عندما ترغب بشراء سيارة جديدة، ما أهم شيء يجب أن تبحث عنه؟ وجدت إحدى الدراسات الاستقصائية أن الموثوقية كانت العامل الأول لثلاثة أرباع المشاركين الأمريكيين، وكانت السلامة العامل الثاني.

ستكون الموثوقية في المرتبة الأولى حتمًا لأن السائقين يريدون راحة البال أولًا، وكذلك يريدون أن يتأكدوا أن السيارة التي يستثمرون فيها أموالًا طائلةً تستطيع خدمتهم عدة سنوات ولا تتركهم عالقين في منتصف الطريق.

ومع ذلك قد لا يعرف المشترون ما الذي يدخل في صناعة سيارة موثوقة بالضبط، فيجب أن تحتوي مكونات متينة أساسًا، إذ توجد طرق متعددة لصناعة المحركات وناقلات الحركة والمكابح، لكن بعض الطرق أثبتت فعاليتها واستمراريتها أكثر من غيرها.

سوف نستعرض بعض الميزات التي يجب التفكير بشأنها في أثناء البحث عن سيارة جديدة.

1. المحركات: حزام التوقيت أو سلسلة التوقيت

يتطلب كل محرك احتراق داخلي ما يُعرف بنظام التوقيت الذي يحافظ على تزامن مثالي بين المكابس ونوابض الصمامات. ربما لا تفكر كثيرًا في الأمر، لكن نظام التوقيت هو أحد أهم المكونات في سيارتك، إذ سيؤدي أي خطأ سريع إلى اصطدام المكابس والصمامات ببعضها داخل كتلة المحرك والتسبب في أضرار مكلفة.

تستخدم معظم المحركات إمّا سلسلة توقيت، أو حزامًا يلتف حول التروس المتصلة بالكرنك وأعمدة الكامات. تعد الأحزمة والسلاسل مسؤولةً عن مزامنة كل شيء، ولكن لكل منهما خصائص مختلفة قليلًا.

فأحزمة التوقيت مصنوعة من المطاط المقوى بالفولاذ وتتآكل مع مرور الوقت بطبيعتها، فيجب استبدالها عادةً كل 96561 إلى 160934 كيلومترًا حسب طراز السيارة.

إنها عملية مكلفة، إذ يجب على الميكانيكي إزالة الكثير من المكونات للوصول إلى نظام التوقيت وقد تصل تكلفة استبدال الحزام إلى 1000 دولار.

أما سلاسل التوقيت من ناحية أخرى، فهي مصنوعة من المعدن بالكامل، وعادةً ما تستمر طوال عمر المحرك. لهذا السبب قد يوفر المحرك ذو السلسلة الآلاف من الدولارات طوال عدة سنوات من الاستخدام. لكن السؤال هنا، لماذا بدأ المصنعون في استخدام الأحزمة، وليس السلاسل؟

السبب الرئيسي هو ضوضاء المحرك، فالأحزمة المطاطية تعمل بهدوء مقارنةً مع السلاسل ذات الصوت العالي، ما يساعد على التخلص من الضوضاء في المقصورة. لكن في الوقت الحاضر وجد مصنعو السيارات طرقًا لجعل السلاسل أقل ضوضاءً، لذا أخذت شعبية سلاسل التوقيت ترتفع بفضل ميزة الموثوقية التي تتمتع بها.

وسواء أكنت تستخدم الأحزمة أم السلاسل، عليك ألاّ تنسى تغيير الزيت بانتظام، وإجراء الفحوصات على السيارة للتأكد من استمرار عمل النظام بسلاسة. فقد يسمح الزيت القديم بترسب الملوثات في علبة التوقيت ويؤدي إلى التآكل المبكر.

2. ناقل الحركة: يدوي، أو أوتوماتيكي، أو متغير CVT

يعد ناقل الحركة أحد أكثر المكونات تعقيدًا ميكانيكيًا في أية سيارة ويجب أن يتحمل الكثير من الضغط طوال المسافات المقطوعة. ويعد ناقل الحركة اليدوي أحد أقدم تصميمات علبة التروس وهي تقنية مجربة.

قد يستمر ناقل الحركة اليدوي في كثير من الأحيان طوال عمر السيارة بفضل الصيانة الدورية. لكن قد نحتاج إلى استبدال وسادة القابض الخاصة به في النهاية التي تكلف بضع مئات من الدولارات.

تستخدم علبة التروس أيضًا أجزاءً للمزامنة (تُسمى synchromesh أو synchros) للحفاظ على تفاعل ناقل الحركة بسلاسة. وقد نحتاج إلى استبدال هذه الأجزاء بعد عدة سنوات وإلاّ قد يصبح ناقل الحركة ثقيلًا وقد يخرج من الترس، وتصل قيمة هذه الأجزاء إلى 1000 دولار.

تستخدم معظم السيارات حاليًا ناقل حركة أوتوماتيكي لمحول عزم الدوران، وهو يدوم لفترة طويلة. إذ تُصنع علب التروس الأوتوماتيكية بمكونات فولاذية ثقيلة، وتدوم غالبًا مئات الآلاف من الكيلومترات. ولضمان ذلك، من المهم مواكبة عمليات الفحص المنتظمة، وتغييرات سوائل ناقل الحركة الأوتوماتيكي، من أجل الحفاظ على الآلية خاليةً من الملوثات.

من ناحية أخرى، فإن هذه السيارات تكون غالية الثمن في التصنيع، وإعادة البناء، ما قد يؤدي إلى فواتير إصلاح بآلاف الدولارات إذا فشل ناقل الحركة في النهاية.

حاليًا لدينا ناقل الحركة المتغير باستمرار (CVTs) في الكثير من السيارات الجديدة. وهو نوع من ناقل الحركة الأوتوماتيكي ولكن تكلفته أقل. يعد هذا النوع أكثر كفاءةً، إذ لا يجبرك على تغيير التروس إطلاقًا.

تستخدم السيارة في هذا النوع أيضًا حزامًا مطاطيًا يربط جانب المحرك، وجانب عمود الإدارة في ناقل الحركة، مثل حزام التوقيت المذكور سابقًا. ربما يكون هذا الحزام أيضًا هو الحلقة الأضعف في النظام، فقد يتآكل بسرعة أكبر من تصميمات ناقل الحركة الأقدم.

تتطلب نواقل الحركة المتغيرة أيضًا تغيير السوائل أكثر. ومع أنها أرخص في التصنيع، فإعادة بناء CVT قد تتطلب آلاف الدولارات. لذلك، من حيث الموثوقية، فإن ناقل الحركة المتغير CVT، وناقل الحركة الأوتوماتيكي متماثلان تقريبًا، لكن الناقل المتغير يتطلب صيانةً أكثر.

3. محركات الاحتراق الداخلي، أو المحركات الكهربائية

تشهد السيارات الكهربائية والهجينة شعبيةً متزايدةً في سوق السيارات الجديدة، ويرجع الفضل في ذلك في الغالب إلى الكفاءة الفائقة في استهلاك الوقود. وتتمتع أيضًا بالكثير من مزايا الموثوقية عند مقارنتها بالمحركات التقليدية.

تأتي معظم السيارات الهجينة والكهربائية اليوم مجهزةً بما يُسمى نظام الكبح المتجدد (regenerative braking system)، إذ يشغّل هذا النظام المحركات الكهربائية في الاتجاه المعاكس في أثناء التباطؤ أو الهبوط في المنحدرات، فيؤدي الاحتكاك الناتج عن المحرك إلى إبطاء السيارة، مع إعادة الطاقة إلى البطارية، وبالنتيجة توفير أكثر في الطاقة الكهربائية المستهلكة.

تحتوي السيارات المزودة بأنظمة الكبح المتجدد أيضًا مكابح ميكانيكية عادية احتياطية. ولكن يجب عدم استخدامها إلاّ في اللحظات الأخيرة من التوقف، أو في أثناء الفرملة الشديدة في حالات الطوارئ. نتيجةً لذلك، قد تدوم وسادات الفرامل والأقراص لفترة أطول (نحو 45000 كيلومتر مقابل 24140 كيلومترًا في السيارات العادية). مع الأخذ بالاعتبار أن تكلفة تبديل المكابح قد تصل إلى 1000 دولار مع قطع الغيار والعمالة. ويعد هذا توفيرًا كبيرًا في السيارات الكهربائية.

تتطلب السيارات الكهربائية أيضًا القليل جدًا من بدائل السوائل في أثناء الاستخدام، لأنها لا تتطلب زيت المحرك، أو سائل التبريد. إذ تعمل أنظمة التوجيه والكبح الكهربائية من دون تزييت.

من المحتمل أن السائل الوحيد الذي يجب تغييره هو زيت ناقل الحركة، وسيوفر هذا الكثير من الوقت والمال.

نؤكد هنا أن ميزة الموثوقية تتعلق فقط بالمركبات الكهربائية نظرًا لأن المركبات الهجينة تستخدم كذلك محركات الاحتراق الداخلي، فتظل المتطلبات التقليدية قائمةً.

تمتلك محركات الغاز ميزةً إضافيةً مقارنةً بالسيارات الكهربائية، فهي لا تحتاج إلى بطاريات الليثيوم أيون باهظة الثمن. إذ تتحلل خلايا الطاقة هذه على مدى مئات من دورات الشحن، وتصبح بحاجة إلى استبدال. وغالبًا ما تُضمن البطاريات لمدة تصل إلى ثماني سنوات و 160934 كيلومترًا.

مع ذلك، فإن استبدال البطارية خارج الضمان سيؤدي إلى زيادة في التكاليف. فقد تصل تكاليف استبدال البطاريات والعمالة إلى أكثر من 5000 دولار للسيارات الكهربائية والهجينة ذات البطاريات الصغيرة، وبحد أقصى لا يتجاوز 10000 دولار للسيارات الكهربائية طويلة المدى.

قبل أن تشتري سيارتك الجديدة

عندما تكون في وكالة بيع، أو ترسل رسائل بريد إلكتروني إلى بائع، فلا تخف من طرح أسئلة حول مكونات محرك السيارة التي تنوي شراءها. إذ يجب أن يكون مندوب المبيعات المطلع قادرًا على إخبارك ما إذا كانت السيارة بها سلسلة توقيت، أو CVT أو نظام كبح متجدد. ابحث أيضًا عن المواصفات الخاصة بالطراز عبر الإنترنت. إذا ظهرت مشكلة مشتركة مع مكون معين، فمن المحتمل أن تتابع آراء الآخرين حول هذا الموضوع، وبخاصة إذا كانت السيارة قد مضى عليها عدة سنوات، فقد تجد بعض الآراء حول نقاط ضعفها. توفر مواقع مثل (Kelley Blue Book و Consumer Reports و J.D. Power) الخبراء لمساعدتك في أثناء التسوق لشراء سيارة.

ختامًا إليك هذا الخبر…

وفقًا لتقارير المستهلك عام 2021، تعد سيارة ليف من نيسان الكهربائية بالكامل واحدةً من أرخص السيارات التي تستمر لأكثر من 10 سنوات في الخدمة.

من السيارات التي حصلت على علامات عالية أيضًا فوكاس وفيستا من فورد، وسول من كيا، وفيت من هوندا، وكامري وكورولا وبريوس من تويوتا. في المقابل قد تكون الطرازات BMW ومرسيدس وسوبارو وأكورا أكثر تكلفةً للصيانة خلال نفس الفترة.

اقرأ أيضًا:

اختراع نظام ملاحي أدق من نظام تحديد المواقع العالمي

أكبر آلات صنعها الإنسان عبر التاريخ

ترجمة: أحمد عضيم

تدقيق: منال توفيق الضللي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر