أعلنت وكالة ناسا عن خطط لبدء دراسة الأجسام الطائرة المجهولة بطريقة علمية دقيقة، قبل نشر النتائج في تقرير عام.

سيستخرج الخبراء المشاركون في الدراسة المعلومات من مشاهدات الظواهر الجوية المجهولة، واكتشاف أفضل طريقة لتسجيل مثل هذه المشاهدات في المستقبل، وتحديد إمكانية استخدام المعلومات الجديدة لتحسين الفهم العلمي للأجسام الغامضة.

يأتي الإعلان عن المبادرة الجديدة- المُخطط بدايتها الخريف القادم وتستمر تسعة أشهر تقريبًا- بعد ثلاثة أسابيع من جلسة استماع تاريخية في الكونجرس، استجوب فيها المشرعون اثنين من كبار خبراء المخابرات والدفاع بشأن تقارير متعددة لطيارين عسكريين عن الأجسام الطائرة المجهولة، ركزت جلسة الاستماع على تقرير البنتاغون الصادر في يونيو 2021 عن 144 مشاهدةً موثقة من طياري البحرية الأمريكية لأجسام طائرة مجهولة منذ 2004، وتوصلت الوزارة إلى أنها قد تمثل مشاهدات لأشياء مادية.

أُبلغ عن 18 مشاهدةً لسلوكيات طيران غير معتادة من أصل 144 مشاهدةً للأجسام الطائرة المجهولة، إذ يبدو أن الأجسام المجهولة تظل ثابتة في الهواء، أو تتحرك عكس اتجاه الريح، أو تناور فجأة أو تتحرك بسرعة كبيرة، دون وسائل دفع يمكن تمييزها، وفقًا للتقرير. مقاطع الفيديو التي نُشرت، إضافةً إلى روايات شهود العيان من طياري البحرية، تشير إلى أن بعض هذه المركبات تتحرك دون دفع ظاهري، بسرعات تفوق سرعة الصوت. يُظهر أحد مقاطع الفيديو جسمًا غامضًا شبه كروي يحوم في الجو، ويرتد من جانب إلى آخر، ثم يغوص في المحيط.

يقود عالم الفيزياء الفلكية ديفيد سبيرجيل دراسةً جديدة لناسا، هذه الدراسة ليست جزءًا من مجموعة البنتاغون للتعرف على الأجسام الطائرة المجهولة، ولا المهمة السابقة المعنية بالظواهر الجوية غير المحددة، وسيديرها دانيال إيفانز النائب المساعد والمدير المشارك للبحوث في إدارة المهام العلمية التابعة لناسا.

صرح سبيرجيل: «نظرًا إلى ندرة المشاهدات، فإن مهمتنا الأولى هي جمع أفضل مجموعة من البيانات، سنحدد البيانات المتاحة، من المدنيين والحكومة والمنظمات غير الربحية والشركات، والبيانات الأخرى التي يجب أن نحاول جمعها، وأفضل طريقة لتحليلها».

كان آخر تحقيق حكومي مكثف عن الأجسام الطائرة المجهولة عام 1969، وقد أُجري بعد تحقيق القوات الجوية الأمريكية المُسمى بلو بوك بروجيكت، الذي خلص إلى عدم تأكيد وجود أي جسم طائر مجهول، وأن تلك المسألة لا تمثل تهديدًا للأمن القومي.

كشفت الصحافة سلسلةً مفاجئة من التقارير الموجودة في مكتب أبحاث الأجسام الطائرة المجهولة السري التابع للبنتاغون عام 2017، بعد أكثر من 50 عامًا. تضمنت التقارير شهادات من طياري البحرية وأطقم الرادار الذين واجهوا الأجسام الطائرة المجهولة مرارًا.

أدرج الرئيس ترامب مطلبًا في ديسمبر 2020، ينص على أن يُعد مدير المخابرات الوطنية ووزير الدفاع تقريرًا عن مدى معرفة الحكومة بالبرامج المخصصة لدراسة الظواهر الجوية الغريبة. وضع الرئيس بايدن لاحقًا بندًا في قانون تفويض الدفاع الوطني الجديد، ينص على إنشاء الجيش مكتبًا جديدًا للتحقيق في برامج دراسة الظواهر الجوية الغريبة، وإصدار تقرير سنوي، وإحاطات نصف سنوية للكونجرس.

لم يتضمن تقرير عام 2021 الكثير من التفاصيل، ولم يتوصل إلى استنتاجات حاسمة عن الأجسام الجوية الغريبة، إذ تضمن شرحًا عن إحدى المشاهدات التي تبين أنها بالون كبير، جاء في التقرير: «نفتقر حاليًا إلى البيانات التي تشير إلى أن أيًا من هذه الأجسام الطائرة المجهولة هو جزء من برنامج فضائي أو دليل على تقدم تكنولوجي كبير لخصم محتمل». أيضًا نفى التقرير ارتباط المشاهدات باختبارات سرية للجيش.

أكد مسؤولو ناسا أنه لا يوجد حتى الآن دليل على أن تلك المشاهدات هي أجسام فضائية، وأن تلك المهمة خططت لها للحكومة الأمريكية لأسباب تتعلق بالأمن القومي والسلامة الجوية. وصفت شهادة خبير دفاعي في جلسة الاستماع في مايو كيف تورطت أجسام جوية مجهولة في 11 تصادمًا وشيكًا مع طائرات عسكرية أمريكية. قيل أيضًا إن بعض المواجهات قد وقعت فوق منشآت نووية حساسة، مثل حادثة مزعومة في قاعدة مالمستروم الجوية في مونتانا، التي شهدت تعطل 10 صواريخ باليستية عابرة للقارات بعد مشاهدة توهج أحمر كبير في السماء.

اقرأ أيضًا:

التوصل إلى تفسير أجرام دائرية غريبة رصدت سابقًا

كم علينا الانتظار لمشاهدة المخلوقات الفضائية؟

ترجمة: أحمد عضيم

تدقيق: ميرفت الضاهر

المصدر