السجائر الإلكترونية، البديل الأقل ضررًا للسجائر التقليدية كما يشاع عنها مؤخرًا حيث  لمحت الهيئات الصحية في المملكة المتحدة لمقترح توفير السجائر الإلكترونية في الأسواق الطبية كأداةٍ مساعدة لهم لإلغاء التدخين من عاداتهم، لكن دراسة جديدة كشفت عن نسبة من السُمية على شكل معادن في أبخرة السجائر الالكترونية مثيرةً مرةً أخرى موجة الشكوك التي صاحبت حملة إعلانها المنقذ الجديد من براثن عادة التدخين القاتلة.

حلل باحثون من كلية هوبكنز بلومبرج للصحة العامة أبخرة 56 سيجارة الكترونية من مستخدمين اعتياديين لها ووجدت العديد منها معرض بشكل محتمل لمستوى من السمية بمواد معدنية مثل النيكل الرصاص والكروم وتأتي هذه الدراسة كمكمّل لدراسة أولية قاموا بها عام 2016 حيث أظهرت نتائجها ارتفاع نسبة الكروم والنيكل  بلعاب وبول المستخدمين لهذه السجائر.

هنا يكمن الرابط الذي من خلاله يمكن وصف السجائر الالكترونية كبديل غير آمن حيث أن ارتفاع تركيز تلك المعادن على المدى البعيد يُصنف كمسبب لعدة أمراض تتضمن أمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الدماغ، ومجموعة متنوعة من أمراض السرطان، هذه الأبحاث لا تدعي أو تؤكد الربط المباشر بين ما سبق ذكره من أمراض و استعمال السجائر الإلكترونية  لكنه من البديهي هنا ومن المنطقي ذكره زيادة نسبة الخطورة وكم العوامل المساعدة لحدوث مضاعفات غير حميدة .

قام الباحثون من خلال هذه الدراسة بتسليط الضوء على ثلاثة عناصر محورية بآلية عمل السيجارة الإلكترونية لمحاولة الكشف عن 15 عنصر معدني و الثلاثة عناصر هم السائل المحتوي على النكهة و المادة المنتجة للأبخرة وخزانها بالإضافة للمادة المحيطة بالأسلاك المنتجة للحرارة وطبعًا الأبخرة نفسها حيث إن آلية عمل السيجارة الالكترونية ترتكز على إحماء الأسلاك بواسطة بطاريات وبالتالي تحويل السائل المعبأ بمخزن السيجارة إلى بخار فوجدوا أن العناصر الخمسة عشر نسبتها تكاد تكون معدومة ولا توضع بالحسبان و ذلك في المادة السائلة لكن ما كان مقلقًا هو ما وجدوه في الأبخرة وما يحيط بأسلاك التسخين من مواد حيث ذكرت المؤلفة الرئيسية للدراسة.

آنا ماريا راول”لا نعلم جزمًا حقيقة سبب وجود العناصر المعدنية حول سلك التسخين، هل رشحت من السلك أو تبخرت بفعل الحرارة.<< أقل من النصف هو عدد الأجهزة المستعملة بالدراسة التي بعثت بكم من الرصاص والنيكل والمنغنيز بنسب تفوق الحدود الموصى بها من قبل وكالة حماية البيئة “وهذه النسب هي المعدل المتوسط فقط، النسب الحقيقية كانت متفاوتة من عينة لأخرى حيث احتوى بعضها على كميات تعدت نسب الوكالة بأشواط ” كما أضافت راول لاحقًا، ضوء ما سبق يمكن اعتبار صنف من السجائر أفضل من صنف آخر.

استنشاق أبخرة التبغ المحترق عادةٌ قديمةٌ اتخذها البشر منذ زمن لكن تحول النيكوتين لمادةٍ متبخرة قابلة للاستنشاق هو الشيء الجديد.

إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على سبيل المثال لم تجزم حتى الآن موقفها الذي يجب أن تتخذه حيال السجائر الجديدة حيث عزمت عام 2016 على إدراج استخدامها بنفس خانة السجائر التقليدية لكن في السنة الأخيرة أقرت إمكانية استخدام هذه الأبخرة كوسيلة لتقليل اعتمادية الشخص على السجائر التقليدية منتهيًا بالتخلص التام منها وهو الشيء المستحسن، ولكن على تلك المنظمة وكذلك الشركات المصنعة لتلك الآلات الأخذ بعين الاعتبار نتائج البحوث حيث أصرت راول”إنه لمهم لمنظمة إدارة الدواء والغذاء الامركية والشركات المصنعة للسجائر الالكترونية كذلك أن يعرفوا أن أسلاك التسخين بوضعها الحالي، ترشح معادن سامة للأبخرة المستنشقة من قبل مستعمل السجائر الإلكترونية”

العناصر المعدنية السامة هي إحدى المخاطر الصحية التي يضاف إليها مخاطر المواد المضيفة للنكهة كذلك ولكن صبرًا، لا تعتقد أن كل ذلك يضفي ميزات للتدخين التقليدي للتبغ وقبل أن تتخذه كخيار أكثر أمانًا تذكر أنه لا يزال يضيف المعادن لرئتيك لكن تتكون من تشكيلة أصناف أخرى مثل الكادميوم وبالطبع الرصاص، تذكر أكثر أمانًا لا تعني بالضرورة أمنًا تامًا من الشكوك التي ما تزال تحوم حول المخاطر المحيطة بأبخرة السجائر الإلكترونية.


  • ترجمة: وسام الزيادات
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر