08blackhole-superJumbo

في مجرة بعيدة بعيدة، زوج من الثقوب السوداء الفائقة الضخامة يدوران معاً إلى ما يبدو أنه إصطدام كوني على مستوً لا يمكن تصوره، وفق قول علماء الفلك يوم الأربعاء.

آخر نتائج رقصة التزاوج هذه، ربما بعد بضعة ملايين من السنين لا أكثر، قد يطلق طاقة تصل لمئة مليون ضعف الإنفجار العنيف اللّذي ينهي حياة النجوم، واللّذي يسمى بالسوبرنوفا، مشيِّعاً الفوضى في المجرة التي تحويهما، وفقاً لقول س. جورج ديورجوفسكي (S. George Djorgovski) من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.

وقال د. ديوروفسكي معظم تلك الطاقة سيكون على شكل موجات جاذبية، تموجات عنيفة في الزمكان (النسيج المشترك للزمان-المكان) التي توقعها آينشتاين في نظرية النسبية العامة بشكل غير مباشر، كما قد يوجد ألعاب نارية كهرمغناطيسية مرافقة.

وفقاً للنظرية، كما شرح في رسالة إلكترونية، سيدفع التفاعل بين الثقبين الأسودين بالنجوم القريبة بعيداً، كما الألواح الخشبية في إعصار .

“لكن” أضاف د. ديوروفسكي “لا أعتقد أن الطبيعة بهذه الرتابة أبداً”.

د.ديوروفسكي، أحد الكاتبين لورقة البحث المنشورة في مجلة الطبيعة يوم الأربعاء، سيناقش البحث في لقاء في سياتل، الكاتب الرئيس هو ماثيو جراهام، عالم حوسبة في مركز كالتيك للإكتشافات المعتمدة على البيانات.

إندماج الثقوب السوداء يظهر على أنه إضطرابات منتظمة في كوازار -كتلة من الضوء والطاقة- في مجرة بعيدة تسمى PG 1302-102 ، أكثر التفسيرات منطقية وفقاً لما كتبه د. جراهام وزملائه أنَّ زوجاً من الثقوب السوداء يدوران حول بعضهما على بعد لا يتجاوز السنة الضوئية الواحدة.

“هذا أكثر الأدلة إقناعاً عن زوج قريب من الثقوب السوداء ببعد فاصل أصغر من المجموعة الشمسية” قال آفي لويب (Avi Loeb)، عالم فلك في مركز هارفاد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية والّذي لم يكن مشاركاً في البحث ، ملاحظاً أن أنظمة أخرى أقل إقناعاً قد تكون محتملة، وحذر مضيفاً أنَّ الدليل الحالي غير مؤكد تماماً؛ قد يكون التذبذب في إضاءة الكوازار تأثير إحصائي من عدم متابعته بتردد كافي.

إذا صمد تحت الإنتقاد القاسي سيكون النظام منجم ذهب لحقل أبحاث موجات الجاذبية الفلكية اليافع، كما سيقدم أيضاً عرضاً عمّا سيحدث في مجرتنا درب التبانة في بضعة بلايين من السنين عندما تصطدم مع جارتها الأندروميدا، مرسلة ثقوبهما السوداء في قلب كل منهما في “رفقة حميمة محددة مسبقاً” كما وصفها د.لويب في البريد الإلكتروني.

الثقوب السوداء هي أكثر نتائج نظرية آينشتاين عنفاً: تحصد بعمق وكثافة لدرجة أن الضوء لا يستطيع الهرب منها، يبدو أن أحدها يزن ملايين أو بلايين الشموس ، عادة تكون هذه الثقوب هادئة، إنما حينما تتغذى على النجوم والغازات، وتتجشأ طاقة في الفضاء بإمكانها أن تضيئ فيما يعرف بالكوازارات، منارات تضيء أبعد من المجرات التي تحويها ذاتها.

أضاف د. لويب أن إندماجات الثقوب السوداء يجب أن يكون حدثاً شائعاً في التاريخ الكوني نظراً للإندماج المستمر للمجرات، وفعلاً يوجد عشرات الأمثلة عن إندماج مجرات تتضمن ثقوباً سوداء يفصل بينها بين عشرات وآلاف السنين الضوئية، وبعضها يتضمن نفثات جميلة تصدر من واحد أو كلا الثقبين.

نادراً ما يقدر العلماء أن يروا إتمام هذه العلاقات،ولكن، بعد مرور بلايين السنين على دورانهما المستمر حول بعضهما تحدث آخر التشنجات خلال مليون سنة تقريباً ، وقت طويل لا يمكن لإنسان تخيله، لكنه قصير جداً بالنسبة لنجم، أو الكون.

ومن ورائها زوج من المجرات الصغيرة، تقبع PG 1302-102 على بعد 3.5 بليون سنة ضوئية من هنا في تشكيلة العذراء، وتملك كوازاراً في مركزها.

تم إكتشافها في مركز كاتالينا للإحصاء العابر المباشر (the Catalina Real-Time Transient Survey) والَّذي راقب سطوع 247،000 كوازاراً معروفاً بإستخدام تيليسكوبات في أريزونا وأستراليا لمدة تسع سنوات.

وجد د. غراهام أن الإشارة من PG 1302-102 تراجعت بنسبة 14% كل 1،884 يوم، أو حوالي خمس سنوات.

الشيء الوحيد القادر على التأثير على ثقب أسود عملاق بقدر ملحوظ ،قال د.يوروفسكي، هو ثقب أسود عملاق آخر، كما قدّر أن كتلتهما المجتمة تساوي مئة مليون شمس.

يدور الثقبان الأسودان حول بعضهما بمدى يقدر ب180 بليون ميل، كما قال، هذا أقل من أن يحسم بأي تيليسكوب على الأرض، لكن مراكز المراقبة الطيفية تقترح وجود شيئين هناك، وفقاً للباحثين.

قد يكون إختلاف الإضاءة بسبب دفقات من الطاقة التي تعالج كالقمم بينما يدور الثقبان حول بعضهما، أو بسبب ليِّ قرصي المواد الموجودين حول كل منهما، وفقاً لما قال د. ديوروفسكي.

قرب الثقبين الأسودين يعني أن النظام تطور أبعد مما تستطيع محاكاة الكمبيوترات الفائقة للإندماج توقعه، ولإكتشاف ما يحدث سيضطر علماء الفلك إلى بناء مراكز كشف عن أمواج الجاذبية والإنتظار والمشاهدة.

[divider] [author ]ترجمة : فارس المقداد [/author] [divider]

المصدر