تشيع حالات إصابات اليد في أقسام الإسعاف ومراكز الرعاية الأولية، وتُصنف إجمالًا في ست فئات تتضمن:

  •  التمزق.
  •  إصابات الهرس والبتر.
  •  الأخماج (الإنتانات).
  •  الكسور والخلوع.
  •  أذيات الضغط العالي.
  •  الحروق «لن نتحدث عنها».

التقييم والعلاج السريع لإصابات اليد ضروريان لمنع حدوث عجز وظيفي قريب أو بعيد الأمد.

التهاب غمد وتر القابضة المقيح

خمج يصيب غمد وتر العضلة القابضة في الإصبع وينتج غالبًا عن الجروح النافذة، لكنه قد يحدث في حالات نادرة حتى دون وجود جرح. قد ينتشر هذا الخمج بسرعة ويتفاقم على مسير غمد الوتر خلال ساعات.

تُعد حالات نقص المناعة مثل الداء السكري عامل خطر كبير لالتهاب غمد وتر القابضة، وأشيع الجراثيم المتهمة هي جراثيم فلورا الجلد التي تشمل العنقوديات المذهبة الحساسة للميتيسلين والعنقوديات المذهبة المقاومة للميتيسلين، إذ يشيع عزلها في أوساط الزرع. وقد تسبب الزائفة (البسودوموناس) حدوث هذه الحالة عند مرضى الداء السكري أو مرضى العوز المناعي.

علامات كانافيل الأربع لالتهاب غمد وتر العضلة القابضة:

  •  احتجاز الإصبع بوضعية انعطاف خفيف.
  •  ألم عند بسط الإصبع المنفعل.
  •  إيلام على مسير غمد وتر العضلة القابضة.
  •  تورم مغزلي الشكل.

يجب قبول مرضى التهاب غمد وتر العضلة القابضة في المستشفى مع تقييم اليد جراحيًا وإعطاء مضادات حيوية عبر الوريد. يُعد البضع الجراحي والبزل طرقًا تقليدية في العلاج، لكن الدراسات الحديثة والتجارب وجدت أن بعض المرضى قد يتعافون بالعلاج بالمضادات الحيوية وحدها دون تداخل جراحي.

بتر الأصابع الرضي

يجب علاج بتر الإصبع الرضي الكامل أو الجزئي سريعًا أو سيؤدي إلى عجز كبير طويل الأمد وأخماج خطيرة. تُعد جراحة اليد المقوية ضرورية لإعادة زرع الإصبع، ولكن إذا كانت الجراحة غير ممكنة فنستطيع تقليل التشوه وتحسين الوظيفة وترقيع الجلد.

من الضروري تقييم الحس والحركة ووظيفة الدوران البعيد، إذ قد يزود ذلك أطباء جراحة اليد بمعلومات قيمة تساعد على إجراء العملية الجراحية وتحديد احتمال إنقاذ الإصبع.

الأورام الدموية تحت الأظافر

شائعة جدًا، إذ يؤدي رض السلامية البعيدة إلى نزف وريدي تحت الظفر، ويسبب الورم الدموي تحت الظفر نموذجيًا ألمًا شديدًا نابضًا بسبب ارتفاع الضغط تحت الظفر. يشمل تقييم مريض الورم الدموي تحت الظفر تقييم وظيفة الإصبع الحركية والحسية متضمنة مدى الحركة والقدرة على تمييز نقطتين إضافة إلى تقييم اللون وعودة الامتلاء الشعري.

إزالة صفيحة الظفر غير ضرورية -مع أنها عرف سابق ينصح به- إذا كانت صفيحة الظفر سليمة غير مكسورة أو مخلوعة ومتصلة جزئيًا على الأقل بسرير الظفر، وأيضًا إذا كان اقتلاع الصفيحة يؤدي إلى نتائج وظيفية وتجميلية سيئة، عوضًا عن ذلك يمكن صنع ثقب صغير في صفيحة الظفر بواسطة أداة كي أو حتى مشبك ورق ساخن ما يسمح بجفاف الورم ويخفف الضغط ويخفف انزعاج المريض وألمه سريعًا في معظم الحالات.

تمزق سرير الظفر

قد يحدث بسبب جروح السلامية البعيدة النافذة أو الساحقة، يجب إصلاح هذه الجروح للسماح بالشفاء المثالي ونمو الظفر.

خدّر الإصبع من طريق حصار الإصبع وطبّق ضمادًا ضاغطًا في قاعدة الظفر لتشكيل حاجز يمنع النزف. اسحب الظفر إلى الطية فوق الظفر لتحري التروية وفحص سرير الظفر ثم أغلق التمزق بخيوط قابلة للامتصاص. نحصل على نتائج جيدة أيضًا باستعمال لاصق جلدي لكن إجراء المزيد من الاستقصاءات ضروري، وأيضًا تجب متابعة مرضى الإصابات الشديدة مثل كسر السلامية المتبدل والخمج وإصابات الأوتار المرافقة وقصور النسيج الضام الكبير مع طبيب جراحة اليد.

إصابات الضغط العالي

قد تحقن مادة ما في نسيج اليد العميق نتيجة الحقن عالية الضغط مثل مضخة التشحيم أو بندقية الطلاء، تنتشر مواد الحقن على مسير سطح اللفافة وغمد الوتر والحزم الوعائية العصبية وقد تسبب تلفًا كبيرًا ولذلك تُعد هذه الإصابات عادةً حالات جراحية طارئة.

التظاهر الأولي لإصابات الحقن عالية الضغط عادةً عادي وبسيط، إذ يتألف من جرح قاطع صغير على الرغم من توضّع الإصابة والرض الكبيرين في النسيج العميق، وقد يؤدي فشل تقييم شدة هذا النوع من الإصابات وتأخر التشخيص إلى تدهور النتائج السريرية. من الضروري إجراء التنظير الجراحي الواسع وتحرير حجرات اليد من الضغط خلال 6 ساعات من وقت حدوث الإصابة إذ قد يساعد ذلك على تقليل الحاجة إلى البتر.

عضة ظهر اليد

تُسمى أيضًا إصابة القبضة المغلقة أو عضة القتال، وتحدث عادةً في أثناء الملاكمة عندما يلكم المصارع خصمه في فمه ويؤذي قبضة يده غالبًا في المفصل السنعي السلامي بسبب أسنان الخصم. تسبب هذه الأنواع من التمزقات إصابة طاحنة في نسيج اليد الرخو ودخول جراثيم الفم إلى طبقات النسج المختلفة، لذلك تُعد خطورة إصابة الجرح بالخمج عالية خصوصًا بجانب غمد وتر العضلة الباسطة أو في المفصل السنعي السلامي، وقد يتمزق الوتر أيضًا.

في بعض الحالات تهمل هذه الجروح لأنها قد تبدو بدايةً عادية الحجم والشدة، لكن إذا لم تُعالج قد تتطور سريعًا إلى التهاب نقي العظم أو التهاب غمد الوتر أو التهاب مفاصل خمجي. تُتهم جراثيم فلورا الفم والجلد بهذه الأخماج وتعطي نتائج الزرع إيجابية عدة جراثيم مختلفة، تُعزل الأيكينيلة الأكالة غالبًا.

عضات الحيوانات

تتوضع عضات الحيوانات غالبًا على اليدين والأطراف العلوية. تنتج أغلبية عضات الحيوانات المنزلية عن الكلاب التي تسبب عادةً جروحًا ساحقة للنسيج وتمزقًا واسعًا غير منتظم بسبب أسنانها الكليلة وقوة الفك عندها. أما أسنان القطط حادة ومدببة، لذا تسبب جروحًا ثاقبة تتصف بارتفاع خطر إصابتها بالخمج بسبب دخول الجراثيم في النسيج العميق، وتبدو جروح عضات القطط غالبًا عادية لكنها تتطور سريعًا في 30-50% من الحالات غير المعالجة بسبب خمج النسيج الرخو.

قد تسبب كل عضات الحيوانات أخماج النسيج الرخو مثل التهاب غمد وتر العضلة القابضة والتهاب المفاصل الخمجي والتهاب العظم والمفصل، لذا يجب أن تخضع لفحص شامل يتضمن تقييم مدى الحركة وتقييم الحجرات واللون وعودة الامتلاء الشعري.

يجب التحقق من وجود أجسام غريبة في كل عضات الحيوانات ثم إرواء الجروح بكمية غزيرة من محلول السالين. الباستوريلا أشيع الجراثيم التي تُعزل من عضات القطط لذا يجب اختيار مضادات حيوية تغطي هذه العضويات ويُعد الأوغمنتين والكليندامايسين من الخيارات المفضلة. يجب إعطاء لقاح الكزاز إذا لم يُعطى مؤخرًا، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أيضًا إعطاء لقاح الكلب إذا كانت حالة تطعيم الحيوانات غير معروفة أو إذا كان الحيوان غير خاضع للمراقبة.

متلازمة الحجرات

يشيع حدوث متلازمة الحجرات في الإصابات الطاحنة والحروق المحيطية في نهاية الأطراف العلوية إذ قد يسبب ضغط السائل في هذا النسيج المنتفخ إقفارًا يرافق تلف العضلات والأعصاب.

توجد 10 حجرات في اليد: تحت راحة اليد وراحة اليد ومبعدة الإبهام وأربع حجرات بين عظام ظهر اليد وثلاث حجرات بين عظام راحة اليد قد تُصاب أي منها.

وُصفت علامات متلازمة الحجرات وأعراضها تقليديًا بقاعدة 6 Ps: الألم pain والشحوب pallor والخدر paresthesia وتغير الحرارة poikilothermia والشلل paralysis وغياب النبض pulselessness، لكن حساسية هذه التظاهرات ونوعيتها ضعيفة ويتأخر ظهور العديد منها إذ قد تظهر فقط بعد التلف الكبير.

تشمل الدلائل الباكرة لتطور متلازمة الحجرات تفاقم الألم على الرغم من إعطاء الأدوية وانتشار الألم خارج موقع الإصابة والشعور بالحجرات متوترة بالجس إضافة إلى علامات أخرى تدل على هتك الأعصاب والأوعية القاصية. تُعالج من طريق بضع اللفافة وتحرير الحجرات.

الداحس

الداحس أو النُّشاب خمج في طية الجانب الوحشي من الظفر حيث ينغرس الظفر في طرف الإصبع، يتكرر حدوث الخمج بعد رض الداحس ويتظاهر بألم حول الظفر وتورم وحمامى وحرارة، يشيع حدوث الداحس خصوصًا عند قضم الأظافر.

يختلف علاج الداحس الحاد وفقًا لشدته، قد تُعالج الحالات غير الكاملة بالنقع والكمادات الدافئة، لكن يستطب الشق والبزل عند تشكل الخراج. توصف المضادات الحيوية لمرضى الداء السكري أو المرضى ناقصي المناعة إضافة إلى المريض الذي يعاني علامات خمج النسيج الرخو الخطير أو التهاب النسيج الخلوي، وأيضًا عند ارتفاع خطورة الإصابة بخمج شديد.

إبهام المتزحلق «إبهام حارس الصيد»

تُعرف إصابة الرباط الزندي الجانبي للإبهام باسم إبهام حارس الصيد أو إبهام المتزحلق، وقد يشكل إصابة مزمنة عند مرضى الداء الرثياني أو إصابة حادة عند المتزحلقين أو غيرهم بعد السقوط على اليد الممدودة أو بعد حوادث السيارات. قد ترتبط هذه الإصابة بكسر حارس الصيد لذا يجب أن يشمل تقييم الحالة الحادة التصوير الشعاعي. يجهز الفاحص الإبهام لفحص إصابة الرباط الزندي الجانبي بعد نفي الكسر وقد يستخدم التصوير بالأمواج الصوتية والرنين المغناطيسي للتشخيص إذا كانت موجودات الفحص السريري غير واضحة أو في حال عدم القدرة على تحديد درجة امتداد التمزق بدقة.

يجب إصلاح تمزق الرباط الزندي الجانبي الكامل جراحيًا، لكن نستطيع تدبير التمزق غير الكامل بالعلاج المحافظ بتثبيت الإبهام في جبيرة سبيكا مدة 4 أسابيع.

إصبع المطرقة

يحدث غالبًا بعد أذية وتر العضلة الباسطة الانتهائي في السلامية البعيدة ويسبب انعطافًا قسريًا للسلامية القاصية، يصادف هذا النوع من الإصابات غالبًا عند المشاركين في ألعاب الكرة مثل كرة القدم وكرة السلة وعند النساء كبيرات السن.

تشمل موجودات الفحص السريري ضعف المفصل بين السلاميات القاصية وفقدان القدرة على بسط نهاية الإصبع الفاعل. قد يحدث كسر انقلاعي مرافق إذا تمزق رباط السلامية القاصية في موقع ارتكازه مسببًا كسرًا، ويُشخص الكسر الانقلاعي في إصبع المطرقة من طريق التصوير الشعاعي.

يجب تجبير إصبع المطرقة بوضعية الانبساط مدة 6 أسابيع فور تشخيص الإصابة ومتابعة المريض من قبل اختصاصي علاج مهني، يعد عدم التزام المريض بالتثبيت أشيع أسباب فشل الشفاء الكامل وينتج عن ذلك ضعف في الحركة.

كسر الملاكم

تُسمى الإصابة بالعامية كسر الملاكم وهي كسر في عنق المشط الرابع أو الخامس «الأكثر شيوعًا» مع انفصال رأس شوكة المشط القاصية.

تنتج هذه الإصابات عن الملاكمة أو بسبب ارتطام القبضة المغلقة بسطح قاسٍ. التصوير الشعاعي ضروري للتشخيص ولتحديد درجة تزوي شدفة الكسر.

تدبير كسر الملاكم محافظ ومع ذلك يتفق معظم الاختصاصيون أن تجاوز زاوية الكسر الزاوية 45 درجة أو دوران الإصبع أكثر من 20 درجة يحتاج إلى تثبيت خارجي وتدخل طبيب الجراحة العظمية، يكفي العلاج المحافظ مع التقييم الوظيفي ووضع جبيرة زندية أسطوانية في الكسور ذات الدوران والتزوي الصغيرين.

كسر الزورقي

يجب تقييم المريض الذي يعاني ألمًا في منطقة مشنقة المشرحين بعد التعرض لرض للتحري عن وجود كسر الزورقي، خصوصًا بعد السقوط على اليد المبسوطة. كسر الزورقي أشيع كسور عظام الرسغ لكنه مشهور بصعوبة تشخيصه بالتصوير الشعاعي إذ إن 16% من الحالات لا تظهر بالأشعة، ومع أن حساسية التصوير بالرنين المغناطيسي 100% فإنه لا يتوفر في كل الحالات. خطورة عدم الاندمال عالية إضافةً إلى ارتفاع خطورة حدوث النخرة الجافة وترتبط هذه الكسور أيضًا بإصابات الأربطة لأن الزورقي يتمفصل مع عدة عظام أخرى في الرسغ ويرتبط بعدة أربطة.

يعتمد تدبير الكسر الزورقي على موقع الكسر إذ تعالج كسور القطب القاصي بالتدبير المحافظ بينما تحتاج كسور القطب الداني وكسور الجزء المتوسط إلى الإصلاح الجراحي. تجب الجراحة في حال عدم اندمال كسر الزورقي، وسيعاني عندها معظم المرضى نقصًا في الوظيفة.

إصابات المعصم عالية الجهد

خلع الهلالي والكسور والخلوع الخطيرة. تحدث بسبب السقوط على اليد الممدودة أو بعد حوادث السيارات، أذية العصب الناصف من أشيع الإصابات المرافقة لذا فالفحص العصبي الوعائي الدقيق مطلوب، وتُشخص من طريق التصوير الشعاعي.

حصار الأعصاب

يُستخدم حصار الأعصاب عادة في الإصابات المحدودة بإصبع واحد ويشمل تقطير المخدر في النسيج الرخو بين الأصابع على الوجه الظهري لليد في قاعدة الإصبع لتخدير الحزمة الوعائية العصبية التي تمتد على طول الجانب الوحشي للإصبع.

اقرأ أيضًا:

كيف نتصرف عند حدوث النزيف الطارئ؟ إليكم هذه الأمور الهامة التي يجب على الجميع معرفتها

كيف أجهز حقيبة الإسعافات الأولية؟ وماذا يجب أن تحتوي؟

ترجمة: نغم سمعان

تدقيق: غزل الكردي

المصدر