هل تستخدم هاتفك في أثناء القيادة؟ لا تعتقد أنك الوحيد، فقرابة 60% من السائقين يستخدمون هواتفهم في وضع «عدم استخدام اليدين» في أثناء القيادة.

لا تكن متهاونًا، لا يُعد استخدام الهاتف في وضع «عدم استخدام اليدين» (hands free mode) في أثناء القيادة نشاطًا آمنًا، رغم الانطباع الذي يتركه القانون ورسائل التسويق وتصرفات الناس حول الموضوع.

يسبب نقص انتباه السائقين حوادث قاتلة، تتراوح نسبة الحوادث القاتلة الناجمة عن تشتت السائقين بين 14% عام 2017 إلى 13% عام 2021. تستند هذه الإحصائيات إلى التقارير المقدمة للشرطة. يعتقد الخبراء أن العدد الفعلي للحوادث الناتجة عن تشتت السائقين في أثناء القيادة أعلى بكثير من ذلك، إذ تشير البيانات إلى أن 58% من حوادث المراهقين سببها تشتت الانتباه في أثناء القيادة.

المكالمات دون استخدام اليدين:

تمنع معظم الولايات الأميركية استخدام الهاتف في أثناء القيادة، إلا أنها تسمح باستخدام الأجهزة بوضع «عدم استخدام اليدين»، لكن ما تزال هذه الأجهزة مُشتِتة للانتباه. إذ يجمع السائقون بين القيادة والتحدث عبر الهاتف، وهما مهمتان يتطلب كل منهما تركيزًا عاليًا في الوقت ذاته.

مثلًا، ستتوقف عن مراقبة المخاطر عند إجراء مكالمة في وضع «عدم استخدام اليدين» في أثناء القيادة، وستزداد المواقف التي تضغط فيها على الفرامل فجأة. وتستمر هذه التأثيرات الضارة رغم انتهاء المكالمة، إذ يظل السائق مشتتًا مدة 27 ثانية تقريبًا. قد يقطع السائق نحو كيلومتر واحد في تلك الأثناء إذا كان يسير بسرعة 100 كيلومتر بالساعة.

تطبيقات الطرف الثالث:

تشجع تطبيقات الطرف الثالث -التي تربط الهاتف بالسيارة، مثل تطبيقات «آبل كاربلاي» و«أندرويد أوتو»- استخدام الهاتف بوضعية «عدم استخدام اليدين» في أثناء القيادة. إذ تستطيع التحكم في الموسيقى والتوجهات والرسائل النصية والمكالمات بوساطة الأوامر الصوتية. يستطيع مستخدمو آيفون توصيل أجهزتهم بأكثر من 800 نوع من السيارات، مقابل 500 نوع لمستخدمي أندرويد.

لكن هل استخدام تطبيقات الطرف الثالث في أثناء القيادة آمن؟

يقول 53% من الناس أن صانعي السيارات سمحوا بهذه التقنية، فلا بد أنها آمنة. لكن تسبب هذه التطبيقات -دون قصد- إزاحة النظر عن الطريق في أثناء المكالمة لمدة قد تحدث ضررًا، وتُبطئ من ردة فعلك.

أتمتة القيادة والتشتت:

زاد التقدم التكنولوجي من سلامة عملية القيادة. تتحكم أنظمة مثل «كاديلاك سوبر كروز» و«تسلا أوتوبيلوت»، في عجلة القيادة وتسارع المركبة في مواقف محددة. لكن ذلك لا يعني إمكانية استخدام الهاتف وتجاهل الطريق. يحدث تشتت بين التسويق لهذه التقنيات والحماس لتجريبها، إلا أنه يجب الانتباه إلى الطريق عند استخدامها أيضًا.

أثبت الباحثون أن السائقين الذين يستخدمون المستوى الثاني من أتمتة القيادة -التي تجمع بين التحكم التلقائي في السرعة مع توجيه المسرى- أكثر عرضة ليغفلوا عن الطريق، وأثبتوا أيضًا أن عدم أمان مشاهدة مقطع فيديو أو القيام بأي أمر مشتت للانتباه في أثناء استخدام هذه الأنظمة. فيتوقف السائق عن النظر إلى الطريق وتصبح ردة فعله أبطأ.

تعمل بعض الأنظمة على زيادة التركيز في أثناء القيادة، بتوجيه أوامر لتحريك العين والرأس بطريقة معينة تضمن الوضعية الصحيحة. ينبه النظام السائق ليعيد تركيزه على الطريق حال غفلت عيناه عدة ثوانٍ. ما يمنع التشتت باستخدام الهاتف.

الوعي حول القيادة المشتَّتة:

أبريل هو شهر التوعية بشأن مخاطر التشتت في أثناء القيادة. يودي تشتت الانتباه في أثناء القيادة بحياة آلاف الأشخاص سنويًا في الولايات المتحدة، سواءً أكان التشتت بسبب استخدام الهاتف في وضعية «عدم استخدام اليدين»، أم بسبب استخدام القيادة الذاتية، أو أحد تطبيقات الطرف الثالث التي تتحكم في المركبة. وما زالت المشكلة قائمة رغم تقدم تكنولوجيا المركبات.

إلقاء نظرة على تجارب الماضي في سلامة الطرق حل جيد للحد من التشتت في أثناء القيادة، وتعديل الثقافة المحيطة بقيادة السيارة وتعدد المهام في أثناء القيادة، والتعليم الشامل والتدريب وحملات التوعية مثل حملة «اربط حزام الأمان أو ادفع الغرامة» لتشجيع استخدام حزام الأمان، جميعها أمثلة جيدة. أطلقت إدارة السلامة المرورية الوطنية في أبريل 2024 حملة «ضع الهاتف جانبًا أو ادفع الغرامة» للحد من التشتت في أثناء القيادة.

أيضًا يجب على جميع السائقين المصطحبين لأطفال معهم إبداء سلوك آمن، إذ يراقب الطفل ويتعلم.

اقرأ أيضًا:

اختراع عدسة ذاتية الإصلاح يمكنها إيقاف حوادث السيارات ذاتية القيادة

تكنولوجيا جديدة تساعد السيارات ذاتية القيادة على التعلم من «ذكرياتها»

ترجمة: مريم ميهوب

تدقيق: زين حيدر

المصدر