إنّ مواقعَ المواعدة الإلكترونيّة تعطينا نظرةً ثاقبةً عن علم النَّفس البشريّ، وعن الثروة التي تمتلكها تلك المواقع من بيانات يمكننا استخدامها لاستنتاج ما يفضِّله الأشخاص في بعضهم البعض عندما يتعلق الأمر باختيار الشريك، حيث أظهرت دراسةٌ حديثةٌ بتفويض من موقع badoo للمواعدة الإلكترونية، والذي يحتوي على أكثر من 380 مليون مستخدم على مستوى العالم قام فيها بوضع لائحةٍ بأكثر المهن شعبيّةً وطلبًا من قبل مستخدمي التطبيق الخاصّ بهم.

نُشِرت الدراسة في الصحافة البريطانية، وسُئل أكثر من 5000 شخص سويّ جنسيًّا من بريطانيا تتراوح أعمارهم ما بين 18إلى 30 عن الوظائف التي يجدونها أكثر جاذبيّة في الجنس الآخر.

وكانت النتائج كالآتي:

بالنسبة للرجال، لديهم حظّ أكبر في مواقع المواعدة الإلكترونية إذا كانوا مدراء، مهندسين، رجال أعمال حُرَّة تعمل في التّسويق أو إذا كانوا فنّانين.

أما بالنّسبة للنساء، فقد حظيت مُصفّفات الشعر والممرضات والمحاميات وسيّدات الأعمال والمعلمات على أعلى نسبة اختيار من قبل الرجال.

ويفسّر البعض تلك النتائج بطرقٍ مختلفةٍ، فمن الممكن أنّ النساء تُردنَ شريكًا يمكنه الطبخ لهنّ أو يستطيع سرد الشعر لهنّ بلمح البصر، أو ربّما يرى البعض أنّ أصحاب تلك المهن هم أشخاصٌ عطوفون ويتمتعون بالشّغف.

وبالمثل فإنّ الرّجال ربّما لا يريدون الارتباط بمصفّفة الشعر أو الممرّضة من أجل الحصول على قصه شعرٍ مجانيّة أو من أجل الخيالات الجنسيّة، لكنّهم يقدّرون مدى الإخلاص والمهارة التي قد تتمتع بها تلك النساء.

حقيقةُ أنّ الأعمال الحرّة مهنة مفضلة لكل من الرجال والنساء، تدلُّ على أنّ البشر يقدّرون أولئك الذين يعملون بجدٍّ، أو ربّما هي مهنة محبّبة إلى مستخدمي الموقع لأنها تجعل الشخص يبدو ناجحًا ومنظّمًا وماهرًا.

علمُ النّفس البشريّ معقدٌ ولا يوجد قانون مطلق للمواعدة الإلكترونية، لذلك حتى إذا لم تكن تمتهن أيًّا من تلك المهن ليس عليك ترك عملك الآن.

فمن السّهل ملاحظة أنٌ تلك النتائج ليست عالمية، فموقع tinder قام ببحثٍ مماثلٍ في عام 2016 وكانت النتائج مفاجِئة ومختلفة جدًّا، ولكن كان الشيء المشترك بينهم هو تفضيل المهن التي يعمل بها كلا الجنسين، و العمل كمعلّمة بالنسبة للنساء.

ومن المهمّ أيضًا الإشارة إلى أنّ البيانات الموجودة في موقع Tinder كانت خاصّة بسكان الولايات المتحدة، بينما البيانات الموجودة في موقع badoo كانت خاصه بسكان بريطانيا.


  • ترجمة: حسام موسى
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر