يظهر الورم الأصفر الطفحي على هيئة آفات أو بروزات في الجلد، قد تتلون أحيانًا بالأصفر أو الوردي أو البني أو لون الجلد ذاته، وقد تكون مؤلمة ومسببة للحكة أيضًا. ولا تعد الأورام الصفراء الطفحية حالة خطيرة، لكنه قد يدل على حالة مرضية كامنة مثل السكري.

ما الورم الأصفر الطفحي؟

تعد الأورام الصفراء الطفحية آفاتٍ حميدة تظهر في الجلد وتتكون من الشحوم، أو الحموض الدسمة، أو الفضلات، وتُعد حالات غير شائعة وقد ترافقها حالات مرضية أخرى، وبذلك قد تدل على أمراض أخرى تؤثر في الاستقلاب، مثل السكري.

الأسباب:

تتشكل الأورام الصفراء الطفحية بسبب تجمعات لفضلات الشحوم على الجلد. وتتكون أحيانا بسبب فرط ثلاثي غليسيريد الدم، أي زيادة مستوى هذا الشحم في الدم. وقد تسبب بعض الحالات المرضية الأخرى زيادة مستوى ثلاثي غليسيريد الدم، ما يؤدي الى ظهور الورم الأصفر الطفحي، ومنها:

  •  البدانة.
  •  السكري.
  •  الكحول.
  •  قصور الدرق.

الأعراض:

تعد الأورام الصفراء الطفحية آفاتٍ لا عرضية تبعًا لمقال في عام 2018، يعني ذلك أن المصابين بهذه الأورام لا يعانون من أية أعراض مرافقة لظهور الآفات، لكن ظهور الأعراض يتضمن الحكة والألم أحيانًا.

تبدو على هيئة بروزات صغيرة لامعة يتراوح حجمها بين 1-4 مليمتر، وتتشكل على الإليتين والأكتاف والأذرع والأرجل، وقد تظهر أيضًا على كل الجسم كالوجه وداخل الفم.

العلاج:

لمعالجة الأورام الصفراء الطفحية يجب على الطبيب أولًا تشخيص الحالة المرضية المسببة لها، وتتراجع أعراض الأورام الصفراء الطفحية أو تختفي بالكامل عند علاج الحالة المرضية المؤدية لتشكلها.

تفيد الأدوية وتغيير النظام الغذائي وزيادة النشاط الجسدي في علاج الأورام الصفراء الطفحية.

العلاج بتغيير النظام الغذائي والتمارين الرياضية:

ذكرت منصة ديرم نيت أن المرضى يلاحظون التأثير الإيجابي لتغيير نظامهم الغذائي في تخفيف أعراض الأورام الصفراء الطفحية، ويلاحظ ذوي الوزن الزائد فائدة تقليل سعراتهم الحرارية وزيادة النشاط الجسدي في تخفيف الأعراض، أيضًا، ويتضمن ذلك:

  •  استهلاك كمية كبيرة من الخضار، والسلطات، ورقائق الذرة، والسمك.
  •  تخفيف استهلاك الدهون المشبعة مثل اللحوم، ومنتجات الألبان، وزيت جوز الهند والنخيل.
  •  تقليل استهلاك السكر الموجود في المشروبات الغازية، والحلويات، والبسكويت.

العلاج الطبي:

قد تختفي الأورام الصفراء الطفحية من تلقاء نفسها بعد بضع أسابيع من اتباع التغييرات في الحمية، وقد يصف الطبيب بعض العقاقير المختلفة لدى عدم تراجعها، ومنها

  •  ستاتين (Statins): الذي يقلل من تصنيع الكوليسترول في الكبد، ويساهم أيضًا في تخفيض مستوى ثلاثي الغليسيريد في الدم.
  •  الفيبرات (Fibrates): قد يصفه الطبيب مع الستاتين لتخفيض تصنيع ثلاثي الغليسيريد في الكبد أيضًا.
  •  إزيتيميب / زيتا (Ezetimibe / Zetia): يناسب هذا الدواء الذين يعانون من خطر المضاعفات، ويقلل أيضًا من كمية الكوليسترول في الأمعاء.
  •  حمض النيكوتينيك (Nicotinic acid): لخفض مستوى الكوليسترول وثلاثي الغليسيريد.

تعد الجراحة خيارًا أخيرًا عند عدم تراجع الأورام من تلقاء نفسها أو حتى بعد اتباع خطة علاج للحالة المرضية المسببة لها.

السكري والأورام الصفراء الطفحية:

يعد السكري مرضًا مزمنًا يؤثر في تصنيع الإنسولين في الجسم أو طريقة عمله. وقد ذكر مقال نشر عام 2018 أن المصابين بالنمط الثاني من داء السكري يعانون من انخفاض في نشاط ليباز البروتين الشحمي، الذي يؤدي دورًا مهمًا في تكسير الشحوم في الدم، ويعاني المرضى أيضًا من ازدياد في مستوى ثلاثي الغليسيريد والشحوم في الدم.

إذا وصل ارتفاع مستوى ثلاثي الغليسيريد في الدم حدًا معينًا، ستشكل الشحوم عندها الأورام الصفراء الطفحية. وعليه، لدى المصابين بالسكري احتمال أكبر بالإصابة بالأورام الصفراء الطفحية، ومع إنها شائعة أكثر لدى المصابين بالنمط الثاني من داء السكري، فقد تظهر أيضًا لدى المصابين بالنمط الأول من داء السكري

وبحسب الصحيفة البريطانية للسكري “British Journal of Diabetes”، لا يصف الطبيب الفيبرات أو الستاتين للمصابين بالورم الأصفر الطفحي المرافق للسكري إلى أن يتحكم المريض بمستوى السكر في الدم.

لا يعاني كل المصابين بالورم الأصفر الطفحي بالضرورة من السكري، لكنه قد تشير إلى إصابة المريض بالسكري.

التشخيص:

يُجري الطبيب عادة عدة فحوصات لتشخيص الأورام الصفراء الطفحية، وقد يأخذ خزعة من الجلد أي عينة صغيرة من الورم الأصفر الطفحي ليرسلها إلى المختبر لدراستها.

قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء تحاليل للدم والبول، وتصوير بالأشعة السينية، لتشخيص أية حالة مرضية كامنة تسبب تشكّل الأورام الصفراء الطفحية. ويفيد طلب الطبيب لهذه التحاليل في تشخيص بعض الأمراض التي قد تشكل خطرًا على الإنسان عند عدم معالجتها.

المراقبة والمضاعفات:

تعد الآفات الجلدية بحد ذاتها غير ضارة، وقد تتراجع حتى دون أي تدخل طبي خلال بضعة أسابيع من ظهورها. لكنها قد تشير إلى أمراض كامنة يجب تشخيصها تفاديًا لأي تعقيدات، وتتمثل هذه المضاعفات في ازدياد احتمالية الإصابة بالتهاب البنكرياس بسبب ارتفاع مستوى ثلاثي غليسيريد الدم، إذ يسبب التهاب البنكرياس آلامًا وتشنجاتٍ شديدة في البطن تؤدي إلى الغثيان والإقياء.

يجب على المريض التوجه إلى الطبيب إذا كان الورم الأصفر الطفحي مرافقًا للسكري، وقد يعاني المريض من مضاعفات متعددة للسكري عند عدم تلقيه العلاج المناسب، ويعد السكري غير المعالج حالة مميتة. ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن السكري هو سابع مسبب للوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

يجب التوجه إلى الطبيب عند ملاحظة آفات جلدية تشبه الأورام الصفراء الطفحية، فمع إنها غير ضارة، قد تشير هذه الآفات إلى الإصابة بفرط ثلاثي غليسيريد الدم، وقد تدل هذه الحالة على الإصابة بمرض مزمن آخر، مثل السكري.

يستطيع الطبيب طلب الاختبارات وتشخيص أية أمراض متخفية ووضع خطة علاج تتحكم بهذه الحالة المرضية وتضبطها.

اقرأ أيضًا:

طريقة جديدة لعلاج داء السكري باستخدام خلايا بشرية قادرة على إنتاج الإنسولين

الورم الأصفر: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر