حقًا، إن تأمين الغذاء لحوالي 7.5 مليار شخص ليس بالأمر السهل على الإطلاق!

يوجد حوالي 570 مليون مزرعة في العالم، لكل منها معاييرها الزراعية وغلّاتها، وكذلك طُرقها في استخدام الأراضي، التعبئة والتغليف، وكذلك نقل المنتجات.

وقد يتساءل البعض عن النظام الغذائي ذي التأثير الأقل ضررًا على كوكبنا.

يقول العلماء إنه إذا أردت حماية الكوكب.. كُن نباتيًا!

يقول الباحث جوزيف بور- Joseph Poor من جامعة أكسفورد: «إنَّ النظام الغذائي النباتي هو على الأرجح، الطريقة الوحيدة والأفضل للحد من تأثيرك على كوكب الأرض، ليس فقط على مستوى الغازات الدفيئة، بل أيضًا على مستوى تحمُّض المياه العالمية، والإثراء الغذائي -الزيادة الإنتاجية لنظامٍ بيئي- وكذلك كيفية استخدام الأراضي والمياه».

سعيًا للحد من مدى تأثير الزراعة على الكوكب، صاغ الباحثون في جامعة أكسفورد مجموعةً من البيانات الفعّالة عن الطريقة التي يؤثر بها نظامُنا الغذائي على الكوكب، وذلك عن طريق إجراء التحاليل على 40 ألف مزرعة تقريبًا في أكثر من 100 دولة مختلفة، والتي تُنتج حوالي 90% من الغذاء الذي يؤكل في العالم.

وتتبّع الباحثون هذه المنتجات المختلفة، ابتداءً من المزارع وانتهاءً بمائدة الطعام، وتعرّفوا على تأثيرها على انبعاثات الغازات الدفيئة، والتحمُّض المحيطي، وتلوّث المياه، وكذلك استخدام الأراضي والمياه.

ووفقًا للبيانات المنشورة في مجلة “Science”: فإنَّ تجنُّب أكل اللحوم ومشتقّات الألبان، هو الطريقة الأفضل، بل الوحيدة للحد من تأثيرك على البيئة.

فبدون استهلاك اللحوم والألبان، يصبح بالإمكان تقليص مساحة الأراضي الزراعية في العالم بأكثر من 75%، ورغم ذلك، يظل بإمكاننا القدرة على تأمين الغذاء العالمي.

حقيقةً، تأثير أكثر المنتجات الحيوانية استدامةً، يتجاوز بكثير تأثير المنتجات النباتية، فعلى سبيل المثال، تؤمّن الثروة الحيوانية 18% من السعرات الحرارية، و37% من البروتين المستهلك عالميّا، في حين تُشكّل 83% من الأراضي الزراعية، مُنتجةً حوالي 60% من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الزراعة.

بالفعل، الأمر لا يتعلق فقط بنوعية الغذاء الذي يُنتَج ويُستَهلَك، بل أيضًا بالمكان والطريقة التي يتم بها ذلك.

فالأبقار اللحميَة –الأبقار التي تُربّى لإنتاج اللحوم– والتي تُرعى في الأراضي مقطوعة الأشجار، تزيد من انبعاثات الغازات الدفيئة بمعدل 12 مرة، وتشغل حوالي أكثر من 50 مرة من الأراضي التي يمكن أن تشغلها لو تمت تربيتها في مراعٍ مناسبة.

يمكن أن يأخذ التأثير الضار للمنتج نفسه 50 شكلًا مختلفًا!!

ما كان يُعتقَد يومًا أنّه البديل الأكثر استدامةً وهو مزارع أسماك المياه العذبة، يثبتُ اليوم أنّه ضارٌّ بالبيئة! فالنفايات والأطعمة التي لا تستهلكها الأسماك، تستقرُّ في قاع الأحواض، جاعلةً منها بيئةً مثالية لإنتاج غاز الميثان.

يُشير بور إلى أنَّهُ لا يوجدُ حلٌّ وحيد متكامل، موضّحًا العديد من الطرق للحد من تأثيرنا على البيئة، والتي ستأخذ أشكالًا عدّة.

ابتداءً من قمة الهرم، يعتقد بور أنَّه يجب على صنّاع السياسة أن يدعموا المنتجين الذين يراعون حماية البيئة، والذين يمارسون أنشطة مستدامة في بيئات مناسبة.

كما يجب على هؤلاء المنتجين أن يراقبوا تأثير منتجاتهم على البيئة، وأن يبقوا المستهلكين على إطلاع عليها، والذي بدورهم يمكنهم أن يتّخذوا قرارات حكيمة بشأن نظامهم الغذائي.


  • ترجمة: محمد غيث بغدادي
  • تدقيق: منة حمدي
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر