الأزيز هو صوت صفير حاد أو حشرجة خشنة يصدر من المجاري التنفسية عند انسدادها جزئيًا نتيجة ارتكاس تحسسي أو نزلة برد أو التهاب قصبات، وقد يكون عرضًا لأمراض كالربو وذات الرئة وفشل القلب وغيرها. قد يزول الأزيز لوحده، وقد يكون علامةً لحالة خطيرة.

نظرة عامة:

الأزيز هو صوت صفير أو حشرجة، حاد أو أجش يصدر عند التنفس عندما تكون المجاري الهوائية ضيقة جزئيًا.

يُسمع الأزيز غالبًا بالأذن، لكن قد يتطلب سماعه أحيانًا استخدام سماعة طبية. يكون صوته أوضح عند الزفير، إلا أنه قد يُسمع عند الشهيق. تتباين نغمته حسب الجزء الضيق أو المسدود من المجاري الهوائية، فقد يكون أجشًا عندما يكون التضيق في الجزء العلوي منها، بينما يميل تضيق الطرق التنفسية السفلية لإصدار صوت موسيقي شبيه بصوت الآلات الموسيقية النفخية كالكلارينيت.

قد يحدث الأزيز في كل الأعمار من الرضّع حتى الكهول. يحدث الأزيز لدى الأطفال المصابين بالربو، ويعد شائعًا أيضًا لدى الرضّع إذ يحدث الأزيز لدى 25-30% من الرضّع في السنة الأولى من العمر.

قد يُفسر شيوع الأزيز لدى الرضع بصغر مجاريهم التنفسية، إضافةً إلى تعرض الأطفال تحت عمر السنتين لالتهاب القصيبات، وهو مرض شائع لكنه سهل العلاج ينجم عن خمج تنفسي فيروسي، بينما يميل حدوث الأزيز عند البالغين لدى المدخنين ومرضى النفاخ وفشل القلب.

الأسباب المحتملة

ينتج الأزيز عادةً عن تضيق الشعب الهوائية في الصدر وانسدادها، وقد ينجم أيضًا عن انسداد المجاري الهوائية الأكبر أو الحبال الصوتية. تتباين الأسباب بين مزمنة تكون قابلة للعلاج كالربو وحالات خطيرة كفشل القلب.

من أسباب الأزيز الشائعة حسب المنشأ ما يلي:

الرئة:

  •  الربو: هو حالة مزمنة تسبب تشنج الشعب الهوائية وتورمها. قد يتحرض الأزيز لدى مرضى الربو نتيجة مؤرجات محمولة في الهواء كغبار الطلع وأبواغ العفن ووبر الحيوانات وغبار المنزل، وتزيد الأمراض الفيروسية أعراض الربو سوءًا.
  •  التهاب القصبات: هو التهاب في بطانة الشعب الهوائية، وهو أكثر أسباب الأزيز لدى الأطفال الصغار شيوعا.
  •  الداء الرئوي الساد المزمن: التهاب طويل الأمد في بطانة الشعب الهوائية ينجم عادةً عن تدخين السجائر.
  •  التليف الكيسي: مرض يسبب إنتاج مخاط سميك يعيق التنفس والمجاري الهوائية.
  •  داء الرئة: التهاب الرئة الناجم عن الجراثيم أو الفيروسات، ومنها الفيروس المخلوي التنفسي الذي قد يسبب ذات الرئة أو التهاب القصيبات.
  •  استنشاق الرئة لجسم غريب.

الحبال الصوتية:

اعتلال وظيفة الحبال الصوتية: هو اضطراب يتظاهر بإغلاق الحبال الصوتية عند الشهيق والزفير عوضًا عن فتحها معيقًا عبور الهواء إلى الرئتين وخارجها.

الأنبوب الهضمي:

داء الجزر المعدي المريئي: قد يسبب الارتداد المزمن للأحماض المعدية ارتخاء الدسام المريئي السفلي مسببًا حدوث الأزيز.

الحساسية:

تُحرض الحساسية بمؤرجات مثل عث الغبار وغبار الطلع ووبر الحيوانات الأليفة وأبواغ العفن والأطعمة.

التأق: هو ارتكاس تحسسي شديد ناجم عن الأطعمة أو لسع الحشرات.

أزيز قلبي المنشأ:

كما في فشل القلب والربو القلبي الذي ينجم عن تراكم السوائل في الرئة نتيجة فشل قلبي أيسر.

عادات في الحياة اليومية:

مثل التدخين الذي يزيد خطر حدوث الداء الرئوي الساد المزمن والنفاخ، إضافةً إلى دور التدخين والتدخين المنفعل في سوء ضبط الربو.

يُفضل تدبير الأزيز في هذه الحالات عبر علاج المرض المستبطن، وينبغي الاتصال بالطبيب عند حدوث الأزيز بأقرب وقت، والمسارعة باللجوء للعناية الطبية عند ترافق الأزيز مع زلة تنفسية أو اصطباغ الجلد باللون الأزرق.

التدبير والعلاج

يعتمد تدبير الأزيز على علاج المرض المستبطن، وقد يتطلب الاستشفاء إذا كان شديدًا أو يعيق التنفس.

يوصف غالبًا بخاخ إنشاقي (موسع قصبات) لمرضى الربو لتخفيف الالتهاب وفتح المجاري التنفسية، وقد تُستعمل أدوية أخرى مضادة للالتهاب لعلاج الربو كالستيرويدات القشرية الإنشاقية أو حبوب مثل مونتيلوكاست.

إذا شخّص الطبيب التهاب القصبات مسببًا للأزيز، سيلجأ لتدبيره باستعمال موسعات القصبات مثل ألبوتيرول أو المضادات الحيوية لعلاج الخمج الجرثومي، ما سيساعد على تحسين تنفس المريض عند شفائه.

يتطلب تدبير أسباب الأزيز الأخرى علاجات نوعية يصفها الطبيب ضمن خطة لتدبير المرض المستبطن، تتضمن أيضًا تدابير تلطيفية عرضية لتحسين حالة المريض.

إجراءات منزلية لتدبير الأزيز:

يوجد عدة طرق لتحسين الأزيز:

  •  التمارين التنفسية: تبين دورها في المساعدة على استرخاء المجاري الهوائية لدى مرضى الربو، منها تنفس اليوغا (براياناما) الذي تُفضل ممارسته في جو رطب. وإن لم يكن تمرين براياناما مألوفًا يمكن تطبيق تمارين تنفسية عميقة وبطيئة لتساعد على زيادة سعة الرئة واسترخاء المجاري الهوائية.
  •  شرب الشاي بالأعشاب الساخن: يساعد دفء الشاي ورطوبته على استرخاء الشعب الهوائية، إضافةً إلى تمتع الشاي الأخضر بخصائص مضادة للجراثيم وفق بعض الدراسات.
  • تجنب التدخين والتدخين السلبي لدورهما في تهييج الرئتين والمجاري الهوائية.
  •  استخدام مطهرات الهواء الجزيئية عالية الفعالية لتطهير الهواء من المؤرجات المحمولة فيه، بالإضافة إلى استخدام مبخرات ومرطبات الهواء.

متى يجب اللجوء إلى مقدم الرعاية الصحية؟

توجه إلى الطبيب إذا كان الأزيز لديك حديثًا أو متكررًا أو مترافقًا مع أي من الأعراض التالية:

  •  قصر تنفس.
  •  حمى.
  •  سعال.
  •  ألم وضيق في الصدر.
  •  تورم غير مفسر في اليدين أو القدمين.
  •  بحة صوت.
  •  تورم اللسان أو الشفتين.
  •  اصطباغ أزرق في الجلد أو حول الفم والأظافر.

متى يجب التوجه إلى غرفة الإسعاف؟

يدل اصطباغ الجلد والفم والأظافر باللون الأزرق على عدم كفاية الهواء الداخل إلى الرئتين، وهي حالة طارئة تتطلب إسعاف المصاب إلى أقرب وحدة إسعافية، أو الاتصال بالإسعاف ووصف طريقة التنفس.

قد يشير الأزيز المفاجئ بعد التعرض للسعة حشرة أو تناول طعام أو دواء جديد إلى حدوث ارتكاس تأقي، ينبغي حينها التوجه عاجلًا إلى غرفة الإسعاف .

مهما كان سبب الأزيز توجد إجراءات يمكن اتباعها لتحسين حالة المريض. اتبع إرشادات مقدم العناية الصحية، وتجنب التدخين، وتناول الأدوية الموصوفة، واستخدم مبخرات ومرطبات الهواء. سيساعد اتباع هذه النصائح على التنفس بصورة أفضل.

اقرأ أيضًا:

ماذا يعني السعال الجاف المصحوب بألم في الصدر؟

ما هو التأتب أو التأهب للأرجية؟

ترجمة: رضوان أحمد مرعي

تدقيق: أميمة الغراري

المصدر