لنظامنا الكوكبي. لسنا متيقنين حتى الآن مما إذا كان صاروخ 2024 YR4 سيصطدم بالقمر بالفعل، ولن نتحقق من ذلك حتى عام 2028.


         إذا تأكد ذلك، فمن الأفضل على الأقل أن نمتلك القدرة على تعطيله إذا أردنا. سيتعين اتخاذ هذا القرار في السنوات القليلة المقبلة، إذ تتقلص فرص إطلاق البعثات يومًا بعد يوم، سواء كانت نووية أم لا.

 



المصادر:


الكاتب

محمد الشرقاوي

محمد الشرقاوي
ترجمة

محمد الشرقاوي

محمد الشرقاوي
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة