يُعد اضطراب السادية الجنسية أحد الاضطرابات الجنسية النفسية المصنّفة بأنها شذوذ جنسي أو اضطراب التفضيل الجنسي (بارافيليا)، فالبارافيليا هي الاهتمامات الجنسية والتفضيلات والتخيلات والحوافز والسلوكيّات غير المألوفة وغير الطبيعية، لكنها لا تُعدّ أعراض اضطراب إلا عندما يسبب حدوثها الضيق أو الأذى للشخص نفسه ذي الميول، أو للآخرين من حوله، وخاصةً إذا حدثت هذه الأفعال دون موافقة الآخرين.

يشير اضطراب السادية الجنسية إلى التسبب في الألم أو الإذلال أو الخوف أو أي شكل من أشكال الأذى الجسدي أو العقلي لشخص آخر للوصول إلى الإشباع الجنسي، وتشمل الأعمال السادية تقييد الشخص سواءً بالحبال أو بالسلاسل أو بالأصفاد، والحبس، والعض، والصفع، والجلد بالسياط، والضرب.

إذا كان الشخص لديه اهتمامات جنسية سادية لا تسبب أي ضيق أو خلل وظيفي أو ضرر للآخرين ويحدث ذلك برضا الآخرين؛ فلن يُشخَص أنه يعاني اضطرابًا، أما عندما يمارس شخص ما هذه الأفعال الجنسية السادية بصفة متكررة (ثلاث مرات على الأقل) مع شريكه (أو شركائه) دون موافقة الطرف الآخر، أو عندما تسبب التخيلات أو السلوكيات السادية مشاكل اجتماعية أو مهنية أو وظيفية أخرى؛ فيمكن حينها تشخيص اضطراب السادية الجنسية، وقد يأخذ هذا الاضطراب منحى إجراميًا، ويؤدي إلى ضرر خطير، أو حتى قد يسبب وفاة شخص آخر.

أعراض اضطراب السادية الجنسية:

لتشخيص اضطراب السادية الجنسية -وفقًا للطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية التابع للجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين (DSM-5)- يجب على الشخص تجربة الإثارة الجنسية المستمرة والمكثفة الناتجة عن تسبب المعاناة الجسدية أو العقلية لشخص آخر، أو تخيّله يعاني بموافقة هذا الشخص أو دون موافقته، ويجب أن تستمر هذه الأعراض مدة ستة أشهر على الأقل وتسبب ضيقًا شديدًا أو خللًا وظيفيًا في المجال الاجتماعي أو المهني أو أي مجال آخر مهم من الحياة اليومية للشخص.

وإذا اقترن اضطراب السادية الجنسية بسمات اضطراب الشخصية الانطوائية أو المعادية للمجتمع (عدم القدرة على السيطرة على الاندفاع، والكذب المرضي، واضطراب انعدام التعاطف والندم)، سيصبح هذا الاضطراب خطيرًا جدًا ويصعب علاجه.

الأسباب:

لم تُحدَّد أسباب معينة لاضطراب السادية الجنسية، ولكن توجد نظريات عدة، تشمل: الهروب من الواقع، أو الشعور بالقوة لشخص يشعر عادةً بالعجز في الحياة اليومية والتعبير عن التخيلات الجنسية المكبوتة، أو التطبيق التدريجي للتخيلات الجنسية السادية مع مرور الوقت.

يمكن تشخيص الاضطرابات النفسية أو الاجتماعية الأخرى جنبًا إلى جنب مع اضطراب السادية الجنسية، وليس بالضرورة أن تكون هي سبب هذه الاضطرابات.

العلاج:

من غير المألوف للأشخاص الذين يعانون اضطراب السادية الجنسية أن يبحثوا أو يطلبوا العلاج من تلقاء أنفسهم، وبدلًا من ذلك، يطلب القانون من الأشخاص الذين يُقبض عليهم بسبب ارتكابهم جريمة لها علاقة بهذا الاضطراب؛ الحصول على مساعدة مهنية من اختصاصي نفسي أو طبيب نفسي يمكنه تقييم الحالة وإحالتها إلى اختصاصي آخر إذا لزم الأمر، ينطوي علاج اضطراب السادية الجنسية عادةً على العلاج النفسي والأدوية.

قد يساعد العلاج المعرفي السلوكي الفرد على التعرف على أنماط الإثارة الجنسية وتعلم استجابات جديدة أكثر صحة، وهناك تقنية علاجية تُعرف باسم (إعادة الهيكلة المعرفية) يمكن أن تساعد الفرد على تحديد أنماط التفكير المشوّهة والتخلص منها.

ويمكن أن تُستخدم أيضًا الأدوية المضادة للاكتئاب التي توازن بين المواد الكيميائية في الدماغ وتقلل من السلوك الاندفاعي، أو الأدوية المضادة للأندروجين (الأدوية التي تقمع الدافع الجنسي) لعلاج اضطراب السادية الجنسية.

اقرأ أيضًا:

علامات تشير إلى أنك تتعامل مع شخصية سادية

أعراض اضطراب الشخصية السادية وأنواعها

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: عبد الرحمن داده

مراجعة: حسين جرود

المصدر