هناك بعض الأمراض المؤلمة جدًا على سطح الأرض، بعضها معدٍ والبعض الآخر وراثيّ ولكن معظم هذه الأمراض تترافق مع أعراض مخيفة.

ابتداءً من التشوه الدائم إلى الألم اللامنتهي الذي يفوق ألم الولادة، سوف نمر في هذا المقال على بعض الأمراض والاضطرابات التي لن ترغب حقًا أن تتطور لديك.

ساعدت أساليب وتقنيات العلاج الحديثة على تخفيض شدة بعض هذه الحالات، لكن بقي العديدُ منها غير قابلٍ للعلاج وناتجًا عن أسباب غير معروفة.

(شَحامَةٌ مُؤْلِمَة، الأورام الشحمية المؤلمة – :(adiposis dolorosa

هذه الحالة النادرة تسبب نمو أورامٍ شحميةٍ متعددةٍ مؤلمةٍ في جسم الشخص المصاب، وتحدث غالبًا لدى النساء البدينات اللواتي تتراوح أعمارهن بين (35-50) سنة، هذه الأورام المعروفة باسم (الأورام الشحمية – (lipomas من الممكن أن تظهر في جميع أنحاء الجسم لكنها غالبًا ما تظهر على الجذع والأرداف وأعلى الذراعين والساقين.

هذه الأورام تسبب حرقًا شديدًا أو ألمًا، وهذه الأعراض تكون مستمرةً عند بعض الأشخاص أو تدوم لعدة ساعاتٍ عند بعضهم الآخر، ومن الممكن أن تزيد حركة المريض من سوء الألم وكذلك أيضًا زيادة الوزن والدورة الشهرية.

هذا المرض يُعرف أيضًا باسم ((Dercum’s disease ولا توجد أسبابٌ معروفةٌ لهذه الحالة المرضية، يمكن أن تضمن العلاجات الإزالة الجراحية للأورام إضافةً إلى أن شفط الدهون يمكن أن يخفف بعض الأعراض.

(الألم العصبي التالي للحلأ – Post-herpetic neuralgia):

هذه الحالة نتيجةٌ للإصابة بالقوباء المنطقية، وهي في حد ذاتها ليست لطيفةً جدًا، فحوالي واحد من كل خمسة أشخاصٍ تصيبهم القوباء المنطقية يحدث لديه ما يُعرف بالألم العصبي التالي للهربس (الحلأ).

تقول هيئة الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة: »الأعراض الرئيسية للألم العصبي التالي للهريس هي الآلام العصبية المتقطعة أو المستمرة في المنطقة التي أُصيبت مسبقًا بالقوباء، وقد وُصف الألم بكونه يشبه الحرق، أو الطعن، أو إطلاق النار، أو الخفقان، أو الصدمات الكهربائية«.

الأسباب الحقيقة لهذه الظاهرة غير معروفةٍ على الرغم من أن فيروس جدري الماء (الحلأ النطاقي) يُعتقد أنه يلعب دورًا في الآلية المرضية، الأشخاص المسنون يبدو أنهم أكثر عرضةً لتطور هذا الألم لديهم أكثر من غيرهم، ولا توجد لدينا طريقةٌ لمنعه على الرغم من أن علاج القوباء في أقرب وقتٍ بالأدوية المضادة للفيروسات من الممكن أن يساعد.

(ألم العصب مثلث التوائم – :(Trigeminal neuralgia

هذا الألم الشديد المفاجئ في الوجه الموصوف بحدوث صدمةٍ كهربائيةٍ في فك الشخص المصاب يستمر من بضع دقائق لعدة ساعات، إنه مؤلمٌ بشدة، ويُوصف بكونه المرض الأكثر إيلامًا في العالم الطبيّ، ويُطلق عليه أحيانًا مرض الانتحار، ويكون نتيجةً لاضطرابٍ في عصب مثلث التوائم الذي يوجد في الوجه، ويؤدي إلى مبالغةٍ في الاستجابة للمحفزات اليومية مثل الكلام والأكل.

مسكنات الألم مثل المورفين تبدو أنها لا تملك أي تأثيرٍ في تخفيف الألم، بعض العمليات الجراحية من الممكن أن تُستخدم لعلاج هذه الحالة، ولكن في هذه اللحظة فنحن ليس لدينا علاجٌ معروف، والسبب الدقيق لهذه الحالة غير معروفٍ أيضًا على الرغم من أنه من الممكن أن يكون ضغط وعاءٍ دمويٍّ على مخرج العصب في الدماغ.

