يعاني المصابون باضطراب الشخصية الاجتنابية Avoidant personality disorder) APD) من خجل شديد يدوم طوال الحياة، بالإضافة لشعورهم بالنقص وحساسيتهم الزائدة للرفض. يسبب هذا الاضطراب أعراضًا نفسية تؤدي إلى مشاكل خطيرة في العلاقات والعمل.

ما هي أعراضه؟

يواجه المصابون صعوبة في التفاعل والانسجام في أماكن العمل والمواقف الاجتماعية، وهذا بسبب شعورهم بالخوف من:

  •  الرفض
  •  الاستهجان
  •  الإحراج
  •  الانتقاد
  •  التعرف على أشخاص جدد
  •  العلاقات الحميمية
  •  الاستهزاء

يواجه المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في تصديق أن الآخرين يحبونهم، وقد يسيئون فهم التعليقات أو الأفعال المحايدة على أنها سلبية لأنهم حساسون تجاه الرفض أو الانتقاد.

اضطراب الشخصية الاجتنابية - خجل شديد يدوم طوال الحياة - شعور بالنقص - حساسية زائدة للرفض - صعوبة في التفاعل والانسجام في أماكن العمل

ما هي أسبابه؟

السبب في الإصابة باضطراب الشخصية الاجتنابية غير معروف، ولكن يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والمتعلقة بالبيئة المحيطة قد يكون لها دور في حدوثه.

ما هي خطورة اضطراب الشخصية الاجتنابية ؟

لا توجد طريقة لمعرفة الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا الاضطراب. يكون المصابون عادة خجولين جدًا أثناء الطفولة، ولكن ليس كل طفل خجول سيصاب به وكذلك ليس كل شخص بالغ للخجول مصاب باضطراب الشخصية الاجتنابية.

يزداد الشعور بالخجل مع تقدم العمر غالبًا، وقد يصل إلى درجة يبدأ فيها الشخص بالابتعاد عن الآخرين وتجنب مواقف معينة.

تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية

قد يحول الطبيب المصاب إلى اختصاصي في الصحة النفسية، الذي يسأله عدة أسئلة ليقرر إذا كان مصابًا أم لا. لتشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية يجب أن تكون الأعراض قد بدأت بالظهور في بداية سن الرشد وليس بعد ذلك.

كذلك يجب أن تظهر أربع على الأقل من الأعراض التالية:

  •  تجنب نشاطات العمل التي تتطلب التواصل مع الآخرين، خوفًا من الانتقاد أو الاستهجان أو الرفض.
  •  انعدام الرغبة بالتعامل مع الآخرين ما لم يكن الشخص متيقنًا من محبتهم له.
  •  الامتناع عن التعبير عن المشاعر في العلاقات خوفًا من الاستهزاء أو الإذلال.
  •  سيطرة الخوف من الرفض أو الانتقاد في المواقف الاجتماعية على الأفكار.
  •  الامتناع عن الانخراط في المواقف الاجتماعية أو تجنبها تمامًا بسبب الشعور بعدم الكفاءة.
  •  شعور الشخص بالدونية، وبأنه عديم الجاذبية وغير لائق.
  •  قلة المشاركة في النشاطات الجديدة أو القيام بالمجازفات الشخصية خوفًا من الإحراج.

كيف يعالج؟

العلاج النفسي هو الأكثر فعالية في علاج اضطراب الشخصية الاجتنابية، وقد يستخدم المعالج النفسي العلاج النفسي الديناميكي أو العلاج المعرفي السلوكي. يهدف العلاج إلى معرفة الاعتقادات اللاواعية النفسية للمصاب أو تصورات الآخرين عنه، كذلك يهدف إلى تحسين السلوك الاجتماعي والعمل.

العلاج النفسي الديناميكي

نوع من العلاج الكلامي، يساعد المصاب على إدراك الأفكار اللاواعية وفهم كيفية تأثير التجارب السابقة على سلوكه الحالي ليقدر على تفحص وتحليل الآلام والصراعات العاطفية التي تعرض لها وبذلك يمكنه تجاوزها بامتلاك تصور صحي عن نفسه وفهم نظرة الآخرين له. للعلاج النفسي الديناميكي نتائج طويلة الأمد وفوائد تستمر حتى بعد انتهاء العلاج.

العلاج المعرفي السلوكي

نمط آخر للعلاج الكلامي، يساعد المعالج فيه المصاب على تحديد المعتقدات وأنماط التفكير غير الصحية واستبدالها. إذ يشجع المعالج المصاب على تفحص واختبار هذه التصورات وتحديد ما إذا كان لها أساس حقيقي أم لا، وكذلك يساعده على تطوير أفكار بديلة صحية أكثر.

العلاج الدوائي

لم توافق إدارة الدواء والغذاء FDA على أي أدوية لعلاج اضطراب الشخصية الاجتنابية، ولكن قد يصف الأطباء الأدوية المضادة للاكتئاب إذا كان هناك اكتئاب أو قلق متزامن مع هذا الاضطراب.

ما هو التصور العام للمصابين باضطراب الشخصية الاجتنابية؟

قد ينعزل المصابون الذين لا يتلقون العلاج تمامًا، ما ينتج عنه تطور أمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب ورهاب الميادين ومشاكل إدمان المخدرات.

لا يغير العلاج شخصية المصاب، فعلى الأرجح سيبقى المصاب خجولًا ويعاني من صعوبة في التفاعل الاجتماعي وفي العمل، ولكن العلاج سيخفف من الأعراض ويساعده على تطوير قدرته على التواصل مع الآخرين.

اقرأ أيضًا:

الجينات وراء خمسة من الاضطرابات النفسية

الخجل : هل يولد معنا أم نطوره بناء على تجاربنا؟

ترجمة: ليليان عمر

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر