كيف نتصرف عند حدوث النزيف الطارئ؟
إليكم هذه الأمور الهامة التي يجب على الجميع معرفتها


 

لطالما صرّح الخُبراء بضرورة معرفة الجميع بالأمور التي يجب عملُها في حال مصادفتهم لأشخاص آخرين يُعانون من نزيفٍ حاد.

حيث يقول د. ماثيو ليفي (Matthew Levy) وهو أستاذ مُساعد في قسم طب الطوارئ التابع لكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز: «إنّ تعليم الأشخاص بضع خطوات أساسية بطريقة مُشابهة لتعليمهم خطوات الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) يُمكن أن يُساعد شخصًا ما ينزف بشدة إلى حين وصول النّجدة».

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تُوضَع الأدوات المُخصّصة للسيطرة على النزيف والتي تتضمن عادةً الشاش وأربطة إيقاف النزف في الأماكن العامّة، بشكل مُشابه لوضع أجهزة تنظيم ضربات القلب الآلية الخارجية.

وقد قام كل من د. ليفي و د. لينورث جايكوبز (Lenworth Jacobs)بكتابة مقال نُشِر سابقًا، وضّحوا فيه أهمية قُدرة الأشخاص على التعامل مع حالات النزف الحاد.

ووفقًا للباحثين العاملين على هذه الدراسة، يُعتبر النزيف الحاد السبب الرئيسي في وفيات حوادث الصدمة، فأكثر من 35% من المرضى الذين يُعانون من النزيف الحاد يموتون قبل وصولهم إلى المستشفى.

وبحسب رأي د. ليفي فإنّ النزيف الحاد لا يحدث فقط في حالات الطوارئ الرئيسية الكبرى مثل عمليات إطلاق النار الجماعية أو الكوارث الطبيعية، بل يُمكن أن يُصادَف أيضًا في حوادث السيارات والإصابات الصناعية والإصابات التي تحدث في المنزل.

وقد أدلى د. ليفي بتصريح لموقع (live science) يقول فيه: «إنّ السيطرة على النزيف الحاد يبدأ بالتعرُّف على شكل هذا النزيف».

وبحسب د. ليفي، تتضمن المُؤشرات التي يجب البحث عنها كلًا من تدفّق الدم بسرعة كبيرة إلى خارج الجرح والملابس المُشبَعة بالدماء، بالإضافة إلى وجود بركة دم كبيرة على الأرض.

يُتابع د. ليفي قائلًا: «في حال تصرَّف الشخص الذي ينزف بشدة بشكلٍ غير طبيعي، هذا يعني أنّه بدأ بالدخول في صدمة ناتجة عن فُقدان الدم».

ومن أجل إبطاء النزيف، ليس من الضروري أن يمتلك الشخص الأدوات الخاصة بالسيطرة على النزيف، كل ما في الأمر هو إيجاد مكان النزف وإيقافه ببساطة كما يقول د. ليفي، الذي أكّد على ضرورة الاتصال بالطوارئ.

إنّ أول ما يجب فِعله هو وضع اليد على مكان النزف والضغط عليه.

في الظروف المثالية، يجب أن يرتدي الشخص المُسعِف القُفازات، وفي حال عدم توفرها، حاول أن تجد وسيلة أخرى لمنع حدوث أي عدوى مُحتملة كاستخدام القماش النظيف مثلًا.

يُتابع د.ليفي قائلًا: «قُم بالضغط بشكلٍ قوي ومُستمر فوق منطقة النزف، وقد يتطلب الأمر أحيانًا وضع رُكبتك على مكان الجرح».

في حال كان الجرح كبيرًا، يجب معرفة كيفية توضيب هذه الجروح.

وبحسب د. ليفي، يتضمن هذا الأمر ببساطة عملية حشُو الشاش أو القماش النظيف داخل الجرح بهدف زيادة الضغط ومساعدة الدم على التَخثُّر بشكلٍ أسرع.

وقد أشار د. ليفي أنه في بعض الحالات تكون عملية الضغط على الجرح غير مُجدِية، بالإضافة إلى ذلك قد نحتاج أحيانًا أن نقوم بتحريك الشخص المُصاب.

وفي مثل هذه الحالات، يُعتبر استخدام أربطة إيقاف النزيف أمرًا أكثر منطقية. ويُمكن استخدام أربطة إيقاف النزيف فقط على الذراع والسّاق، وقد تكون هذه الطريقة صعبة أحيانًا إذ من الضّروري وضع هذه الأربطة في الأماكن التي تكون أقرب ما يمكن للقلب.

فعلى سبيل المثال، إذا كان موقع الجرح يقع في منطقة الإبط أو بداية الفخذ، في هذه الحالة لا يوجد مكان مناسب لوضع مثل تلك الأربطة التي توقف النزيف وفقًا للدكتور ليفي.

وتُعتبر الأربطة المُتوفرة تجاريًا الخيار الأفضل للاستخدام، وبالرغم من أنّ الخبراء لا يُشجِّعون على استخدام ما يُعرف بالأربطة الارتجالية، فهم يعترفون بضرورة استخدام أي أربطة متوفرة في بعض الأحيان.

وفقًا لرأي د. ليفي، إذا اضّطررت لاستخدام مثل هذه الأربطة الارتجالية، فإنّ أفضل خيار هو استخدام أربطة يبلغ عرضها حوالي 1.5 بوصة، حيث أنّ الأربطة التي تكون أضيق من ذلك من المُحتمل أن تُسبِّب الأضرار بشكلٍ أكبر.


إعداد: زينب النيّال
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر