كشفت شركة Wabtec، بالتعاون مع جامعة كارنيغي ميلون، النقاب عن قاطرة -هي الأولى من نوعها في العالم- تعمل بالبطارية الكهربائية، كما جاء في تقرير صحيفة ديجيتال، وتزعم الشركة -التي تتخذ بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا مقرًا لها- أن مركبتها الجديدة تتفوق بمراحل على قوة نظائرها من سيارات تسلا الكهربائية، وأيضًا، تتمكن من إنقاص انبعاثات الكربون على نحو هائل، ما يعد إضافة مهمة لقطاع النقل بالسكك الحديدية للبضائع، المعروف بقلة الانبعاثات الكربونية، مقارنة بوسائل النقل الأخرى.

قطار شحن بضائع يعمل ببطارية أيون ليثيوم بها 18 ألف خلية

يمكن دمج بطارية القطار الكهربائية بمحرك ديزل تقليدي للحد من استهلاك الوقود بما يزيد على 11%، ما سيفضي بدوره إلى انخفاضٍ في انبعاثات الكربون يصل إلى 11%، وهو ما يعادل تلافي 6200 غالون و70 طن من انبعاثات الكربون.

أكمل القطار الجديد -المسمى FLXdrive- فترته التجريبية بنجاح في كاليفورنيا في وقت مبكر من هذا العام، فقطع مسافة 20920 كم ما بين مقاطعتي بارستاو وستوكتون على مدار 3 أشهر كاملة، وجدير بالذكر أن القطار الذي يزن 195,044 كيلوجرام تشحنه بطارية أيون ليثيوم تحتوي على 18 ألف خلية، ما يسمح له ببذل قدرة تعادل 4400 حصان، وتصل قدرة القطار لاستيعاب الطاقة إلى 2,4 ميغا واط ساعة، فضلًا عن توفر إعادة الشحن عبر نظام الفرملة المولدة للطاقة.

جعل النقل بالسكك الحديديّة أكثر أمنًا على البيئة

تستخدم قاطرة FLXdrive نظام تثبيت للسرعة (cruise control system) يعمل بالذكاء الاصطناعي، ويسمى مكيف الرحلة (Trip Optimizer) وهو يتحكم في تدفق الطاقة لأجل استخدام فعال لها. الآن، تُطور Wabtec بالفعل جيلًا ثانيًا من القطارات التي تعمل بالبطاريات بقدرة تبلغ 7 ميغا واط ساعة، وتزعم الشركة بأن الجيل الجديد قد يحد من استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 30%، يصف المدير التقني التنفيذي إريك جيبهاردت الجيل القادم من القطارات، قائلًا: «تحظى القطارات بمئة ضعف طاقة وقدرة سيارة تسلا، إنها أقوى إلى حد كبير».

في اليوم نفسه من سبتمبر 2021، الذي كشفت Wabtec فيه النقاب عن قاطرة FLXdrive، أعلنت أيضًا شركة التعدين الأسترالية Roy Hill في بيان لها أنها اشترت أول قطارات FLXdrive المتاحة تجاريًا من Wabtec، إضافةً إلى ذلك، ستتلقى الشركة إصدار الجيل الثاني من قاطرات FLXdrive عند اكتمالها، إذ ستُسلم في عام 2023.

وجدير بالذكر، أن شركة Roy Hill تدير خط السكة الحديد الذي طوله 344 كم لتعدين الحديد الخام في منطقة بيلبارا بغرب أستراليا.

طُوّر القطار الجديد جزءًا من تعاون بين Wabtec وجامعة كارنيغي ميلون للمساعدة على تعزيز النقل بالسكك الحديدية، على الرغم من تمتعه بالفعل بميزة بيئية إضافية مقارنة بالنقل البري والجوي. على الرغم من أن قطاع النقل يعد مصدر انبعاثات الغازات الدفيئة في الولايات المتحدة، فإن السكك الحديدية مسؤولة فقط عن 2% من إجمالي انبعاثات القطاع. تشير الدراسات إلى أن التحول إلى السكك الحديدية والابتعاد عن النقل البري قد يقلل الانبعاثات بنسبة 75%، ولهذا استهدف تعاون Wabtec وكارنيغي ميلون العمل على تطوير تقنية خالية من الانبعاثات، لتيسير نقل 1.7 مليار طن من البضائع الضخمة، التي تُنقل عادة على خطوط السكك الحديدية الأمريكية كل عام.

اقرأ أيضًا:

قطار هايبرلوب السعودي تم الكشف عنه وهو الجنون بحد ذاته

دراسة جديدة تؤكد أن السيارات الكهربائية تنتج كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون

ترجمة: مي مالك

تدقيق: حسين جرود

المصدر