يُعرف استئصال الرحم بأنه عملية جراحية تزيل الرحم، وبعدها لن تستطيع السيدة الحمل ولن تعود الدورة الشهرية إليها. وتُعد عملية استئصال الرحم ثاني أكثر العمليات الجراحية النسائية شيوعًا بعد العملية القيصرية.

ما هي أنواع استئصال الرحم؟

  •  استئصال الرّحم الكامل: إزالة الرحم وعنق الرحم، مع ترك المبيضين.
  •  استئصال الرّحم فوق عنق الرحم: إزالة الجزء العلوي فقط من الرحم.
  •  استئصال الرّحم بالكامل مع استئصال البوق والمبيض الثنائي: إزالة الرحم وعنق الرحم وقناتي فالوب (استئصال البوق) والمبيضين (استئصال المبيض). ما لم تكن السيدة قد بلغت سن انقطاع الطمث، فستبدأ أعراض انقطاع الطمث بالظهور بعد إزالة المبيضين.
  •  استئصال الرّحم الجذري مع استئصال البوق والمبيض الثنائي: إزالة الرحم وعنق الرحم وقناتي فالوب والمبيضين والجزء العلوي من المهبل وبعض الأنسجة المحيطة والغدد الليمفاوية، يُجرى هذا النوع عند تأكيد وجود سرطان.

لماذا تُجرى عملية استئصال الرحم؟

  •  نزيف مهبلي غير طبيعي أو غزير لا يستجيب للعلاج.
  •  ألم شديد في أثناء الدورة الشهرية، لا يستجيب للعلاج الدوائي.
  •  الأورام العضلية الملساء أو الأورام الليفية الرحمية.
  •  آلام الحوض رحمية المنشأ غير القابلة للعلاج.
  •  هبوط الرحم بسبب ضعف العضلات الداعمة للحوض، الذي قد يؤدي إلى سلس البول أو اضطراب حركات الأمعاء.
  •  سرطان عنق الرحم أو الرحم أو التشوهات.
  •  تضخم الرحم أو بوليبات الرحم الناكسة أو العضال الغدي.

تفاصيل الإجراء

توجد مقاربات مختلفة لإجراء الجراحة يختارها الطبيب حسب الحالة

 استئصال الرحم من طريق المهبل

يُزال الرحم من خلال شق داخلي جراحي في الجزء العلوي من المهبل، ولا يوجد شق خارجي. وتوضع غرز قابلة للامتصاص داخل المهبل. ويُعد النوع الأكثر استخدامًا في حالات هبوط الرحم وغيرها من الحالات غير الخبيثة. وهو الأقل مضاعفات وأسرع شفاء، يستغرق نحو أربعة أسابيع،ويعد النهج المفضل. وغالبًا ما تَعود النساء إلى منازلهنّ في نفس يوم الجراحة.

 استئصال الرّحم بالمنظار

من الممكن إزالة الرحم إلى قطع صغيرة من خلال الشقوق الموجودة في البطن أو عبر المهبل. وتعود السيدة إلى منزلها في نفس اليوم أو بعد ليلة واحدة.

الشفاء التام أقصر مدةً وأقل إيلامًا من الاستئصال عبر البطن.

 استئصال الرحم بالمنظار بمساعدة الروبوت

يُجري الجراح العملية بمساعدة الروبوت. يُدخَل منظار البطن وتدخل أدوات جراحية صغيرة ورفيعة من خلال ثلاثة إلى خمسة شقوق حول السرة.

 استئصال الرحم من طريق البطن

يُزال الرحم من خلال شق في البطن (طوله 15 إلى 20 سنتيمتر)، ويُجرى الشق إما من السرة حتى عظم العانة أو عبر الجزء العلوي من خط الشعر العام، ويستخدم الجراح غرزًا أو دبابيس لإغلاق الشق. ويُستخدم هذا النوع في حالات السرطان، أو تضخم الرحم، ويتطلب إقامة أطول في المستشفى (يومين أو ثلاثة أيام).

الآثار الجانبية

  •  النز المهبلي.
  •  تهيج الجلد في مواقع الشقوق الجراحية.
  •  إذا أُزيل المبيضين أيضًا تظهر لدى السيدة أعراض انقطاع الطمث مثل:
  •  الهبات الساخنة.
  •  جفاف المهبل.
  •  فقدان الرغبة الجنسية.
  •  صعوبة في النوم (الأرق).

ميزات إجراء عملية استئصال الرحم ومساوئها

تساعد عملية استئصال الرّحم على الحصول على حياة أكثر رضا، خاصة لدى وجود آلام الحوض المزمنة أو النزيف الشديد وغير المنتظم.

تعد عملية جراحية كبرى مع فترة نقاهة طويلة، قد تدخل السيدة سن انقطاع الطمث أو تعاني أعراض انقطاع الطمث. ولن تكون قادرة على الحمل بعد العملية.

مضاعفات عملية استئصال الرحم

  •  جلطات الدم.
  •  عدوى شديدة.
  •  نزيف.
  •  انسداد الأمعاء.
  •  غرز داخلية ممزقة.
  •  إصابة المسالك البولية.
  •  القضايا المتعلقة بالتخدير

كم من الوقت يستغرق التعافي من عملية استئصال الرحم؟

يستغرق التعافي من استئصال الرحم من طريق المهبل والمنظار وقتًا أقل من استئصال الرحم من طريق البطن. وتستغرق العملية عبر الطريق المهبلي والتنظيري نحو أسبوعين إلى أربعة أسابيع فيما يحتاج نحو ستة أسابيع بعد الاستئصال من طريق البطن.

تعليمات شائعة بعد استئصال الرحم

  •  توقّع نزيف مهبلي خفيف مدة أسبوع إلى ستة أسابيع.
  •  عدم رفع الأشياء الثقيلة (4.5 كيلوغرام على الأكثر) مدة أربعة إلى ستة أسابيع على الأقل.
  •  عدم وضع أي شيء في المهبل لمدة أربعة إلى ستة أسابيع.
  •  عدم ممارسة الجنس مدة ستة أسابيع بعد الجراحة.
  •  يُسمح بالاستحمام، وليس من الضروري وضع ضمادة فوق الشق.
  •  يُسمح بالقيادة بعد نحو أسبوعين من جراحة البطن، أو عند التوقف عن تناول المسكنات لتخفيف الألم. أما إن كانت من طريق المهبل أو المنظار، فقد تبدأ السيدة بالقيادة خلال بضعة أيام.

كيف تشعر السيدة بعد استئصال الرحم؟

 جسديًا:

بعد استئصال الرحم تتوقف الدورة الشهرية. وقد تشعر أحيانًا بالانتفاخ، وقد يوجد هناك نزيف مهبلي خفيف أو إفرازات بنية داكنة لمدة تصل نحو أربعة إلى ستة أسابيع بعد الجراحة.

قد تشعر بعدم الراحة في موقع الشق لمدة أربعة أسابيع تقريبًا، وأي احمرار أو كدمات أو تورم سيختفي خلال أربعة إلى ستة أسابيع. الشعور بالحرقة أو الحكة حول الشق أمر طبيعي. وقد تشعر أيضًا بالخدر حول الشق وأسفل الساق، وهذا أمر طبيعي، وفي حالة وجوده، عادة ما يستمر نحو شهرين. ومن الطبيعي وجود ندبات، داخلية وخارجية، وتسبب العمليات الجراحية بالمنظار حدوث ندبات أصغر حجمًا وأقل وضوحًا مقارنة بعمليات استئصال الرّحم في البطن.

 عاطفيًا

يعتمد ذلك على مدى الاستعداد للجراحة، وسبب الإجراء أساسًا، وإن كانت المشكلة قد عُولِجَت.

وقد تشعر بعض السيدات بإحساس بالخسارة، لكن ردود الفعل العاطفية هذه عادة ما تكون مؤقتة. قد تجد أخريات استئصال الرحم يحسن صحتهن ورفاهيتهن وربما يكون عملية منقذة للحياة.

هل تدخل السيدة سن انقطاع الطمث بعد استئصال الرحم؟

يعتمد هذا على إزالة المبيضين، فإذا بقي المبيضان لن تدخل السيدة مرحلة انقطاع الطمث، وإذا أُزيل كلاهما في أثناء العملية، فقد تدخل السيدة مرحلة انقطاع الطمث على الفور.

هل توجد حاجة لإجراء اختبار عنق الرحم بعد إجراء عملية استئصال الرحم؟

لا خصوصًا إذا كانت ذات خطر منخفض للإصابة بسرطان عنق الرحم. يجب الاستمرار في إجراء الاختبار إذا كان سبب إجراء العملية هو السرطان.

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

  •  نزيف مهبلي أحمر فاقع.
  •  حمى، الغثيان أو القيء الشديد.
  •  صعوبة في التبول، أو الشعور بالحرقة عند التبول، أو كثرة التبول.
  •  زيادة الألم.
  •  زيادة الاحمرار أو التورم أو النز من الشق.

هل يؤثر استئصال الرحم في الحياة الجنسية؟

لا تتأثر الوظيفة الجنسية عادةً بعملية استئصال الرحم. وقد تحدث أعراض مثل انخفاض الرغبة الجنسية وجفاف المهبل، واستخدام المزلقات المائية قد يساعد في حالة الجفاف.

هل الوصول إلى النشوة الجنسية ما زال ممكنًا بعد استئصال الرحم؟

نعم بإلإمكان الوصول إلى هزة الجماع والقذف بعد استئصال الرحم، وذلك لأن الأعضاء الخارجية للمهبل وأعصاب الحوض ما تزال سليمة بعد عملية استئصال الرحم.

هل يختلف الجنس بالنسبة للشريك بعد استئصال الرحم؟

لا، لا تتغير المتعة الجنسية بعد استئصال الرحم. في حالات السرطان أو الهبوط، يتغير شكل القناة المهبلية بعد استئصال الرحم وهذا قد يؤدي إلى الألم في أثناء الإيلاج.

بعد إجراء عملية استئصال الرحم، تتحرك الأعضاء الأخرى لملء الفراغ مثل الأمعاء الدقيقة والغليظة بشكل أساسي.

ما هي بدائل استئصال الرحم؟

  •  المراقبة والانتظار لمعرفة ما إذا كانت الحالة تتحسن.
  •  تناول الأدوية مثل حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية المؤلمة أو النزيف غير الطبيعي.
  •  تخثير بطانة الرحم بسبب النزيف الشديد.
  •  وجود إجراءات لتصغير حجم الرحم أو إجراء عملية جراحية لإزالة الأورام الليفية الرحمية.
  •  أداء تمارين تقوية قاع الحوض في حالة هبوط الرحم.
  •  عملية جراحية لعلاج التهاب بطانة الرحم أو النزيف المهبلي الذي لا يتضمن إزالة الرحم بأكمله.

اقرأ أيضًا:

استئصال الرّحم وتأثيره المثير على وظيفة الدماغ

ملايين النساء يعانين من الانتباذ البطاني الرحمي ولا أحد يتحدث عن الموضوع

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر