تزيد تغيرات الجسم مع التقدم بالعمر خطر الإصابة بالتجفاف ونقص الماء، وإحدى هذه التغيرات هي الإحساس بالعطش.

العلاقة بين التقدم بالعمر والإصابة بالتجفاف:

لا يطلب الجسم الماء مع التقدم بالسن كما هو الحال في الأعمار الأصغر، ويُعد هذا مشكلة لأن الجسم يحتاج إلى السوائل، وعدم الحصول على كمية كافية منها يضع الجسم تحت خطر الإصابة بالتجفاف.

تقول اختصاصية التمريض السريري لطب الشيخوخة آن فاندربيلت: «لا يشرب العديد من الأشخاص بعمر الخامسة والستين كمية كافية من السوائل».

لماذا يعد البالغون أكثر حساسية للإصابة بالتجفاف؟

يزداد خطر الإصابة بالتجفاف كثيرًا عند البالغين لأن تركيب الجسم يتغير مع التقدم في السن، إذ تحوي أجسام البالغين في سن الخامسة والستين كميةً أقل من الماء مقارنة مع البالغين الأصغر سنًا أو الأطفال.

يؤثر انخفاض الوظيفة الكلوية على مستويات السوائل في الجسم أيضًا، ونقص الشعور بالعطش يُبقي خازن السوائل في الجسم في حالة غير ممتلئة.

وقالت آن فاندربيلت: «عندما يشعر كبار السن بالعطش فإن ذلك مؤشر للمرحلة المبكرة من التجفاف».

يشكّل الماء ركيزة أساسية لكل وظائف الجسم تقريبًا، من تزليق المفاصل، إلى تنظيم درجة الحرارة، وضخ الدم إلى العضلات. ويؤدي عدم الحصول على كمية كافية منه إلى عواقب صحية خطيرة. ولهذا يُشكّل التجفاف سببًا شائع لدخول المستشفى للأشخاص الأكبر من خمس وستين سنة.

قالت آن فاندبيلت: «إضافةً إلى مشكلة التجفاف، فإن أعراضه لا تُلاحظ غالبًا، إذ يمكن أن تعزا الأعراض بسهولة لحالات طبية أخرى أو لأدوية أو للتأثيرات الطبيعية المرافقة للتقدم في السّن».

ما علامات التجفاف؟

يؤثر التجفاف في الشخص جسديًا وعقليًا وعاطفيًا، بسبب انقباض الأوعية الدموية في الدماغ والجسم نتيجة لانخفاض كمية السوائل في الجسم، وتتضمن العلامات الجسدية للتجفاف:

  •  الضعف والتعب.
  •  دوخة أو غياب الوعي.
  •  جفاف الفم وسعال جاف.
  •  ألم الرأس.
  •  تشنجًا عضليًا بسبب خسارة الإلكترودات بالتعرق.
  •  ارتعاشًا وعدم تحمّل الحرارة.
  •  الجلد المتورّد.

يبدو الشخص المصاب بالتجفاف مرتبكًا أو متوترًا أو غريب الأطوار وقد تكون الأعراض أسوأ عند المصابين بالخرف. وهي مجموعة من الأمراض تؤثر في الذاكرة والسلوك ويقدر عدد البالغين الأكبر من خمس وثمانين سنة والمصابين بالخرف بنحو 50%.

يؤدي التجفاف المزمن المسبّب لأعراض أكثر شدّة، إلى دخول المستشفى.

بعض النصائح لتجنب الإصابة بالتجفاف:

أفضل طريقة لتجنب الإصابة بالتجفاف واضحة وبسيطة: شرب المزيد من السوائل.

قالت آن فاندربيلت: «تشكل قاعدة (ثمانية كؤوس من الماء في اليوم) نصيحةً عامة، وهي شائعة ومنتشرة لسهولة تذكّرها. ولكن قد يحتاج بعض الأشخاص كمية أقل والبعض الآخر كمية أكبر، كما يحدث عند ارتفاع درجة الحرارة والتعرق».

بعض النصائح التي قد تساعد المسنين على تجنب الإصابة بالتجفاف:

خلط الماء: قد يكون شرب الماء على مدار اليوم أمرًا مملًأ على الرغم من كون الماء الحل المثالي للتجفاف. يمكن جعل كأس الماء الصافي أكثر لذةً بإضافة شرائح من الفاكهة مثل الليمون أو الفراولة. ويوجد الكثير من الخيارات الأخرى مثل حليب البقر أو بدائل الحليب التي تؤمن التروية والتغذية للشخص. ويمكن استخدام عصائر الفواكه، لكنّها تحوي كمية كبيرة من السكر التي تعتبر مشكلة عند مرضى السكري، ويمكن وبدلًا من ذلك خلط الماء مع عصير الفواكه للتقليل من كمية السكر.

تجنب الكافيين: للمشروبات الحاوية على الكافيين مثل القهوة والشاي تأثير مدر، ما يعني زيادة الحاجة إلى التبول وخسارة واضحة للسوائل. لذلك من الجيد الاستمتاع بهذه المشروبات باعتدال وعدم جعلها جزءًا أساسيًا من مدخول السوائل اليومي.

تناول أطعمة منعشة ومُرَطِبة: لا يحصل الشخص بالضرورة على السوائل من المشروبات فقط إذ يمكن الحصول عليها من الطعام أيضًا. تحوي العديد من الأطعمة على كمية كبيرة من السوائل ويساعد ذلك في بقاء الشخص منتعشًا. وتشمل هذه الأطعمة الخيار والكرفس والبطيخ والذي يحوي 91% ماء ويمكن اشتمال ثلج الفواكه المجمدة أيضًا.

تذكّر الترطيب وشرب الماء طوال اليوم: يجب جعل شرب الماء جزءًا من الروتين اليومي، خاصة في الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة إذ يمكن شراء كوب يبقى في متناول اليد.

قالت آن فاندربيلت: «أرى أن أغلب كبار السن بأعمار 80 أو 90 سنة غير قادرين على الجلوس وشرب كأس كامل مليء بالماء، إذ يقومون بملء الكأس فيسبب ذلك الانتفاخ فيذهبون مسرعين للحمام لذلك يبدو من الأفضل الحصول على رشفات صغيرة من الماء خلال اليوم».

معرفة الحاجات: قد يحتاج بعض المرضى المصابين بحالات طبية خاصة مثل قصور القلب الاحتقاني، إلى كميّات دقيقة من السوائل. يجب على الأشخاص استشارة الطبيب قبل إحداث تغييرات شديدة في مدخول الماء.

فكرة أخيرة: اشرب الماء!

قالت آن فاندربيلت: «تجنب الإصابة بالتجفاف سهل، بشرب المزيد من السوائل فقط». فمن الضروري البقاء بحالة انتعاش وارتواء بأي عمر.

وتابعت قائلةً: «يجب التركيز على شرب الماء مع التقدم في العمر، فعلى الشخص أن يجعلها عادة يومية، خاصةً إذا بدأ الجسم بإظهار حاجته إلى المزيد من السوائل».

اقرأ أيضًا:

هل تصبح الأيام الحارة سمة حياتنا اليومية؟ علينا الاستعداد

هل نحن مدينون لكبار السن بإطالة عمر الإنسان الحالي؟

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: المايا محمد علي

المصدر