(فقر الدم المنجلي – (Sickle cell disease:

هذا الاضطراب الدموي الوراثي يسبب تشكلًا غير طبيعيٍّ للكريات الحمراء، فتأخذ شكل هلالٍ أو منجل، والنتيجة هي ألمٌ مبرح، وهذا المرض مستمرٌ مدى الحياة، دون أن يكون لدينا علاجٌ له، ويولد الناس به، ولكن بشكلٍ طبيعيٍ لا تتطور لديهم أي أعراض.

وفي حال تطورت الأعراض فسوف تتطور في وقتٍ لاحق، ويحدث بسبب جينٍ معيبٍ يؤثر في تطور كريات الدم الحمراء.

يشتمل هذا المرض على نوباتٍ من الألم، والتي من الممكن أن تستمر مدة أسبوع، ولحسن الحظ فهذه الآلام من الممكن تدبيرها بالمسكنات إلى حدٍّ ما، في حين أن خطر الخمج يمكن أن يقل باستخدام الصادات، وهذا المرض يمكن أن يكون قاتلًا في بعض الأحيان.

والأشخاص الذين يعانون من الأعراض الشديدة من المرض يعيشون عادةً بين ال40 إلى 60 سنة، ولكن العلاجات الحديثة تعمل على زيادة هذا المعدل.

(التهاب الفم التقرحي الناخر –  :(Cancrum Oris

هذا المرض الخمجيّ، والذي يُعرف ﺑ «NOMA» يكون أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في جنوبي الصحراء الكبرى في إفريقيا، وهو يدمر الأنسجة الصلبة والرخوة في الوجه، ما يؤدي إلى ظهور الآفات المواتية أو الغنغرينية.

هذا المرض لديه معدلُ وفياتٍ مرتفعٌ للغاية يصل إلى حوالي  90%من الحالات، وحتى أولئك الذين ينجون من المرض فهو يتركهم مشوهين بشدة، والآفات الجسدية تكون دائمة.

التغذية الجيدة والحالة الصحية الجيدة من الممكن أن تمنع حدوث هذه الحالة، ومن الممكن أيضًا إيقافها وعلاجها بالمضادات الحيوية بمجرد أن تبدأ الإصابة.

وللأسف، فقد كان هناك العديد من الحالات للأطفال المصابين الذين يُنبذون من قِبل الآخرين الأصحاء الذين لا يريدون أن يلتقطوا العدوى.

(متلازمة الألم الناحي المركب -Complex Regional Pain Syndrome):

يُشار إلى هذه الحالة على أنها الشكل الأكثر إيلامًا من ضمن الآلام المزمنة التي يمكن أن تتطور، وعادةً ما يبدأ بعد إصابةٍ مثل كسر العظم، ويكون الألم في طرفٍ واحدٍ على الرغم من أنه يمكن أن ينتشر أيضًا ويُعرف هذا الاضطراب بالحثل الانعكاسي الودي.

إن هذا الاضطراب مرعبٌ بشكلٍ كبير، والألم مسجلٌ على أنه أسوأ من ألم الولادة، أو بتر الأصبع، ويمكن أن يجعل الجلد حساسًا لدرجة أن اللمس البسيط يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا.

في حين أن بعض الحالات من الممكن أن تتحسن، من الممكن في حالاتٍ أخرى أن يعاني المرضى من الألم لسنوات، السبب الدقيق غير معروف، ويتطور هذا الاضطراب بنسبة شخصٍ إلى 3800  شخصٍ في بريطانيا سنويًا.

(الخناق – :(Diphtheria

هذا المرض شديد العدوى، يتسبب في تشكل غشاءٍ رماديٍّ أبيض في مؤخر حلق المريض، ما يجعل التنفس صعبًا، ومن الممكن أيضًا أن يسبب بثورًا مملوءةً بقيحٍ في الساقين والقدمين واليدين.

سبب المرض هو الجرثومة الوتدية الخناقية، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى قصور القلب، أو الشلل، أو حتى الوفاة.

تمكنت العلاجات واللقاحات من منع انتشار المرض، ولكن تم الإبلاغ عن 7321 حالة في عام 2014 مع توقع أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.


  • ترجمة: أنس حاج حسن
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير : أحمد عزب
  • المصدر